تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عجف]:

صفحة 370 - الجزء 12

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: العَجارِيف من المَطرِ: شِدَّتُه عند إِقباله، كعَجارفه في الدَّهْرِ والمَطَرِ.

  وهو يتَعَجْرَفُ علَيْنا: أي يتكبَّرُ ورَجُلٌ فيه تعَجْرُفٌ.

  وفي الصِّحاحِ: هو يتَعَجْرَفُ علَيْهِم: إذا كان يَرْكبُهُم بما يَكْرَهُونه، ولا يَهابُ شَيْئاً.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  بعِيرٌ ذُو عَجارِفَ وعجارِيفَ: فيه نَشاطٌ، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  وصَلْنا بِها الأَخْماسَ حتّى تَبَدَّلتْ ... من الجَهْدِ أَسْداساً ذواتُ العَجارِفِ

  وَالعَجْرَفَةُ: رُكُوبُكَ الأَمْرَ لا تُروِّي فيهِ، وقد تَعَجْرَفَه.

  [عجف]: العَجَفُ، مُحرَّكَةً: ذَهابُ السِّمَنِ، وهو أَعْجَفُ، وهي عَجْفاءُ ج: عِجافٌ من الذُّكْرانِ والإِناثِ، قالَهُ اللَّيْث، وهو شاذٌّ على غيرِ قِياسٍ؛ لأَنَّ أَفْعلَ وفَعْلاءَ لا يُجْمَعُ على فِعالٍ بالكَسْرِ غير هذِه الكَلِمَة، رِوايَةً شاذّةً عن العَرَبِ ولكنَّهُم بَنَوْهُ على لفظِ سِمانٍ فقالُوا: سِمانٌ وَعِجافٌ، وقيل: هو كما قالُوا: أَبْطَحُ وبِطاحُ، وأَجْرَبُ وَجِرابٌ، ولا نَظِيرَ لعَجْفاءَ وعِجافٍ إِلا قولُهم: حَسْناءُ وَحِسانٌ، كذا قولُ كُراعٍ، وليسَ بقَوِيٍّ؛ لأَنَّهم قد كَسَّرُوا بطْحاءَ على بِطاحٍ، وبَرْقَاءَ على بِراقٍ لأَنَّهُم قَد يَبْنُونَ ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ: والعَرَبُ قَد تَبْنِي الشَّيْءَ ونَصُّ العُباب: قد تَحْمِلُ الشيءَ على ضِدِّهِ قال شَيْخُنا: ولو قالَ بَنَوْه، على نِدِّه، أي: مِثْلِه لكانَ أَقْربَ، وهو ضِعافٌ، كما مالَ إِليه بعضُهم كما قالُوا*: عَدُوَّةٌ بالهاءِ لِمكانِ صدِيقَةٍ، وفَعولٌ إِذا كانَ بمَعْنَى فاعِلٍ لا تَدْخُلُه الهاءُ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، ومنه قولُه تَعالَى: {يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ}⁣(⁣١) هي الهَزْلَى التي لا لَحْمَ عليها ولا شَحمَ، ضُرِبَتْ [مثلا] لسَبْعِ سِنينَ لا قَطْرَ فيها ولا خِصْبَ، وفي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد: «يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجافاً» وقال مِرْداسُ بنُ أُدَيَّةَ⁣(⁣٢):

  وَأَنْ يَعْرَيْنَ إِن كُسِيَ الجَواري ... فَتَنْبُو العَيْنُ عن كَرَمٍ عِجافِ

  وقد عجِفَ، كفرِحَ وكَرُمَ وقد جاءَ أَفْعلُ وفَعْلاءُ على فَعُلَ يَفْعُلُ في أَحرفٍ مَعْدُودةٍ، منها: عجُفَ يَعْجُفُ فهو أَعْجَفُ، وأَدُمَ يَأْدُم فهو آدَمُ، وسَمُرَ يسْمُر فهو أَسْمَرُ، وحَمُقَ يَحْمُقُ فهو أَحْمَقُ، عجُف وعَجِفَ، وحمُقَ وحمِقَ، ورَعُنَ وَرَعِنَ، وخَرُقَ وخَرِقَ.

  ونَصْلٌ أَعْجَفُ: أي رقِيقٌ، ونِصالٌ عِجافٌ قال أُميَّةُ بنُ أَبِي عائِذٍ:

  تَراحُ يَداهُ لَمَحْشُورَةٍ ... خَواظِي القِداحِ عِجافِ النِّصالِ⁣(⁣٣)

  والعَجْفاءُ: الأَرْضُ لا خَيْرَ فِيها ومنه قولُ الرّائِدِ: وجَدْتُ أَرْضاً عَجْفاءَ، وشَجَرًا أَعْشَمَ، أي: قد شارفَ اليُبْسَ.

  وَفي الأَساس: نَزَلُوا في بلادٍ عَجْفاءَ⁣(⁣٤): أي غيرِ مَمْطُورَةٍ.

  وَفي اللِّسان: ورُبَّما سَمَّوْا الأَرْضَ المُجْدِبَةَ عِجافاً، قال الشاعِرُ يصف سَحاباً:

  لَقِحَ العِجافُ له لسابِعِ سبْعَةٍ ... فشَرِبْنَ بعد تَحَلُّوءٍ فَرَوِينَا

  يَقول: أَنْبَتَت هذهِ الأرَضُون المُجْدِبَةُ لسَبْعَةِ أَيّامٍ بعدَ المَطَر.

  وأَبُو العَجْفاءِ: هَرِمُ بنُ نُسَيْبٍ السُّلَمِيُّ: تابِعيٌّ يَرْوِي عن عُمرَ بنِ الخَطّابِ، عِدادُه في أَهلِ البصْرةِ، روى عنه محمَّدُ بنُ سِيرِينَ، أَورده ابنُ حِبّان في كتابِ الثِّقاتِ.

  وأَبو العَجْفاءِ: عبدُ الله بن مُسْلِمٍ المَكِّيُّ من تَبَعِ التّابِعِينَ.

  وفاتَه: أَبُو العَجْفاءِ: عَمْرُو بنُ عَبْدِ الله الدَّيْلَمِيُّ السَّيْبانِيُّ، وقد صحَّفَه المصِّنفُ في «سيب» فقَالَ: أَبو العَجْماءِ، وهو غلَطٌ، وقد نَبَّهْنا عَلَيه هُناك.

  وحكَى الكِسائِيُّ: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أي لَطِيفَتانِ والعِجافُ ككِتابٍ: حَبُّ الحَنْظَلِ عن ابنِ عبّادٍ.

  والعِجافُ: اسمٌ من أسْماءِ الدَّهْرِ عن ابنِ عَبّادٍ أَيْضاً.


(*) في القاموس: «كقولهم» بدل: «كما قالوا».

(١) سورة يوسف الآية ٤٣.

(٢) عن اللسان ط دار المعارف وبالأصل: «أذنة».

(٣) ديوان الهذليين ٢/ ١٨٤ وقوله: عجاف النصال أي مرهقة رقيقة.

(٤) الأساس: في بلاد عجاف.