تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مضي]:

صفحة 190 - الجزء 20

  وقال الجَوْهرِي: المصْواءُ امرأَةٌ لا لَحْمَ على فَخِذَيْها؛ ونقلَهُ أَبو عليٍّ أَيْضاً.

  وقال أَبو عُبيدَةَ والأصْمعي: المَصْواءُ هي الرَّسْحاءُ.

  والمُصايَةُ، بالضَّمِّ: هي القارُورَةُ الصَّغيرَةُ، وأَمَّا الكبيرَةُ فإنَّه يقالُ لها: حَوْجَلَةٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  مَصِيَتِ المرأَةُ مصاً: قَلَّ لحْمُ فَخِذَيْها؛ عن ابن القطَّاع.

  [مضي]: ي مَضَى الشَّيءُ يَمْضِي مُضِيّاً ومُضُوًّا؛ الأخيرَةُ على البَدَلِ؛ خَلَا وذَهَبَ.

  ومَضَى في الأمْرِ مَضاءً ومُضُوًّا: نَفَذَ.

  وفي الصِّحاح: مَضَى في الأمْرِ مَضاءً أَنْفَذَهُ؛ وأَمْرٌ مَمْضُوٌّ عليه، نادِرٌ جِيءَ به في بابِ فَعُول، بفَتْح الفاءِ.

  ومَضَى سَبيلَهُ: ماتَ؛ وفي المُحْكم: بسَبِيلِهِ.

  ومَضَى السَّيْفُ مَضاءً: قَطَعَ في الضَّرِيبَةِ، وله مضاء؛ قال الجَوْهرِي؛ وقولُ جريرٍ:

  فيَوْماً يُجازِينَ الهَوَى غَيْرَ ماضيٍ ... ويَوْماً تُرَى مِنْهُنَّ غُولٌ تُغَوَّلُ⁣(⁣١)

  قالَ: فإنَّما رَدَّه إلى أَصْلِه للضَّرُورَةِ لأنَّه يَجوزُ في الشِّعْرِ أن يُجْرَى الحَرْفُ المُعْتَلُّ مُجْرَى الحَرْف الصَّحِيحِ من جَميعِ الوُجُوهِ لأنَّه الأصْل.

  قال ابنُ برِّي: ويُرْوى يُجارِينَ، بالراءِ، قالَ: ويُرْوَى غَيْرَ ما صِباً، وصَحَّحه ابنُ القطَّاع؛ ونقلَ كَلامَ الجَوْهرِي هذا الصَّاغاني في التكْملَةِ فقالَ: وقد تَبعَ في هذا أَقاوِيلَ النَّحويِّينَ ووثقَ بنَقْلِهم وتَأْوِيلِهم، والرِّوايَةُ غَيْر ما صِباً، أَي مِن غَيْر صِباً إليَّ، ولا ضَرُورَةَ فيه، والرِّوايَةُ في عَجْز البَيْتِ: ... تَرَى مِنْهُنَّ غُولاً.

  وأَمْضاهُ: أَنْفَذَهُ؛ ومنه الحديثُ: «ليسَ لكَ من مالِكَ إلَّا ما تَصَدَّقْت فأَمْضَيْت»، أَي أَنْفَذْت فيه عَطاءَك ولم تَتَوقَّفْ فيه. والمُضَواءُ، كغُلَواءَ: التَّقَدُّمُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للقُطامي:

  وإذا خَنَسْنَ مَضَى على مُضَوائِه ... وإذا لَحِقْنَ به أَصَبْنَ طِعانا⁣(⁣٢)

  وقال أَبو عليٍّ: مَضَى على مُضَوائِه، المُضواءُ: ما مَضَيْت عليه، وأَنْشَدَ البَيْتَ المَذْكورَ: فإذا خَنَسْنَ الخ؛ قالَ: وهذا البِناءُ يكثرُ في الجَمْع ويَنْقاسُ. وذَكَرَه أبو عبيدٍ في بابِ فُعلاءَ، وأَنْشَدَ البَيْتَ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وقالَ بعضُهم: أَصْلُه مضاء⁣(⁣٣) فأبْدلُوه إبْدالاً شاذاً، أَرادُوا أن يُعَوِّضوا الواو من كثْرةِ دُخولِ الياءِ عليها.

  وأَبو المَضاءِ، كسَماءٍ: الفَرَسُ، هي كُنْيَتُه.

  والمَضاءُ الفاشِيُّ: تابِعِيٌّ، كذا في النُّسخِ، والصَّوابُ الفايِشِيُّ؛ وبَنُو فايِشِ قَبيلَةٌ، والمَضاءُ هذا يكْنَى أَبا إِبْراهِيمَ يَرْوِي عن عائِشَةَ، وعنه أَبو إسْحاق السُّبَيْعي؛ كذا في كتابِ ابن حبَّان.

  ومَضَيْتُ على بَيعِي وأَمْضَيْتُه: أَجَزْتُه، بالجيمِ والزاي، وقد وَقَعَ في نسخِ التهْذيبِ للأزْهري أَخَّرْته مِن التَّأْخِيرِ وهو تَصْحيفٌ نبَّه عليه الصَّاغاني.

  والماضِي: الأسَدُ لجُرْأَتِهِ وتَقَدُّمِه. والسَّيْفُ لنَفاذِهِ في الضَّرِيبَةِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  مَضَوْتُ على الأمْرِ مَضْواً ومُضُوًّا مِثْلَ الوَقُودِ والصُّعودِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وتمَضَّى: تَفَعَّل منه، وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للراجزِ:

  وقَرَّبوا للْبَيْنِ والتَّمَضِّي⁣(⁣٤)

  ويقالُ: مَضَى وتَمَضَّى: تقَدَّمَ؛ قالَ عَمْرو بنُ شاس:


(١) ديوانه ص ٤٥٥ واللسان والصحاح والتكملة.

(٢) ديوانه ص ١٨ وصدره في الصحاح والتهذيب والمقاييس ٥/ ٣٣١.

(٣) في اللسان: مضياء.

(٤) اللسان والصحاح من عدة شطور، بدون نسبة فيهما.