تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جأف]:

صفحة 104 - الجزء 12

  يَشْتَبِهُ علَى مَنْ لا مَعْرِفَةَ له بالرِّجالِ وأَنْسَابِهم، فيَظُنُّ أَنَّهما اثْنانِ، فَتَأَمَّلْ.

  وثَقْفُ بنُ فَرْوَةَ بن الْبَدَنِ السّاعِدِيّ بن عَمِّ أَبي أُسَيْد السَّاعِدِيِّ، ¥، اسْتُشْهِدَ بِأُحُدٍ. أَوْ بِخَيْبَرَ ¥، والأَوَّلُ أَصَحُّ أَو هُو ثَقْبٌ، بِالْبَاءِ المُوَحَّدَةِ، وهو الْأَصَحُّ⁣(⁣١)، كما قَالَهُ عبدُ الرحمنِ⁣(⁣٢) بنِ محمدِ بنِ عُمَارَةَ بنِ القَدَّاحِ الأَنْصَارِيُّ النَّسَّابَةُ، وهُو أَعْلَمُ النَّاسِ بأَنْسَابِ الأَنْصَارِ، وقد ذُكِرَ في المُوَحَّدَةِ أَيضاً.

  وأُثْقِفْتُهُ، علَى مَا لَم يُسَمَّ فَاعِلُهُ: أي: قُيِّضَ لِي، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وأَنْشَدَ قَوْلَ عمرٍو ذِي الكَلْبِ، علَى هذا الوَجْهِ:

  فَإِمَّا تُثْقِفُونِي فَاقْتُلُونِي ... فَإِنْ أُثْقَفْ فسَوْفَ تَرَوْنَ بَالِي

  هكذا رَوَاهُ، وقد تقدَّم إِنْشَادُهُ عن الجَوْهَرِيِّ بِخِلافِ ذلك⁣(⁣٣).

  قلتُ: والذي في شِعْرِ عَمْرٍو هو الذي ذكرَه الصَّاغَانِيُّ، قال السُّكَّرِيُّ في شَرْحِه: يقولُ: إِن قُدِّر لكم أَنْ تُصَادِفُونِي فَاقتُلُونِي، ويُرْوَى «ومَن أَثْقَفْ»، أي: من أَثْقَفْهُ منكم، وَيُقَال⁣(⁣٤)، أُثْقِفْتُمُونِي: ظَفِرْتُمْ بِي فَاقْتُلُونِي فمَن أَظْفَرْ به منكم [فإِني] قَاتِلُهُ، فاجْتَهِدُوا فَإِنِّي مُجْتَهِدٌ.

  وثَقَّفَهُ تَثْقِيفاً: سَوَّاهُ، وَقَوَّمَهُ، ومنه: رُمْحٌ مُثَقَّفٌ، أي: مُقَوَّمٌ مُسَوًّى، وشاهِدُهُ قَوْلُ عمرِو بنِ كُلْثُومٍ الذي تقدَّم.

  وثَاقَفَهُ، مُثَاقَفَةً وثِقَافاً: فَثَقِفَهُ، كنَصَرَهُ: غَالَبَهُ فَغَلَبَهُ في الحِذْقِ، وَالفَطَانَةِ، وإِدْرَاكِ الشَّيْءِ، وفِعْلِهِ. قال الرَّاغِبُ: وَهو مُسْتَعَارٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الثَّقَافُ، بالكَسْرِ، والثُّقُوفَةُ، بالضَّمِّ: الحِذْقُ والفَطانَةُ.

  وَيقال: ثَقِفَ الشَّيْءَ [وهو]⁣(⁣٥) سُرْعَةُ التَّعَلُّمِ، يُقال: ثَقِفْتُ العِلْمَ والصِّناعَةَ في أَوْحَى مُدَّةٍ: أَسْرَعْتُ أَخْذَهُ.

  وَثَاقَفَهُ مثاقَفَةً: لَاعَبَهُ بالسِّلاحِ، وهو مُحاوَلَةُ إِصَابَةِ الغِرَّةِ في نَحْوِ مُسَابِقَةٍ.

  وَالثِّقَافُ والثِّقَافَةُ، بكَسْرِهما: العَمَلُ بالسَّيْفِ، يقال: فُلانٌ مِن أَهْلِ المُثَاقَفَةِ، وهو مُثَاقِفٌ حَسَنُ الثِّقَافَةِ بالسَّيْفِ، قال:

  وَكَأَنَّ لَمْع بُرُوقِهَا ... في الْجَوِّ أَسْيَافُ المُثَاقِفْ

  وَتَثاقَفُوا فكان فُلانٌ أَثْقَفَهُمْ.

  وَالثَّقْفُ: الخِصَامُ والْجِلادِ.

  وَمِن المَجَازِ: التَّثقِيفُ: التَأْدِيبُ والتَّهْذِيبُ، يُقَال: لو لا تَثْقِيفُكَ وتَوْقِيفُك ما كنتُ شَيْئاً، وهل تَهَذَّبْتُ وتَثَقَّفْتُ إِلَّا على يَدِكَ؟ كما في الأَساس.

فصل الجيم مع الفاءِ

  [جأف]: جَأَفَهُ، كمَنَعَهُ، صَرَعَهُ، لُغَةٌ في جَعَفَهُ، قال الجَوْهَرِيُّ: وجَأَفَهُ ذعَرَهُ، وأَفْزَعَهُ، لُغَةٌ في جَأَثَهُ، وقال الليْثُ: الجَأْفُ: ضَرْبٌ مِن الفَزَعِ والخَوْفِ، كجَأَّفَهُ تَجْئِيفاً قال العَجَّاجُ يَصِفُ جَمَلَهُ ويُشَبِّهُه بالثَّوْرِ الوَحْشِيِّ المُفَزَّعِ:

  كَأَنَّ تَحْتِي نَاشِطاً مُجَأَّفَا ... مُدَرَّعاً بوَشْيِهِ مُوَقَّفَا

  وجَأَفَ الشَّجَرَةَ: قَلَعَهَا مِن أَصلِهَا، قال الشاعرِ:

  وَلَّوْا تَكَبُّهُمُ الرِّمَاحُ كَأَنَّهُمْ ... نَخْلٌ جَأَفْتَ أُصُولَهُ أو أَثْأَبُ

  فَانْجَأَفَتْ، قال ابنُ الْأَعْرَابِيِّ: أي انْقَلَعَتْ وسَقَطَتْ، وَكذلكَ جَعَفْتُهَا فانْجَعَفَتْ.

  والْجئّافُ، كشَدَّادٍ: الصَّيَّاحُ، والمَجْؤُوفُ: الْجَائِعُ، حَكاهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وقد جُئِفَ كعُنِيَ، كما في الصِّحاحِ، والمَجْؤُوفُ أَيضاً: المَذْعُورُ، وقد جُئِفَ أَشَدَّ الْجَأْفِ، كما في الصِّحَاحِ أَيضاً.


(١) في أسد الغابة: والصحيح ثقب أو ثقيب.

(٢) في أسد الغابة: عبد الله.

(٣) كذا بالأصل وهي نفس الرواية التي تقدمت، ومثلها رواية الصحاح وَفي الديوان ٣/ ١١٤ وإن أثقف ..

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ويقال أثقفتموني الخ كذا بالأصل وَلعل فيه سقطاً، فليحرر».

(٥) زيادة عن اللسان.