تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صطف]:

صفحة 324 - الجزء 12

  والصَّرِيفُ: كُلُّ شيءٍ لا خِلْطَ فيه.

  وَفي حَديث الشُّفعَة: «إِذا صُرِّفَت الطُّرُقُ فلا شُفْعَةَ» أي بُيِّنَتْ مصارِفُها وشَوارِعُها.

  وَكمُحَدِّثٍ: طَلْحَةُ بنُ سِنانِ بن مُصَرِّفٍ الإِياميُّ، مُحَدِّث.

  وَكأَميرٍ: صَريفُ بنُ ذُؤالِ بن شَبْوَةَ، أبو قَبيلَةٍ من عَكٍّ باليَمَن، منهم فُقَهاءُ بني جَمْعانَ أَهْلُ محَلِّ الأَعْوصَ، لهم رياسَةُ العلْمِ باليَمَن.

  وَاصْطَرَفَ لعياله: اكْتَسَبَ، وهو مَجاز.

  [صطف]: ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيه.

  المِصْطَفَةُ: لغةٌ في المِصْطَبَةِ، أهمله الجَماعةُ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: سمعتُ أَعرابِيًّا من بني حَنْظَلَةَ يقولُ ذلِكَ.

  [صعف]: الصَّعْفُ: طائِرٌ صَغِيرٌ⁣(⁣١) زَعَموا، قالَه ابنُ دُرَيْدٍ ج: صِعافٌ بالكسرِ.

  والصَّعْفُ: شَرابٌ يُتَّخَذُ من العَسَلِ، أَو هو شَرابٌ لأَهْلِ اليَمَنِ، وصِناعتُه أَنْ يُشدَخ العِنَبُ فيُطْرَح في الأَوْعَيَةِ حتى يَغْلِيَ قال أَبو عبَيْدٍ: وجُهّالهم لا يَرَوْنَه خَمْرًا؛ لمَكانِ اسْمِه، وقيلَ: هو شَرابٌ العِنَبِ أَوَّلَ ما يُدْرِكُ.

  والصَّعْفانُ: المُولَعُ بشُرْبِهِ قالَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ.

  والصَّعْفَةُ: الرِّعْدَةُ تَأْخُذُ الإِنسانَ من فَزَع أو بَرْدٍ وغَيْرِه هكذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ أو غيرِهِما، كما هو نَصُّ العُبابِ.

  وقد صُعِفَ، كعُنِيَ، فهو مَصْعُوفٌ أي: أُرْعِدَ.

  وَقال ابنُ فارِسٍ: الصادُ والعَيْنُ والفاءُ ليسَ بشيءٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  أَصْعَفَ الزَّرْعُ: أَفْرَكَ، وهو الصَّعِيفُ، حكاهُ ابنُ بَرِّيّ عن أَبِي عَمْروٍ.

  [صفف]: الصَّفُّ: المصدَرُ، كالتَّصْفِيفِ يُقالُ: صَفَّ الجَيْشَ يَصُفُّه صَفًّا، وصَفَّفَهُ، غير أنَّ التَّصْفِيفَ فيه المُبالَغَةُ. والصَّفُّ: واحِد الصُّفُوفِ ومنه الحَديثُ: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فإِن تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِن تَمامِ الصَّلاةِ».

  والصَّفُّ: القَوْمُ المُصْطَفُّونَ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى: {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا}⁣(⁣٢) قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، وكذا قولُه تَعالَى: {وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا}⁣(⁣٣) قالَهُ ابنُ عَرَفَةَ.

  والصَّفُّ: أَنْ تَحْلُبَ الناقَةَ في مِحْلَبَيْنِ أو ثَلاثَةٍ تَصُفُّ بينَها، وأَنْشَد أَبو زَيْدٍ:

  ناقَةُ شَيْخٍ للإلهِ راهِبِ ... تَصُفُّ في ثَلاثَةِ المَحالِبِ

  في اللهْجَمَيْنِ والهَنِ المُقارِبِ⁣(⁣٤)

  والصّفُّ: أَنْ يَبْسُطَ الطائِر جَناحَيْهِ وقد صَفَّت الطَّيْرُ في السَّماءِ تَصُفُّ صَفًّا: بَسَطَت اجْنِحَتَها ولم تُحَرِّكْها، وقولُه تَعالى: {وَالطَّيْرُ صَافّاتٍ}⁣(⁣٥) أي: باسِطاتٍ أَجْنِحَتَها.

  والصَّفُّ: ة بالمَعَرَّةِ، وفي العُبابِ: ضَيْعَةٌ بها.

  وقولُه تَعالى: {وَالصَّافّاتِ صَفًّا}⁣(⁣٦) هي: المَلائِكَةُ المُصْطَفُّونَ في السّماءِ يُسَبِّحُونَ ومنه قَوْلُه تَعالَى: {وَإِنّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}⁣(⁣٧) وذلك أنَّ لَهُم مَراتِبَ يَقُومُونَ عليها صُفُوفاً، كما يَصْطَفُّ المُصَلُّونَ.

  وفي الحَدِيثِ: «يُؤْكَلُ ما دَفَّ، ولا يُؤْكَلُ ما صَفَّ» تَقَدَّم ذِكْرُه في «دفف» فراجِعْه.

  والمَصَفُّ: موضِعُ الصَّفِّ في الحَرْبِ ج: مَصَافٌّ.

  وفي الصَّحاح: ناقَةٌ صَفُوفٌ: للتي تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها إِذا حُلِبَتْ لكَثْرَتِه أي: اللَّبَنِ، كما يُقال: قَرُونٌ وَشَفُوعٌ، قال:

  حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ ... تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ


(١) في التكملة عن ابن دريد: طائر يطير، وانظر الجمهرة ٣/ ٧٥.

(٢) سورة طه الآية ٦٤.

(٣) سورة الكهف الآية ٤٨.

(٤) قوله: اللهجم عنى به العس الكبير، والهن: المقارب العسّ بين العُسَّين.

(٥) سورة النور الآية ٤١.

(٦) الآية الأولى من سورة الصافات.

(٧) سورة الصافات الآية ١٦٥.