تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حدبر]:

صفحة 257 - الجزء 6

  وحُدَّر، كسُكر: مِن مَحالِّ البصرةِ عند خِطَّةِ مُزيْنةَ.

  والأَحْدَريَّة: القَلَنْسَوةُ.

  [حدمر]⁣(⁣١): * وممّا يُستدرَك عليه:

  حِدْمِرٌ - كزِبْرِجٍ - أَبو القاسمِ، رَوَى في بَوْل الجارِيَةِ، وعنه ليثُ بنُ أَبي سُلَيْم، ذَكَرَه الذَّهَبِيُّ. قلتُ: وهو مَوْلَى عَبْسٍ، يَرْوِي المَقَاطِيعَ.

  [حدبر]: الحِدْبَارُ، بالكسر: مكتوب عندنَا في النُّسَخ بالأَحْمَر، وهو موجودٌ عند الجوهريِّ، نُقِلَ عنه في اللِّسَان، وقال: قال الجوهريّ: الحِدْبَارُ: النّاقَةُ الضّامِرَةُ التي ذَهَبَ لَحمُها مِن الهُزَال⁣(⁣٢)، وبَدَتْ حَراقِفُهَا، كالحِدْبِيرِ، وهي التي انْحَنَى ظَهْرُهَا، وذَهَبَ سَنامُها مِن الهُزال، ودَبِر.

  ومِن المَجَاز: الحِدْبار: السَّنَةَ الجَدْبَة المُقْحِطَة. وفي حديث عليٍّ ¥، في الاستِسْقَاءِ: «اللهُمَّ إِنّا خَرَجْنَا إِليكَ حين اعْتَكَرَتْ علينا حَدَابِيرُ السِّنِينَ». وفي حديث ابنِ الأَشْعَثِ: أَنه كَتَبَ إِلى الحَجّاج: «سأَحْمِلُكَ على صَعْبٍ حَدْبَاءَ حِدْبَارٍ، يَنِجُّ ظَهْرُهَا» ضَرَبَ ذلك مَثَلاً للأَمرِ الصَّعْبِ، والخُطَّةِ الشدِيدةِ.

  والحِدْبارُ: الأَكَمَةُ أَو النَّشْزُ الغَلِيظُ مِن الأَرض، وقد تَقَدَّم في الحَدْرِ مثْلُ ذلك. جَمْعُ الكُلِّ حَدابِيرُ.

  [حذر]: الحِذْرُ، بالكسر، ويُحَرَّكُ: الخِيفة، وقيل: هو الاحْتِرازُ وفَسَّرَه قَومٌ بالتَّحَرُّزِ، وقومٌ بالاستعداد والتَّأَهُّبِ؛ وقومٌ بالفَزَعِ. قال شيخُنا: ولعلَّها متقاربةٌ في المعنى، ورَجَّح بعضٌ التحريكَ، كالاحْتِذارِ وهذه عن اللِّحْيَانِيّ⁣(⁣٣).

  حذِرَه يَحْذَرُه حَذَراً، واحْتذرَه، وأَنشد:

  قلْتُ لقَومٍ خَرَجُوا هَذَالِيلْ ... احْتَذِرُوا لا يَلْقَكُمْ طَمَالِيلْ

  والمَحْذُورَةِ، كالمَصْدُوقَةِ والمَكْذُوبَةِ. والفِعْلُ حَذِرَ، كعَلِمَ.

  وهو حاذُورَةٌ، وحِذْرِيانُ، بالكسر على فِعْلِيان، وحَذِرٌ ككَتِف، وحَذُرٌ كنَدُسٍ، ج حَذِرُون وحَذَارَى، أَي مُتَيَقِّظٌ شديدُ الحَذَرِ، والفَزَع.

  وحاذِرٌ: متأَهِّبٌ مُعِدٌّ⁣(⁣٤)؛ كأَنَّه يَحْذَرُ أَن يُفاجَأَ.

  وأَنشدَ سيبَوَيْهِ في تَعَدِّيه:

  حَذِرٌ أُمُوراً لا تُخَافُ وآمِنٌ ... ما ليس مُنْجِيه مِن الأَقْدارِ

  وهذا نادرٌ؛ لأَن النَّعْتَ إِذا جاءَ على فَعِلٍ لا يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُول.

  ومِن المَجاز: يقال: هو ابنُ أَحْذارٍ؛ أَي ابنُ حَزْمٍ وحَذَرٍ.

  والمَحْذُورَةُ: الفَزَعُ بعَيْنِه.

  والمَحْذُورَةُ: الدَّاهِيَةُ التي تُحْذَرُ.

  وفي الأَساس: وصَبَّحَتْهم المَحْذُورَةُ. وهي الخيلُ المُغِيرَةُ، أَو الصَّيْحَةُ.

  وقيل: المَحْذُورَةُ: الحَرْبُ.

  ويقال: حَذَارِ حَذَارِ يا فُلانُ، وقد يُنَوَّنُ الثاني، وقد جاءَ في الشِّعر. وأَنشدَ اللِّحْيَانيُّ:

  حَذَارِ حَذارٍ مِن فَوَارِسِ دارِمٍ ... أَبا خالِدٍ مِن قَبْلِ أَن تَتَنَدَّمَا

  فنَوَّنَ الأَخِيرَةَ، قال: ولم يَكن [ينبغي]⁣(⁣٥) له ذلك، غيرَ أَنّ الشاعرَ أَرادَ أَن يُتِمَّ به الجُزْءَ. أَي احْذَرْ. قال أَبو النَّجْم:

  حَذَارِ مِن أَرماحِنا حَذارِ ... أَو تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبَارِ

  ورَبِيعَةُ بنُ حُذَارِ بن عامرٍ العُكْلِيُّ - كغُرَابٍ - جَوَادٌ، م أَي معروفٌ وهو الذي تَحاكَمَ إِليه عبدُ المُطَّلِبِ بنُ هاشمٍ، وحَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ، وفي هذا يقولُ الأَعْشَى:


(١) كذا بالأصل، وموضعها هنا قبل حدبر. خطأ، وسياق الترتيب المعمول به في الكتاب يقتضي تأخيرها، ووضع «حدبر» قبلها.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله ذهب لحمها عبارة الجوهري: يبس لحمها» وفي اللسان أيضاً: يبس لحمها.

(٣) في اللسان: ابن الأعرابي.

(٤) في الأساس: مستعدّ.

(٥) زيادة عن اللسان.