تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عصلد]:

صفحة 109 - الجزء 5

  وقَوْمٌ عَصَاوِيدُ في الحَرْبِ: يُلازِمُونَ⁣(⁣١) أَقْرَانَهُمْ ولا يُفَارِقُونَهُم، وأَنشد:

  لَمَّا رَأَيْتُهُم لا دَرْءَ دونَهُمُ ... يَدعُونَ لِحْيَانَ في شُعْثٍ عَصاوِيدِ

  وعَصَاوِيدُ الكلامِ: ما الْتَوَى مِنْهُ وَرَكِبَ بعْضُه بعْضاً والعَصَاوِيدُ من الظَّلامِ: المُخْتَلِطُ الكَثِيفُ المُتَرَاكِمُ بعْضُه على بعْضٍ، وكذلكَ الإِبِلُ، يقال: جاءَت الإِبِلُ عَصَاوِيدَ، إِذَا رَكِبَ بعْضُها بعْضاً، والعَصَاوِيدُ: العِطَاشُ من الإِبِلِ.

  وعَصْوَدُوا عَصْوَدَةً منذُ اليومِ، وتَعَصْوَدُوا: صاحُوا واقتَتَلُوا، ويقال: تَعَصْودَ القَوْمُ، إِذا جَلَّبُوا واختَلَطُوا.

  ووِرْدٌ عِصْوادٌ، بالكسر: مُتْعِبٌ، الّذِي في اللّسَان: رَجُلٌ عِصْوادٌ [مُتْعب]⁣(⁣٢) وأَنشد الأَصمعيُّ:

  وفي القَرَبِ العِصْوادِ لِلْعِيسِ سائِقُ

  ويقال: هُم في عِصْوادٍ بينهم، يَعِني البَلايَا والخُصُومَاتِ، ووَقَعُوا في عِصْوادٍ، أَي في أَمْرٍ عَظِيمٍ ويقال: تَركتُهم في عِصْوادٍ، وهو الشَّرُّ، من قَتْلٍ أَو سِبَابٍ، أَو صَخَبٍ.

  وفي المحكم: العُصْوادُ بالكسر، والضّمّ: الجَلَبةُ والاختلاطُ في حَرْبٍ أَو خُصُومةٍ، قال:

  وتَرَامَى الأَبْطَالُ بالنَّظَرِ الشَّزْ ... رِ وظَلَّ الكُمَاةُ في عُصْوادِ

  قال اللَّيْث: العِصْوادُ: جَلَبَةٌ في بَلِيَّةٍ وعَصَدَتْهُم العَصَاوِيدُ: أَصابَتْهم بذلك.

  * وممَّا يستدرَك عليه:

  المِعْصَد: ما يُعْصَدُ به.

  وعَصَدَ السَّهْمُ: الْتَوَى في مَرِّهِ، ولم يَقْصِد الهَدَفَ.

  وأَعصَدَ العَصيدةَ: لَواها، مثْل عَصَدَهَا.

  قال الأَزهريُّ: وقرأْتُ بخطّ أَبي الهَيْثَمِ في شِعْر المتلَمِّس، يهجو عَمْرَو بنَ هِنْد:

  فإذا حَلَلْتُ ودُونَ بَيْتِي غَاوَةٌ ... فابْرُقْ بأَرْضِكَ ما بَدَا لَكَ وارْعُدِ

  أَبَنِي قِلَابَةَ لم تَكُنْ عَادَاتُكُمْ ... أَخْذَ الدَّنِيَّةِ قبل خُطَّةِ مِعْصَدِ

  قال أَبو عُبَيْدَة: يَعنِي عُصِدَ عمرُو بن هِنَدٍ، من العَصْد والعَزْد، يَعْنِي منكوحاً.

  وقال الصَّاغَانيُّ: ويقال هو مِعْصَد بنُ عَمْرٍو الذي [وَلِىَ]⁣(⁣٣) قَتْلَ طَرَفَةَ، وأَكثرُ الرُّواةِ على أَنَّه مِعْضَد، بالضاد مُعْجَمَةً.

  وأَبو عُثْمَانَ إِسماعِيلُ بنُ عبد الرحمن العَصَائِدِيّ، لعلَّ بعضَ أَجدادِه كان يَعْمَل العَصِيدةَ، روَى عنه أَبو سَعْدٍ السّمعانِيّ. وبخَطِّ النَّوَوِيّ، عن ابن البَنَاءِ: بأَقْصَى الجَوْفِ قَصْرُ العَصَائِد: قَرْيَة، والنِّسْبَة إِليها عَصَائِدِيّ.

  [عصلد]: العَصْلَدُ، أَهمله الجوهريُّ وقال ابن دُرَيْد⁣(⁣٤) هو كَجَعْفَرٍ، والعُصْلُود، مثل زُنْبُورٍ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ، كذا في التكملة.

  [عضد]: العَضْدُ، بالفتح، لُغَة تميم، كما في المصباح⁣(⁣٥)، وبالضّمّ وبالكسر، وككَتِفٍ، وهذه لُغَة أَسَدٍ، والكلام الأَكْثر: العَضُد، مثل نَدُسٍ وحكَى ثعلبٌ: العَضَد، بفتح العين والضّاد، كلٌّ يُذْكَّر ويُؤنَّث. وقال أَبو زيد: أَهلُ تِهَامَةَ يقولون: العُضُد، مثْل عُنُقٍ، ويذُكِّرون⁣(⁣٦).

  وقرأَ بها الحَسَنُ في قوله تعالى: {وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً}⁣(⁣٧) وقال اللِّحْيَانيُّ: العَضُد مؤنّثةٌ لا غيرُ، وهما العَضُدانِ وجمعها: أَعضادٌ، لا يُكسَّر علَى غيرِ ذلِك. فهذه سِتُّ لُغاتٍ، ذكَرَها المصنِّفُ، وأَغفل السابِعةَ، وهي التَّحْرِيكُ، عن ثعْلَب.


(١) التكملة: ملازمون.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) زيادة عن التكملة.

(٤) الجمهرة ٣/ ٣٣٥.

(٥) في المصباح في عضد: «مثال فَلْس في لغة تميم» وفي التهذيب عن أبي زيد: وتميم تقول العَضُد والعَجُز ضبطت فيه بضم الضاد، ضبط قلم.

(٦) في الأصل نقص اختلت معه العبارة، وتمام قول أبي زيد كما في التهذيب: أهل تهامة يقولون العُضُد والعُجُز فيؤنثونهما، وتميم تقول العَضُد والعُجُز، ويذكرون.

(٧) سورة الكهف الآية ٥١.