تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زيح]:

صفحة 75 - الجزء 4

  كما سيأْتي. وأَزاحَ الشَّيْءَ: أَزاغه من⁣(⁣١) مَوْضِعِه، ونَحّاه.

  وزَاح هو يَزُوحُ.

  والزَّوَاحُ كسحابٍ: الذَّهاب، عن ثعلب، وأَنشد:

  إِني سليمٌ يا نُوَيْ

  قةُ إِن نَجَوْتِ من الزَّواحْ

  والزَّواحُ: ع، ويُضمّ⁣(⁣٢).

  [زيح]: زاح الشَّيْءُ يزِيح زَيْحاً، بفتح فسكون، وزُيوحاً، بالضَّمِّ وزِيُوحاً، بالكسر، وزَيحاناً، محرَّكة: بَعُدَ وذَهَبَ، كانْزاحَ بنفْسِه. وأَزحْتُه أَنا، وأَزاحه غيرُه. وفي التّهذيب: الزَّيْحُ: ذَهابُ الشَّيْءِ: تقول: قد أَزحْتُ عِلَّتَه؛ فزاحتْ، وهي تَزِيحُ. وقال الأَعشى:

  وأَرْملةٍ تَسْعى بشُعثٍ كأَنَّها

  وإِيَّاهُمُ رُبْدٌ أَحثَّتْ رِئالَها

  هنأْنَا فلم تمْنُنْ علينا فأَصْبحتْ

  رَخِيَّةَ بالٍ قد أَزَحْنا هُزَالَهَا⁣(⁣٣)

  وفي حديث كَعْبِ بن مالكٍ: «زَاح عنّي الباطلُ»، أَي زال وذَهَبَ.

فصل السّين المهملة مع الحاءِ

  [سبح]: سَبَحَ بالنَّهْرِ، وفيه، كمَنَع، يَسْبَح سَبْحاً، بفتح فسكون، وسِباحَةً، بالكسر: عَامَ، وفي الاقتطاف: ويقال: العَوْمُ عِلْمٌ لا يُنْسَى. قال شيخُنا: وفرَّقَ الزَّمَخْشَرِيّ بين العَوْمِ والسِّبَاحَةِ، فقال: العَوْمُ: الجَرْيُ في الماءِ مع الانغماسِ، والسِّباحَةُ: الجرْيُ فَوْقَه من غير انغماسٍ.

  قلت: وظاهرُ كلامِهم التَّرادُف. وجاءَ في المَثَل: «خِفَّ تَعُمْ». قال شيخنا: وذِكْرُ النَّهْر ليس بقَيْدٍ، بل وكذلك البَحْر والغَدير، وكل مُسْتَبْحر من الماءِ. ولو قال: سبَحَ بالماءِ، لأَصابَ، وقوله: بالنّهْر، وفيه، إِنّما هو تكرارٌ فإِن الباءَ فيه بمعنَى «في» لأَن المُرَاد الظَّرْفيّة. قُلتُ: العِبارة الّتي ذكرَهَا المُصنِّف بعينِها نصُّ عبارة المُحكم والمخصّص والتّهذيب وغيرِهَا، ولم يأْتِ هو من عندِه بشيْءٍ، بل هو ناقِلٌ. وهو سابحٌ وسَبُوحٌ، من سُبحاءَ، وسبَّاحٌ من قَومٍ سَبّاحِينَ ظاهِرُه أَنّ السُّبَحَاءَ جمعٌ لسابحٍ وسَبُوحٍ، وأَمّا ابنُ الأَعرابيّ فجعل السُّبحاءَ جَمْعَ سَابحٍ، وبه فسَّر قول الشاعر:

  وماءٍ يَغْرَقُ السُّبَحَاءُ فيه ... سَفِينتُه المُوَاشِكَةُ الخَبُوبُ⁣(⁣٤)

  قال: السُّبَحاءُ جمعُ سابحٍ، وعَنَى بالماءِ السَّرَابَ، جَعَلَ النّاقَةَ مِثْلَ السّفينةِ حين جعَلَ السَّرابَ كالماءِ. قال شيخنا: والسَّبُوح كصَبورٍ، جمْعُهُ سُبُحٌ، بضمتين، أَو سِبَاحٌ، بالكسر، الأَوّل مَقِيسٌ، والثاني شَاذٌّ.

  ومن المجاز قولُه تعالى في كتابه العزيز: {وَالسّابِحاتِ سَبْحاً ٣ فَالسّابِقاتِ سَبْقاً}⁣(⁣٥) قال الأَزهريّ: هنّ، وفي نسخة: هي السُّفُن، والسّابقات: الخَيْلُ أَو أَنّها أَرْوَاحُ المؤمنينَ تَخرج بسُهولة. وقيل: الملائكة تَسْبَح بين السّماءِ والأَرْضِ. أَو السّابحات⁣(⁣٦): النُّجوم تَسْبَح في الفَلَك، أَي تَذهَب فيه بَسْطاً كما يَسْبَح السابحُ في الماءِ سبحاً.

  وأَسْبَحه في الماءِ: عوَّمه. قال أُمَيَّةُ.

  والمُسْبِحِ الخُشْبَ فوق الماءِ سخَّرَها ... في اليَمِّ جَرْيَتُها كأَنَّها عُوَمُ

  ومن المجاز: فرسٌ سابحٌ وسَبُوحٌ. والسَّوابحُ: الخَيْلُ، لِسَبْحِهَا بيَدَيْهَا في سَيْرِهَا، وهي صِفَة غالبةٌ، وسَبْحُ الفَرس: جَرْيُه. وقال ابن الأَثير: فَرسٌ سابِحٌ، إِذا كان حَسنَ مَدِّ اليَدينِ في الجَرْي.

  والتَّسْبِيحُ: التَّنْزِيهُ.

  وقولهم: سُبْحانَ الله، بالضَّمّ: معناه تَنْزيهاً لله من الصّاحبة والوَلَد، هكذا أَوردوه، فإِنكار شيخِنا هذا القيد على المصنِّف في غير مَحَلِّه. وقيل: تَنْزِيهُ الله تَعَالَى عن


(١) اللسان: عن.

(٢) قيده صاحب معجم البلدان: بخاء معجمة في آخره. وفي التكملة زُوَاح وقيل زَوَاح: موضع.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله هنأنا أَي أطعمنا، والشعث: أولادها، والربد: النعام، والربدة لونها، والرئال جمع رأل وهو فرخ النعام، كذا في اللسان عن ابن بري».

(٤) المواشكة: الجادة في سيرها. والخبوب: من الخبب في السير.

(٥) سورة النازعات الآيتان: ٣، ٤.

(٦) من هنا - هذا قول الأَزهري المثبت في التهذيب. وأما القول الأول «من قال الأَزهري: هن الخ» ورد في اللسان ولم يرد في التهذيب.