تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غرق]:

صفحة 372 - الجزء 13

  بعدَ التَّصابِي والشّبابِ الغَيْدَقِ

  وأَنشد أَيضاً:

  رُبَّ خليلٍ لِيَ غَيْداقٍ رَفِلْ⁣(⁣١)

  وأَنشدَ أَيضاً:

  جَعْدَ العَناصِي غَيْدَقَاناً أَغْيدَا

  وقِيلَ: الغَيْداقُ من الغِلْمانِ: الذي لم يَبْلُغ.

  والغَيْدَاقُ: الرَّجلُ الكَرِيمُ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، الجوادُ الواسع الخُلُقِ الكثِير العَطِيّة، وبه سُمِّي أَحد عُمومَتِه غَيْداقاً؛ لكَثْرة عَطائِه⁣(⁣٢).

  والغَيْداقُ: وَلدُ الضَّبِّ. قال أَبو زَيْد: أَوله حِسْل، ثم غَيْداق، ثم مُطَبِّخ، ثم يكونُ ضَبّاً مُدرِكاً. قال الجوهرِيُّ: ولم يذكر الخُضَرِمَ بعد المُطَبِّخ، وذكره خَلَفٌ الأَحْمَر. وقال غيرُه: هو الضَّبُّ بين الضِّبَّيْنِ، وقِيلَ: هو الضَّبُّ المُسِنُّ العَظِيم.

  والغَيْداقُ: الطَّوِيلُ من الخَيْلِ ذَكَره صاحبُ الأَبْنِية، وهو قَول السِّيرافيِّ.

  والغَيْدَقانُ: النَّاعِم، وهذا قد تَقَدَّمَ ففِيه تَكرار. وقِيلَ: هو الكَرِيم الواسِعُ الخُلُقِ الكَثِير العَطِيَّةِ. وقِيلَ: الكَثِيرُ الواسعُ من كُل شيءٍ.

  والغَيَادِيقُ: الحَيَّاتُ. كما في اللِّسان والعُباب.

  وأَغدَقَ المَطَرُ إِغداقاً، فهو مُغدِقٌ.

  واغْدَوْدَق: كَثُر قَطْرُه. ومطر مُغْدَودِقٌ، وماءٌ مُغْدَودِقٌ: كَثِيرٌ. ومنه الحَدِيثُ: «اللهُمّ اسْقِنَا غَدَقاً مُغدِقاً»، أَكَّدَه به.

  وغَيْدَقَ الرَّجُلُ: كَثُر بُزاقُه كذا نَصُّ المُحِيطِ. وفي اللِّسانِ: لُعابُه، وهو مَجازٌ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  غَيْدَقَ المَطَرُ: كَثُر، عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابيّ. وقال الزّجّاجُ: الغَدَقُ المَصْدر، والغَدِقُ اسمُ الفاعلِ.

  يُقال: غَدِقَ يَغدَقُ غَدَقاً، فهو غَدِقٌ: إِذا كَثُر النَّدَى في المَكانِ أَو الماءُ. قال: ويُقرَأُ ماءً غَدِقاً⁣(⁣٣) قلتُ: ورُوِيَت عن عاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُودِ.

  وأَرضٌ غَدِقَةٌ: في غايةِ الرِّيِّ، وهي النّدِيَّةُ المُبْتَلَّة الرَّيا⁣(⁣٤) الكَثِيرةُ الماءِ.

  وعُشْب غَدِقٌ بَيِّنُ الغَدَق: رَيّانُ مُبْتَلٌّ رواه أَبو حَنِيفة، وعَزَاه إِلى النَّضْر.

  وغَدِقَت الأَرضُ غَدَقاً وأَغْدَقَت: أَخْصَبَتْ.

  وماءٌ غَيْداقٌ: غَزِيرٌ.

  وعام غَيْداقٌ: مُخصِب، وكذلكَ السّنَة بغَيْر هاءٍ.

  وقال أَبو عَمْروٍ: غَيْثٌ غَيْداقٌ: كَثِيرُ الماءِ.

  وَعيْشٌ غَيْدَقٌ وغَيْدَاقٌ: واسع مُخصِبٌ، وهم في غَدَقٍ من العَيْشِ، وغَيْداقٍ. وفي الحَدِيث: «إِذا نَشَأَت السَّحابَةُ من قِبَلِ العَينِ⁣(⁣٥) فتِلْكَ عينٌ عُذَيْقَة» أَي: كَثِيرةُ الماءِ، هكذا جاءَت مُصغَّرَةً، وهي من تَصْغِيرِ التَّعْظِيمِ.

  وإِنَّه لغَيْداقُ الجَرْيِ والعَدْو: واسِعُهما. قالَ تأَبَّطَ شَرًّا:

  حَتَّى نَجَوْتُ ولمّا يَنزِعُوا سَلَبِي ... بِوالهٍ من قَنِيصِ الشَّدِّ غَيْداقِ⁣(⁣٦)

  وشَدٌ غَيْداقٌ، وهو الحُضْرُ الشَّديدُ.

  وشَبابٌ غُدافِيٌّ: ناعِم.

  [غرق]: غَرِقَ في الماءِ كفَرح غَرَقاً: رَسَبَ فيه، فَهُوَ غَرِقٌ، وغارِقٌ، وغَرِيقٌ ومنه الحديثُ: «الشُّهَداءُ خَمْسة: المَطْعُونُ، والمَبْطُون، والغَرِقُ، وصاحِب الهَدْم، والشَّهِيدُ في سَبِيلِ الله». وقال أَبُو النَّجم.

  فأَصْبَحُوا في الماءِ والخَنادِقِ ... من بَيْنِ مَقْتولٍ وطافٍ وغارِقِ

  ويُقال: الغَرَقُ في الأَصلِ: دُخولُ الماءِ في سَمَّيِ


(١) في مجموعة أراجيز العرب ص ١٣٣ للجميح ابن أخي الشماخ على الروي والقافية وليس فيها هذا الشطر وفي أرجوزته:

في الشول وشواش وفي الحي رفل

(٢) هو حجل بن عبد المطلب لقب بالغيداق لكثرة خيره وسعة ماله انظر سيرة ابن هشام ١/ ١٣١.

(٣) سورة الجن الآية ١٦ والقراءة «غَدَقاً».

(٤) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: الرُّبى.

(٥) في التهذيب: «من العين» والأصل كاللسان.

(٦) من قصيدته المفضلية ص ٢٨ برواية: بوالهٍ من قبيض.