تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صمدح]:

صفحة 128 - الجزء 4

  واحِدتُهما صِمْحَاءَةٌ وحِزْباءَةٌ. وفي الصّحاحِ: «الصُّلْبة»، بدل «الغليظة»⁣(⁣١).

  وعن أَبي عَمرو: الأَصْمحُ: الشُّجَاعُ الّذي يَتَعَمَّد رُؤُوسَ الأَبطالِ بالنَّقْفِ والضَّرْبِ بشجاعته: وصَوْمَحٌ وصَوْمَحَانُ: ع. قال:

  ويَوْمٌ بالمَجَازَةِ والكَلَنْدَى

  ويومٌ بينَ ضَنْكَ وصَوْمَحانِ

  هذه كلّها مواضِع.

  والصَّمَحْمَح، والصَّمَحْمَحِيّ: الرّجلُ الشَّدِيدُ، كذا في الصّحاح، المُجْتمِعُ الأَلْواحِ وكذلك الدَّمَكْمَكُ. قال: وهو في السِّنّ ما بين الثّلاثينَ والأَربعينَ. ومثلُه في الرَّوْض الأَنف للسُّهَيْليّ. ولا عِبْرةَ بإِنكار شيخِنا عليه في التّحديد، فمَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على من لم يَحْفَظْ. وقال الجَرْميّ: هو الغَليظُ القَصِير. وقيل: هو القصيرُ الأَصْلَعُ. وقيل: هو المَحْلُوقُ الرَّأْسِ، عن السِّيرَافيّ⁣(⁣٢). والأُنثَى من كلّ ذلك بالهاءِ، قال:

  صَمَحْمَحَةٌ لا تَشْتَكِي الدَّهْرَ رَأْسَها

  ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ

  وقال: ثعلب: رأْسٌ صَمَحْمَحٌ، أَي أَصْلَعُ غَليظٌ شَدِيدٌ، وهو فَعَلْعَلٌ، كُرِّرَ فيه العَيْنُ واللّام. وبَعِيرٌ صَمَحْمَحٌ: شديدٌ قَوِيّ. قال ابن جِنّي: الحاءُ الأُوَلى من صَمَحْمَح زائدة، وذلك أَنّها فاصِلة بين العَينين، والعَينانِ متَى اجتمعَتَا في كلمةٍ واحِدة مَفْصولاً بينهما، فلا يكون الحَرفُ الفاصلُ بينهما إِلّا زائداً، نحو عَثَوْثَل وعَقَنْقَل وسُلَالِم وحفدفد⁣(⁣٣).

  وقد ثَبَتَ أَن العَين الأُولَى هي الزّائدةُ، فثبتَ إِذن أَنّ الميمَ والحاءَ الأَوَّلَتَين⁣(⁣٤) في صَمَحْمَح هما الزائدتانِ، والميمَ والحاءَ الأَخِيرَتَيْنِ هما الأَصليّتَان، فاعرِفْ ذلك؛ كذا في اللسان.

  وحافِرٌ صَمُوحٌ، كصَبورٍ، أَي شَديدٌ، وقد صَمَحَ صُمُوحاً. قال أَبو النَّجم:

  لا يَتَشَكَّى الحافِرَ الصَّموحَا

  يَلْتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَى مَلْتُوحَا

  وقيل: حافِرٌ صَمُوحٌ: شَدِيدُ الوَقْعِ، عن كُراع.

  * ومما يُستدرك عليه:

  شَمْسٌ صَمَوحٌ: حارَّةٌ مُتَغَيِّرةٌ. قال:

  شمسٌ صَموحٌ وحَرُورٌ كاللهَبْ

  ويَومٌ صَمُوحٌ وصامِحُ: شَدِيدُ الحَرِّ. واستدرك شيخُنَا صَمْحَة أَو أَصْمَحَة في اسم النّجَاشيّ، وإِن كان المشهور أَصحَمَة، كما يأْتي في الميم.

  [صمدح]: صَمَدَحَ يَوْمُنا: اشْتَدّ حَرُّه.

  ومنه الصَّمَيْدَحُ، كسَمَيْدَعٍ: اليَوْمُ الحَارُّ، والصُّلْبُ الشَّدِيدُ، كالصُّمادِحيّ، بياءِ النّسبةِ، والصُّمادِحُ، بضَمِّهما.

  وصَوْتٌ صُمادِحِيٌّ وصُمادِحٌ وصَمَيْدَحٌ شَدِيدٌ. قال:

  مَا لِي عَدِمْتُ صَوْتَها الصَّمَيْدَحَا

  وقال أَبو عَمْرٍو: الصُّمَادحُ: الشَّدِيدُ من كلّ شَيْءٍ، وأَنشد:

  فَشَامَ فيها مِذْلَغاً صُمَادِحَا⁣(⁣٥)

  * ورَجل صَمَيدَحٌ: صُلْبٌ شَديدٌ. وضَرْبٌ صُرَادِحيٌ وصُمَادِحيُّ: شَديدٌ. وضَرْبٌ صُرَادِحيٌ وصُمَادِحيٌ: شَديدٌ بيِّنٌ. وهما أَي الصُّمادِحيّ والصُّمادِحُ: الخَالِصُ من كلِّ شَيْءٍ، عن أَبي عَمرٍو. قال الأَزهريّ: سمعْت أَعْرَابيًّا يقول لنُقْبَةِ جَرَبٍ حَدثَتْ⁣(⁣٦) ببَعِيرٍ فشُكَّ فيها، أَبَثْرٌ أَم جَرَبٌ: هذا خَاقٌ صُمادِحٌ الجَرَبَ⁣(⁣٧).


(١) في المجمل: والصمحاءة: المكان الخشن.

(٢) في المجمل: الصمحمح: الطويل أو الشديد.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وحفدفد، الذي في اللسان: وحفيفد، وكلاهما تصحيف والصواب: الخفيدد بالخاء المعجمة، ففي اللسان: الخفيدد السريع والظليم الخفيف.

(٤) كذا بالأصل واللسان، والصواب: الأُولَيَيْن. فالمشهور في تأنيث أول: أولى فكان حقه أن يقول: أن الحاء والميم الأوليين. جاء في اللسان (وأل): حكى ثعلب هن الأولات دخولا والآخرات خروجاً واحدتها الأولة والآخرة. ثم قال ليس هذا من أهل الباب، وإِنما أصل الباب: الأول والأولى كالأطول والطولى».

(٥) بالأصل «مدلغا» وما أثبت عن التكملة، وأنشد صواباً في اللسان (ذلغ) مع أبيات أخرى نسبها للكثير المحاربي. والمذلغ: الذَّكَرُ كما في التكملة.

(٦) الأصل واللسان، وفي التهذيب (صمدح): ربئت حديثةً في العير.

(٧) في التهذيب: حاقُّ صُمادحِ الجَرَبِ، وفي اللسان فكالأصل.