تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أصر]:

صفحة 26 - الجزء 6

  عبد الله الصِّنْهاجِيّ الحافظُ النحويُّ المعروفُ بابن الأَشِيرِيّ، سَمِعَ بالأَنْدَلس أَبا جعفرِ بنِ غَزلُون، وأَبا بكرِ [محمد بن عبد الله]⁣(⁣١) بن العَرَبيّ الإِشْبِيليّ، وقَدِمَ دمشقَ وأَقام بها، وسَمِعَ من علمائها، وسكَنَ حَلَبَ مُدَّةً، وتُوفِّيَ باللبوة سنة ٥٦١، ونُقِلَ إِلى بَعْلَبَكَّ فدُفِنَ بها، تَرْجَمَه ابنُ عساكِرَ في تاريخ دمشقَ، ومنه نَقَلْتُ، وزاد ابن بَشْكُوال: وإِبراهيمُ بنُ جعفر الزهريّ بن الأَشِيريِّ كان حافظاً.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  أَشِرَ النَّخْلُ أَشَراً: كَثُرَ شُرْبُه للماءِ فكَثُرَتْ فِراخُه.

  وأَمْنِيَّةٌ أَشْرَاءُ: فَعْلاءُ مِن الأَشَر، ولا فِعْلَ لها، قال الحارثُ بنُ حِلِّزَةَ:

  إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُرُوراً فساقَتْ ... هُمْ إِليكُمْ أُمْنِيَّةٌ أَشْراءُ

  ويُتْبَعُ أَشِرٌ، فيقال: أَشِرٌ أَفِرٌ، وأَشْرَانُ أَفْرَانُ.

  وقولُ الشاعِر:

  لقد عَيّلَ الأَيْتَامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ ... أَنَاشِرَ لا زالتْ يَمِينُكَ آشِرَهْ⁣(⁣٢)

  أَراد مَأْشُورةً، أَو ذاتَ أَشْر. قال ابنُ بَرِّيّ: والبيتُ لنائِحةِ هَمّامِ بن [مرّة بن]⁣(⁣٢) ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ،⁣(⁣٢)، وكان قَتَلَه ناشِرَةُ، وهو الذي رَبّاه، قَتَلَه غَدْراً⁣(⁣٣).

  ومن المَجَاز: وَصْفُ البَرْقِ بالأَشَر، إِذا تَردَّدَ [في]⁣(⁣٤) لمَعانِه، ووَصْفُ النَّبْتِ بِه، إِذا مَضَى في غُلَوائِه.

  [أصر]: الأَصْرُ، بفَتْحٍ فَسُكُونٍ: الكَسْرُ والعَطْفُ، يقال: أَصَرَ الشَّيءَ يَأْصِرُه أَصْراً: كَسَرَه وعَطَفَه.

  والأَصْرُ: الحَبْسُ، يقال: أَصَرَ الشَّيْءَ يَأْصِرُه أَصْراً، إِذا حَبَسَه وضَيَّقَ عليه، وقال الكِسَائِيُّ: أَصَرَنِي الشَّيءُ يَأْصِرُنِي، أَي حَبَسِني، وأَصَرْتُ الرَّجلَ على ذلك الأَمرِ، أَي حَبَستُه. وعن ابن الأَعرابيّ: أَصَرْتُه عن حاجتِه وعَمَّا أَردتُه، أَي حَبَستُه.

  والأَصْرُ: أَنْ تَجعلَ للبيتِ إِصاراً، ككتابٍ، عن الزَّجّاج، أَي وَتِداً للطُّنُبِ.

  وفِعْلُ الكلِّ كضَرَبَ.

  والإِصْرُ بالكَسْر: العَهْدُ، وفي التنزيل العزيز: {وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي}⁣(⁣٥) قال ابن شُمَيل: الإِصْرُ: العَهْدُ الثَّقيلُ، وما كان عن يَمينٍ وعَهْدٍ فهو إِصْرٌ.

  وقال الفَرّاءُ، الإِصْرُ هاهنا إِثْم العَقْدِ والعَهْدِ إِذا ضَيَّعُوه، كما شَدَّد على بني إِسرائيلَ.

  ورُوِيَ عن ابن عَبّاس: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً}⁣(⁣٦) قال: عَهْداً لا نَفِي به وتُعَذِّبنا بتَرْكِه ونَقْضِه، وقوله: {وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي} قال: مِثاقِي وعَهْدي.

  قال أَبو إِسحاق: كلُّ عَقْدٍ مِن قَرَابَةٍ أَو عَهْدٍ فهو إِصْرٌ.

  والإِصر: الذَّنْبُ. قال أَبو منصورٍ في قوله تعالَى: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً} أَي عُقُوبةَ ذَنْبٍ تَشُقُّ علينا. وقال شَمِرٌ في الإِصْرِ: إِثْمُ العَقْدِ إِذا ضَيَّعه، وسُمِّيَ الذَّنْبُ إِصْراً لِثقَلِهِ.

  والإِصْرُ: الثِّقَلُ، سُمِّيَ به لأَنّه يَأْصِرُ صاحبَه، أَي يَحْبِسُه من الحَرَاك. وقولُه تعالَى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ}⁣(⁣٧) قال أَبو منصور: أَي ما عُقِدَ مِن عَقْدٍ ثَقِيل عليهم، مثل قَتْلِهم أَنفسَهم، وما أَشبَه ذلك، من قَرْضِ الجِلْدِ، إِذا أَصابَتْه النَّجَاسةُ، وقال الزَّجّاج في قوله تعالَى: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً}: أَيْ أَمْراً يَثْقُلُ علينا {كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا} نحو ما أُمِرَ به بنو إِسرائِيلَ مِنْ قَتْل أَنفسِهِم، أَي لا تَمْتَحِنّا بما يَثْقُلُ علينا.

  ويُضَمُّ ويُفْتَحُ في الكلِّ.

  والإِصْرُ⁣(⁣٨): ما عَطَفَكَ على الشَّيْءِ.

  وفي حديث ابنِ عُمَرَ: «مَن حَلَفَ على يَمِينٍ فيها إِصْرٌ


(١) زيادة عن اللباب.

(٢) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٣) والشاعر إنما دعا على ناشرة لا له.

(٤) زيادة عن الأساس. وشاهده في الأساس قول نصيب الأصغر:

إن العروق إذا استسر بها الثرى ... أَشِرَ النباتُ بها وطاب المزرعُ

(٥) سورة آل عمران الآية ٨١.

(٦) سورة البقرة الآية ٢٨٦.

(٧) سورة الأعراف الآية ١٥٧.

(٨) اللسان: والأصْرُ والإصْرُ.