تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مغك]:

صفحة 646 - الجزء 13

  في مُعْكوكَةِ مالٍ أَي هو كَثِيرُ المالِ، كذَا نَصّ العُبَابِ.

  وفي التَّكْمِلةِ أي في كثْرته.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  المواعك الماطلات بالوصالِ قال ذُو الرِّمَّةِ:

  أحبكِ حبّاً خَالَطَتْه نصاحةٌ ... وإن كنتِ إحدى اللاوياتِ المواعكِ

  والمَعْكاءُ، الإِبِلُ الغِلاظُ الشِّدَادُ قالَ النابغةُ الدُّبْيانيُّ.

  الواهِبُ المائةَ المَعْكاءَ زَيَّنَها ... سَعْدانُ تُوضِحَ في أَوْبارِها اللِّبدِ⁣(⁣١)

  ويُرْوَى: المائة الأَبْكارِ، والمائة الجرجورِ، قالَهُ ابنِ بَرِّيّ والصَّاغَانيُّ.

  ومَعَكْتُ الرجلَ أَمْعَكُه إذا ذَلَّلْتَه وأَهَنْته.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  [مغك]: مُغكان بالضم⁣(⁣٢) قرية ببخارى منها أبو غالب زاهرُ بنُ عبد الله المُغْكَاني روى عن عبد بن حميد الكشي وغيره.

  [مكك]: مَكَّهُ أي العظم يمكه مكاً وامْتَكَّهُ وتَمَكَّكَهُ مَصُّهُ جَميعَهُ ممَّا فيه من المخِّ، وكذلك الفَصِيلُ ما في ضرعِ أُمِّه، والصَّبيُّ إذا اسْتَقْصَى ثَدْي أُمِّه بالمصِّ. قالَ ابن جنِي: وأَمَّا ما حَكَاه الأَصْمَعِيُّ من قولِهم: امْتَكَّ الفَصِيلُ ما في ضرعِ أُمِّه، وتَمَكَّكَ وامْتَقَّ وتَمَقَّقَ، فالأَظهر فيه أَنْ تكونَ القافُ بدلاً من الكافِ. وذلك المخُّ المَمْكوكُ واللَّبَنُ المَمْصوصُ مُكاكٌ ومُكَاكةٌ كغُرابٍ وغُرابَةٍ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأُولَى منهما، وعلى مَكَّه وامْتَكَّه وتمَكَّكَه. وفي التَّهْذِيبِ: مَكَكْتُ المُخَّ مَكّاً وتَمَكَّكْتُه وتَمَخَّخْتُهُ وتَمَخَّيْتُه إذا اسْتَخْرَجْتُ مُخَّهُ فأَكَلْتُه. ومَكَكْتُ الشَّيْءَ: مَصِصْتُهُ. وفي العُبَابِ: المُكَاكُ والمُكَاكَةُ: بضمِّهِما ما يُسْتَخْرجُ من عظْمٍ مُمِخٍّ. ومَكَّهُ يمُكُّه مكّاً أي أَهْلَكَهُ وقيلَ: نَقَصَهُ قيلَ: ومنه مَكَّةُ شَرَّفَها اللهُ تعَالى، واخْتُلِفَ فيها فقيلَ: اسمٌ للبَلَدِ الحَرامِ أو لَلحَرَمِ كُلِّه. وقالَ يَعْقُوب في البدلِ مَكَّةُ الحَرَمُ كلُّه، فأَمَّا بَكَّةُ بَيْن الجَبَلَين؛ قالَ ابنُ سِيْدَه: ولا أَدْرِي كيفَ هذا لأَنَّه قَدْ فرقَ بَيْنَ مَكَّة وبَكَّة في المَعْنَى، وبَيِّنٌ أَنَّ مَعْنَى البدلِ والمُبْدَلِ منه سَوَاءٌ وتقدَّمَ شَيْءٌ من ذلك في ب ك ك، واخْتُلِفَ في وجهِ تَسْمِيتِها فقيلَ: لأَنَّها تُنْقِصُ الذُّنوبَ أو تُفْنيها أو لأَنَّها تُهْلِكُ من ظَلَمَ فيها وأَلْحَدَ؛ وفي كتابِ تَلْبيةِ أَهْلِ الجَاهِليَّةِ: كانَتْ تَلْبيةُ عُكّ ومَذْحِج جميعاً:

