تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نعر]:

صفحة 543 - الجزء 7

  ورجلٌ مَنْظُورٌ: مَعِينٌ. وسيِّدٌ مَنْظُورٌ: يُرْجى فَضْلُه وتَرمُقه الأَبصارُ، وهذا مَجاز.

  وفي الحديث: «مَنْ ابْتَاع مُصَرَّاةً فهو بخَيْرِ النَّظَرَيْن»، أَي خَيرِ الأَمْرَيْن، له إِمْسَاكُ المَبِيع أَوردّه، أَيُّهُمَا كان خَيْراً له واختارَهُ فَعَلَه.

  وأَنْظَرَ الرجلَ: باع منه الشَّيْءَ بنَظِرة. ويقول أَحدُ الرَّجُلَيْن لصاحبه: بَيْعٌ. فيقول: نِظْرٌ. بالكَسْر، أَي أَنْظِرْني حتى أَشتِريَ منك.

  وتَنَظَّرْه: انْتَظِرْه في مُهْلَةٍ.

  وجَيْشٌ يُنَاظِرُ أَلْفاً أَي يُقَاربُه وهو مجاز.

  ونَظَائِرُ القُرآنِ: سُوَرُ المُفَصَّل سُمِّيَت لاشْتِباه بعضِهَا بعضاً في الطُّول.

  والنَّاظِر: الأَمينُ الذِي يَبْعثُه السُّلْطَانُ إِلى جماعةِ قَريةٍ ليَسْتَبْرِئ أَمْرَهُم.

  وبينَنَا نَظَرٌ، أَي قَدْرُ نَظَرٍ في القُرْب، وهو مَجاز.

  وفي الحَديث في صِفة الكَبْش: «ويَنْظُر في سَوَادٍ» أَي أَسْوَد ما يلي العيْنَ منه، وقيل أَراد سَوادَ الحَدقةِ قال كُثَيّر:

  وعَنْ نَجْلَاءَ تَدْمَعُ في بَيَاضٍ ... إِذا دَمَعَتْ وتَنْظُر في سَوَادِ

  يريد أَن خَدَّهَا أَبْيَضُ وحَدَقَتَهَا سَوداءُ.

  ويقال: انْظُرْ لي فُلاناً، أَي اطْلُبْه لي، وهو مَجاز.

  ونَظَرْتُ الشيءَ: حَفِظْتُه، عن ابن القَطَّاع.

  وضَربْنَاهم بنَظَرٍ، ومِن نَظَرٍ، أَي أَبْصَرْناهم، وهو مَجاز.

  والنَّظَر: الاعْتبَار. قال شيخُنَا: وهو مُرَادُ المُتَكلِّمين عند الإِطْلاق.

  ونَظَرُ بن عبد الله أَميرُ الحَاجّ، رَوى [ابن] السَّمْعَانيّ عنه، عن ابن البَطِر.

  والنّظَّارُ بن هاشم الشّاعر، من بني حَذْلَم.

  والعَلاءُ بن محمّد بن مَنْظُور، من بني نَصْر بن قُعَيْن، وَلِيَ شُرْطَة الكُوفَة.

  ومَنْظَرَةُ الرَّيحانِيِّين ببغداد، استحدَثَها المُسْتَظْهِر بالله العبَّاسيُ، وكانَ بَنَاهَا سنة ٥٠٧.

  وَمَنْظُور بنُ رَواحة: شاعرٌ وجَدُّه خَنْثَرُ بنُ الأَضْبَط الكلابيّ، مشهورٌ.

  [نعر]: النُّعْرةُ، بالضمّ، وكهُمَزَة: الخَيْشُومُ، ومنهَا يَنْعِرُ⁣(⁣١) الناعِرُ، قاله اللَّيْث، وأَنكره الأَزهريّ، نقلَه الصاغَانيّ.

  نَعَر الرجلُ ينْعِرُ، كمَنَع وضَرَبَ، وهذه أَكْثَر اسْتعْمَالاً في نَعَرَ العَرْقُ، قاله الفَرّاءُ كما نقله عنه الصاغانيّ. نَعِيراً ونُعَاراً، كأَمير وغُرَاب: صاحَ وصَوَّتَ بخَيْشُومِه، وهو من الصَّوْت: قال الأَزهريّ: أَما قول اللَّيْث في النَّعِير إِنّه صَوتٌ في الخَيْشُوم، وقوله: النُّعَرة: الخَيْشُوم، فما سَمعتُه لأَحد من الأَئمَّة، وما أُرَى اللّيْثَ حَفِظَه.

  ومن المَجاز: نَعَر العِرْقُ يَنْعَر، بالفَتْح فيهما، نَعْراً: فارَ منه الدَّمُ، قال الشاعرُ:

  صَرَتْ نَظْرَةً لو صادَفَتْ جَوْزَ دَارِعٍ ... غَدَا والعَوَاصِي مِن دَمِ الجَوْفِ تَنْعَرُ

  أَو: صَوَّتَ لخُرُوجِ الدَّمِ، فهو يَنْعِرُ نُعُوراً ونَعِيراً.

  ونَعَر فُلانٌ في البِلاد: ذَهَبَ.

  والنَّعِيرُ: الصُّرَاخُ والصِّيَاح في حَرْب أَو شَرٍّ. وامرأَةٌ نَعَّارَةٌ كشَدّاد: صَخَّابَةٌ فاحشَةٌ، والفِعْل كالفِعْل، والمَصْدَرُ كالمَصْدَر.

  والنَّاعُورُ: عِرْقٌ لا يَرْقَأُ دَمُه، وقد نَعَرَ العِرْقُ بالدَّم.

  والنَّاعُورُ: جَنَاحُ الرَّحَى.

  والناعُورَةُ، بهاءٍ: الدُّولابُ، لنَعِيره، وجَمعُه النَّوَاعيرُ، وهي التي يُسْتَقَى بها، يُديرُهَا المَاءَ ولها صَوتٌ، وهي بشطِّ الفُرات والعَاصِي. والنّاعُورَة: دَلْوٌ يُسْتَقَى بها.

  ومن المَجَاز: النُّعَرَةُ، كهُمَزَة: الخُيَلاءُ والكِبْرُ، ومنه قَوْلُهُم: إِنّ في رأْسِه نُعَرَةً. ويُقَال: لأُطيرَنَّ نُعَرَتَك أَي كِبْرَك وجَهْلَكَ من رأْسِك. والأَصل فيه أَنّ الحِمار إِذا نَعَرَ ركِبَ رَأْسَه، فيُقَال لكُلّ مَن رَكِبَ رَأْسَه: فيه نُعَرَةٌ. وفي حديثُ عُمَر: «لا أُقْلِعُ عنه حتى أُطِيرَ نُعَرَتَهُ». ورُوِي «حتى أَنْزِعَ النُّعَرَة التي في أَنفه» أَخرجه الهرويّ في الغَريبَيْن هكذا من حديث عُمرَ ¥، وجعلَه الزَّمخْشَريّ حديثاً


(١) ضبطت عن التهذيب واللسان، وسيرد أنها الأكثر.