تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سجهر]:

صفحة 500 - الجزء 6

  والمُصَاحَبَة والمُصَافَاة، من سَجَرَتِ النَّاقَة سَجْراً، إِذا مَلأَت فاهَا من الحَنِين إِلى وَلدِها، قاله الزَّمَخْشَرِيّ، ومثلُه في البصائر، قال أَبو خِرَاشٍ:

  وكُنْتَ إِذا ساجَرْتَ منهم مُسَاجِراً ... صَبَحْتَ بفَضْلٍ في المُروءَةِ والعِلْمِ

  وأَسْجَرَ في السَّيْرِ: تَتَابَعَ، هكذا في النُّسخ، والذي في الأُمّهات اللُّغويّة: انْسَجَرَتِ الإِبِلُ في السَّيْر: تَتَابَعَتْ.

  والسَّجْرُ: ضَرْبٌ من السَّيْر للإِبِل بين الخَبَبِ والهَمْلَجَةِ، وقال ابن دُرَيْد⁣(⁣١): شَبِيهٌ بخَبَبِ الدَّوَابِّ. وقيل: الانْسِجَارُ: التَّقَدُّمُ في السَّيْرِ والنَّجَاءُ. ويقال أَيضاً بالشِّين المعجمةِ، كما سَيَأْتي.

  والمُسْجَئِرُّ، كمُقْشَعِرَّ الصُّلْبُ من كلّ شَيْءٍ، عن ابن دُرَيْد.

  * ومما يستدرك عليه:

  انْسَجَر الإِناءُ: امْتَلأَ.

  وسَجَرَ البَحْرُ: فَاضَ أَو غَاضَ.

  وسُجِرَت الثِّمَادُ⁣(⁣٢): مُلِئَتْ من المَطَر، وكذلك الماءُ سُجْرَةٌ، والجمْع سُجَر.

  والسَّاجِر: السَّيْلُ الذي يَملأُ كُلَّ شَيْءٍ.

  وبِئْرٌ سَجْرٌ، أَي مُمْتلِئَةٌ.

  والمَسْجُور: اللَّبَنُ الذِي ماؤُه أَكثرُ من لَبَنِه، عن الفَرَّاءِ.

  والمُسَجَّر: الذي غاضَ ماؤُه.

  ولُؤْلُؤٌ مَسْجُورٌ انتَثَرَ من نظامِه.

  وقيل: لُؤْلُؤةٌ مَسْجُورة: كَثِيرةُ الماءِ.

  وسَجَّرَت النَّاقَةُ تَسْجِيراً: حَنَّتْ، قاله الزَّمَخْشَرِيّ. وقد يُستعمَل السَّجْرُ في صَوْت الرَّعْدِ.

  وعَينٌ مُسَجَّرَةٌ: مُفْعَمَةٌ.

  والسَّاجِر: الساكِن.

  وقَطْرَةٌ سَجْرَاءُ: كَدِرَةٌ، وكذلك النُّطْفَةُ. وفي أَعْنَاقِهمِ السَّواجِيرُ⁣(⁣٣)، أَي أَغلالٌ، وهو مَجَاز.

  وسَجْرٌ، بالفتح: موضعٌ حِجَازِيّ.

  [سجهر]: المُسْجَهِرّ، كمُقْشَعِرّ: الأَبيضُ. قال لَبِيد:

  وناجِيَةٍ أَعْمَلْتُهَا وابْتَذَلْتُهَا ... إِذا مَا اسجَهَرَّ الآلُ في كُلِّ سَبْسَبِ

  واسْجَهَرَّ النَّباتُ: طَالَ. وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: اسجهَرَّ، إِذا ظَهَر وانْبَسَط: قال عَدِيٌّ:

  ومَجُودٍ قد اسْجَهَرَّ تَنَاوِي ... رَ كلْوْنِ العُهُونِ في الأَعْلَاقِ

  وقال أَبو حَنِيفَة: اسجَهَرَّ هنا: تَوقَّدَ حُسْناً بأَلْوَانِ الزَّهْرِ.

  قلْت: والمَآلُ واحِد؛ لأَنَّ النَّبَاتَ إِذا طَالَ وظَهَر وانْبَسَط أَزْهَرَ وتَوَقَّدَ بحُسْنِ الأَلْوَانِ.

  وقال ابنُ الأَعرابِيّ: اسجَهَرّ السَّرَابُ إِذا تَرَيَّهَ وجَرَى.

  وأَنشَدَ بَيْتَ لَبِيد.

  واسجَهَرَّت الرِّمَاحُ، إِذا أَقْبَلَتْ إِلَيْك.

  ويقال: سَحابَةٌ مُسْجَهِرَّة، إِذا كانت يَتَرَقْرَقُ فيها الماءُ* ومما يستدرك عليه: اسجَهَرَّت النارُ، إِذا اتَّقدَتْ والْتَهَبَتْ.

  واسْجَهَرَّ اللَّيْلُ: طالَ.

  وبناءٌ مُسْجَهِرٌّ: طَوِيلٌ.

  [سحر]: السَّحْر، بفَتْح فسُكُون وقد يُحَرَّك، مثال نَهْر ونَهَرَ، لمكان حرْف الحَلْقِ، ويُضَمّ - فهي ثَلاثُ لُغَات، وزادَ الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة: بكَسْرٍ فسكون، فهو إِذاً مُثَلَّث، ولم يَذْكُره أَحَدٌ من الجَمَاهِير، فليُتَثَبَّت -: الرِّئَةُ. وبه فُسِّر حدِيثُ عائِشَةَ ^: «ماتَ رَسُولُ الله بين سَحْرِي ونَحْرِي» أَي مات وهو مُسْتَنِدٌ إِلى صَدْرِهَا وما يُحَاذِي سَحْرَهَا منْه. وحَكْى القُتَيْبِيّ فيه أَنه بالشِّينِ المعجمة والجيم، وسيأْتي في موضعه، والمَحُفوظ الأَوّلُ.

  وقيل: السّحر بلُغَاتِه الثّلاثة⁣(⁣٤): ما الْتَزَق بالحُلْقُوم


(١) الجمهرة ٢/ ٧٦.

(٢) الثماد جمع ثمد، وهي الحفر يكون فيها الماء.

(٣) عن الأساس، وبالأصل «سواجر».

(٤) كذا بالأصل، والمناسب: بلغاته الثلاث.