  يا مَكَّةُ الفاجِرَ مُكِّي مَكَّا ... ولا تمُكِّي مَذْحِجاً وعَكَّا

  فنتركُ البيتَ الحرامَ دكّا ... جئنا إلى ربك لا نَشُكّا⁣(⁣٣)

  فهُمَا وَجْهان. وقيلَ: لقلَّةِ مائِها، وذلك أَنَّهم كانُوا يَمْتَكُّون الماءَ فيها أَي يَسْتخرجُونه، وقيلَ: لجذبِ الناسِ إِليها. والمَكُّ: الجَذْبُ، نَقَلَه السيوطِيُّ في المزهرِ في الأَضْدادِ عن أَبي العباسِ فهي وُجُوهٍ أَرْبَعةٍ، وهُنَاك وَجْه آخَرُ نَذْكُرُه في المُسْتَدْرَكاتِ. ومن المجازِ: تَمَكَّكَ على الغَريمِ وتَمَكَّكَهُ ومَكَّهُ: أَلَحَّ عليه في الاقْتِضَاءِ، ومنه الحدِيثُ: «لا تُمَكِّكُوا على غُرَمائِكُم» هكذا أَوْرَدَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ: أَي لا تَسْتَقْصُوا، زَادَ الصَّاغَانيُّ: ويُرْوَى: «لا تُمَكِّكُوا غُرمَاءَكُم». قالَ والتَّعْدِيَةِ بعَلَى لتَضْمِين مَعْنى الإِلْحاحِ، أي لا تُلِحُّوا عليهم إِلحاحاً يضرُّ بمعَايِشِهِم ولا تأْخُذُوهم على عُسْرة وأَنْظِرُوهم إِلى مَيْسَرةٍ؛ وأَصْلُه من مَكَّ الفَصِيلُ ما في ضَرْعِ أُمِّه وامْتَكَّه اسْتَقْصَاه.

  والمَكْمَكَةُ التَّدَحْرُجُ في المَشْيِ عن ابنِ سِيْدَه، ونَقَلَه الصَّاغَانيُّ عن أَبي عَمْرٍو، ونَصَّه التَّرَجْرُج بدل التَّدَحْرُج.

  والمَكُّوكُ كتنُّورٍ طاسٌ يُشْرَبُ به قالَهُ الخليلُ بنُ أَحْمَد.

  وفي المُحْكَمِ: يُشْرب فيه أَعْلاه ضيِّق ووسطُه واسِعٌ. وفي حدِيثِ ابنِ عَباسٍ ® في تَفْسيرِ قَوْلِه تعَالى: {صُواعَ الْمَلِكِ}⁣(⁣٤)، قال: كهَيْئَةِ المَكُّوكِ، وكانَ للعباسِ مِثْلُه في الجاهليةِ يشربُ به. والمَكُّوكُ: مِكْيالٌ مَعْروفٌ لأَهْلِ العِراقِ ويَخْتلفُ مِقْدارُه باخْتِلافِ اصْطِلاحِ الناسِ عَلَيه في البلادِ. وفي حدِيثِ أَنَس ¥: أَنَّ رَسُولَ الله ، كانَ يتوضأُ بمَكُّوكٍ.

  قالَ ابنُ بَرِّيّ: يَسَعُ صاعاً


(١) ديوانه ط بيروت ص ٣٤ واللسان.

(٢) قيدها ياقوت بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون. وفي اللباب بالضم كالأصل.

(٣) الأول والثاني في اللسان والتهذيب، والأول في مقاييس اللغة ٥/ ٢٧٥.

(٤) من الآية ٧٢ من سورة يوسف.