تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سنبه]:

صفحة 50 - الجزء 19

  تَسَنَّهْتُ عنْدَه، كتَسَنَّيْتُ: إذا أَقَمْتُ عنْدَه سَنَةً.

  ونَخْلَةٌ سَنْهاءُ: أَصابَتْها السَّنَةُ المُجْدِبَةُ؛ وبه فَسَّر أَبو عبيدٍ الأنْصارِيّ.

  وسَنَةٌ سَنْهاءُ: لا نَباتَ بها ولا مَطَر.

  وتُصَغَّرُ السَّنَةُ أَيْضاً على سُنَيْهَةٌ على أَنَّ الأَصْلَ سَنْهَةٌ، ويقالُ أَيْضاً سُنَيْنَةٌ، وهو قَليلٌ.

  وسَنِهَ الطَّعامُ والشَّرابُ، كفَرِحَ، سَنهاً وتَسَنَّه: تَغيَّرَ؛ ومنه قوْلُه تعالى: {فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}⁣(⁣١)، وقيلَ: لم تَغَيَّرْه السّنُونَ.

  وقالَ الفرَّاءُ: لم يَتَغيَّرْ بمُرُورِ السِّنِينَ عليه.

  قالَ ثَعْلَب: قَرَأَها أَبو جَعْفَرٍ وشيبَةٌ ونافِعٌ وعاصِمٌ بإثْباتِ الهاءِ، إن وَصَلُوا أَو قَطَعُوا، وكَذلِكَ قوْلُه: {فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ}⁣(⁣٢).

  ووافَقَهُم أَبو عَمْرو في {لَمْ يَتَسَنَّهْ}، وخالَفَهُم في {اقْتَدِهْ}، فكانَ يَحْذفُ الهاءَ منه في الوَصْلِ ويثبتُها في الوَقْفِ.

  وكانَ الكِسائيُّ يحذفُ الهاءَ منهما في الوَصْلِ ويثبتُها في الوَقْفِ.

  وقالَ الأزْهرِيُّ: الوَجْهُ في القِراءَةِ {لَمْ يَتَسَنَّهْ} بإثْباتِ الهاءِ في الوَقْفِ والإدْراجِ، وهو اخْتِيارُ أَبي عَمْرٍو، مِن قوْلِهم سَنِهَ الطَّعامُ إذا تغَيَّرَ.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانيُّ: أَصْلُه يَتَسَنَّنْ فأَبْدَلوا كما قالوا تَظَنَّيْتُ وقَصَّيْتُ أَظْفارِي.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [سنبه]: مَضَتْ⁣(⁣٣) سَنْبَةٌ من الدَّهْرِ وسَنْبَهَةٌ وسَبَّةٌ من الدَّهْرِ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ في الرّباعي.

  [سهنسه]: افْعَلْ ذلك⁣(⁣٤) سِهِنْساه وسِهِنْساهُ بالكسْرِ فيهما وضمِّ الهاءِ الآخِرَةِ وكَسْرِها: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وقالَ الفرَّاءُ: أَي آخِرَ كُلِّ شيءٍ.

  وقالَ ثَعْلَب: لا يقالُ هذا إلَّا في المُسْتَقْبل، لا يقالُ فَعَلْتُه سِهِنساهِ ولا فَعَلْتُه آثِرَ ذي أثِيرٍ.

  وحكَى اللّحْيانيُّ: سِهِنْساهُ ادْخُلْ معنا، وسِهِنْساهِ اذْهَبْ مَعَنا، وإذا لم يكنْ بَعْده شيء قُلْت سِهِنْساهِ قد كانَ كذا وكذا.

  [سوه]: سُوهاي، بالضَّمِّ: أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.

  وهي: ة بإخْميمَ من أَرضِ مِصْرَ؛ قد وَرَدْتُها، ومنها: أَبو الفتْحِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ إسْماعيل الشافِعِيُّ سبط الجمال السّملاوي، سَمِعَ على الحافِظِ ابنِ حَجَر والبَدْرِ النسَّابَة، ماتَ سَنَة ٨٩٥.

فصل الشين مع الهاء

  [شبه]: الشِّبْهُ، بالكسْرِ والتّحْريكِ وكأَميرٍ: المِثْلُ، ج أَشْباهٌ⁣(⁣٥)، كجِذْعٍ وأَجْذاعٍ وسَبَبٍ وأَسْبابٍ وشَهِيدٍ وأَشْهادٍ.

  وشابَهَهُ وأَشْبَهَهُ: ماثَلَهُ، ومنه: مَنْ أَشْبَهَ أَباهُ فما ظَلَم؛ ويُرْوَى:

  ومَنْ يُشابه أَبه فما ظَلَم

  وأَشْبَه الرَّجُلُ أُمَّهُ: إِذا عَجَزَ وضَعُفَ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:

  أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ ... من عِظَمْ الرأْسِ ومن خُرْطُمِّهِ⁣(⁣٦)

  وتَشابَهَا واشْتَبَها: أَشْبَهَ كُلٌّ منهما الآخَرَ حتى الْتَبَسَا؛ ومنه قوْلُه تعالى: {مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ}⁣(⁣٧).


(١) البقرة، الآية ٢٥٩.

(٢) الأنعام، الآية ٩٠.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: مضت سنبة الخ كذا في اللسان، وأفرده بترجمة فقال: سنبه الخ». وقد تبعنا اللسان فأفردنا المادة بترجمة مستقلة أيضاً.

(٤) في القاموس: «هذا» بدل: «ذلك».

(٥) على هامش القاموس عن نسخة: ومَشَابِهُ.

(٦) اللسان.

(٧) الأنعام، الآية ٩٩.