تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شقر]:

صفحة 45 - الجزء 7

  أَي مُنْكَسِرٍ من كثرة ما يُضْرَبُ به.

  واشْفَتَرَّ الشَّيْءُ: تَفَرَّقَ، وأَنشد الجَوْهَرِيّ لابنِ أَحْمَرَ يَصِفُ قَطاةً [وفرخها]⁣(⁣١).

  فأَزْغَلَتْ في حَلْقِهِ زُغْلَةً ... لم تُخْطِئ الجِيدَ ولم تَشْفَتِرّ⁣(⁣٢)

  واشْفَتَرَّ السِّراجُ: اتَّسَعَتْ نارُه فاحتاج إِلى أَن يُقْطَعَ من رأْسِ الذُّبَالِ، قاله ابنُ الأَعرابيّ.

  وقال أَبو الهَيْثَمِ: المُشْفَتِرُّ في قول طَرَفَة:

  فَتَرَى المَرْو إِذَا ما هَجَّرَتْ ... عَنْ يَدَيْهَا كالجَرَادِ المُشْفَتِرّ

  قال: المُشْفَتِرّ: المُتَفَرِّقُ، وقيل: المُشْفَتِرُّ: المُقْشَعِرُّ، وقيل: هو المُشَمِّرُ، قال: وسَمِعْتُ أَعرابِيّاً يقول: المُشْفَتِرّ: المُنْتَصِبُ وأَنشد:

  يَغْدُو عَلَى الشَّرِّ بِوَجْهٍ مُشْفَتِّرْ

  والشَّفَنْتَرُ، كغَضَنْفَرٍ: الرَّجُلُ الذّاهِبُ الشَّعرِ، وفي التهذيب في الخُماسِيّ: الشَّفَنْتَرُ القَلِيلُ شَعرِ الرَّأْسِ قال: وهو في شِعْرِ أَبي النَّجْمِ.

  والشَّفَنْتَرِيُّ: اسمٌ، ومعناه المُتَفَرِّقُ.

  قلت: وعبدُ العَزِيزِ بنُ محمّد شُفَيْتِرٌ، مصَغَّراً، أَحدُ شُيوخِ مَشَايِخَنَا في الطَّرِيقَةِ القَادِرِيّة.

  [شقر]: الأَشْقَرُ من الدّوَابِّ: الأَحْمَرُ في مُغْرَةٍ حُمْرَةٍ صافيةٍ يَحْمَرُّ منها العُرْفُ، بالضّمّ، والناصِيَةُ والسَّبِيبُ، أَي الذَّنَبُ، فإِن اسْوَدَّا فهو الكُمَيْتُ، والعَرَبُ: تقول: أَكْرَمُ الخَيْل وذَوَاتُ الخَيْرِ منها شُقْرُها، حكاه ابنُ الأَعرابِيّ: والأَشْقَرُ من النّاسِ⁣(⁣٣): من يَعْلُو بَيَاضَه حُمْرَةٌ صافِيَةٌ.

  وفي الصّحاح: والشُّقْرَةُ: لَوْنُ الأَشْقَرِ، وهي في الإِنسانِ حُمْرَةٌ صافِيَةٌ، وبَشَرَتُه مائِلَةٌ إِلى البياضِ. شَقِرَ، كفَرِحَ، وكَرُمَ، شَقْراً، بفتْحٍ فسكون، وشُقْرَةً، بالضَّمِّ. واشْقَرَّ اشْقِرَاراً، وهو أَشْقَرُ قال العَجّاج:

  وقد رَأَى في الجَوِّ إِشْقِرارَا

  وقال اللَّيْثُ: الشَّقْرُ، والشُّقْرَةُ مَصْدَرَا⁣(⁣٤) الأَشْقَرِ، والفِعْل شَقُرَ يَشْقُرُ شُقْرَةً، وهو الأَحْمَرُ من الدّوَابِّ.

  وقال غيرُه: الأَشْقَرُ من الإِبِل: الذي يُشْبِهُ لَوْنُه لَوْنَ الأَشْقَرِ من الخَيْلِ، وبَعِيرٌ أَشْقَرُ، أَي شَدِيدُ الحُمْرَةِ.

  والأَشْقَرُ: من الدَّمِ: ما صارَ عَلَقاً ولم يَعْلُه غُبَارٌ.

  والأَشْقَرُ: فَرسُ مَرْوانَ بنِ مُحَمَّدٍ، من نسلِ الذَّائِدِ.

  والأَشْقَرُ أَيضاً: فَرَسُ قُتَيْبَةَ بنِ مُسْلِمٍ الباهِلِيّ.

  والأَشْقَرُ: فَرَسُ لَقِيطُ بن زُرَارَةَ التَّمِيمِيّ.

  والشَّقْرَاءُ: فرسُ الرُّقَادِ بنِ المُنْذِرِ الضَّبِّيِّ ولها يقول:

  إِذا المُهْرَةُ الشَّقْرَاءُ أُدْرِكَ ظَهْرُها ... فشَبَّ إِلهِي الحَرْبَ بينَ القَبَائِلِ

  وأَوْقَدَ ناراً بيْنَهُمْ بضِرَامِهَا ... لها وَهَجٌ للمُصْطَلِي غيرِ طائِلِ

  إِذا حَمَلَتْنِي والسِّلاح مُغِيرَةً ... إِلى الحَرْبِ لم آمُرْ بِسَلْمٍ لوائِلِ

  وفَرَسُ زُهَيْرِ بنِ جَذِيمَةَ العَبْسِيّ، أَو هي فرس خَالِدِ بن جَعْفَر بن كِلَاب، وبها ضُرِبَ المَثَلُ: «شَيْئاً مّا يَطْلُبُ السَّوْطَ إِلى الشَّقْرَاءِ» لأَنّه رَكِبها، فجَعَلَ كُلَّمَا ضَرَبَهَا زادَتْهُ جَرْياً، يُضْرَبُ هذا المثلُ لمَنْ طَلَبَ حاجَةً وجَعَلَ يَدْنُو مِن قَضَائِها، والفَرَاغِ منها.

  والشَّقْرَاءُ أَيضاً: فَرَسُ أَسِيدِ، كأَمِيرِ، ابنِ حِنَّاءَةَ السَّلِيطِيّ.

  وكذلك للطُّفَيْلِ بنِ مالكٍ الجَعْفَرِيّ فرسٌ تُسَمَّى الشَّقْرَاءَ، ذَكَره الصاغانيّ، وأَغفله المُصَنِّف.

  والشَّقْرَاءُ أَيضاً: فَرَسُ شَيْطَانِ بنِ لاطِمٍ، قُتِلَتْ وقُتِلَ صاحبُهَا، فقِيل: «أَشْأَمُ من الشَّقراءِ» وفي الأَساس⁣(⁣٥): قُتِلَتْ وقَتَلَتْ صاحِبَها. أَو جَمَحَتْ بصاحِبِهَا يوماً، فَأَتَت على


(١) زيادة عن الصحاح واللسان.

(٢) ويروى: لم تظلم الجيدَ.

(٣) اللسان: من الرجال.

(٤) اللسان: مصدر.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: في الأساس: قتلت وقتلت صاحبها لم نجده في نسخة الأساس التي بأيدينا».