تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رعج]

صفحة 384 - الجزء 3

  وقال الشمَّاخُ:

  ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّى نَعَامُها ... كَمَشْيِ النَّصَارَى في خِفَافِ اليَرَنْدَجِ

  واليَرَنْدَجُ فارِسيٌّ مُعَرَّبُ رَنْدَهْ.

  والأَرْدَاجُ فِي قولِ رُؤْبَةَ بنِ العَجَّاجِ.

  كأَنَّمَا سُرْوِلْنَ فِي الأَرْدَاجِ

  أَي الأَرَنْدَجُ، وقال الأَعشى:

  عَلَيْه دَيَابُوذٌ تَسَرْبَلَ تَحْتَه ... أَرَنْدَجَ⁣(⁣١) إِسْكَافٍ يُخَالِطُ عِظْلِمَا

  قال ابن بَرِّيّ: الدَّيَابُوذُ: ثَوبٌ يُنْسَج على نِيرَيْنِ، شبّه به الثَّوْر الوَحْشِيّ لبياضه، وشبّه سَواد قوائمِه بالأَرَنْدَجِ.

  والعِظلِمُ: شَجرٌ له ثَمرٌ أَحمرُ إِلى السَّوادِ.

  واليَرَنْدَجُ أَيضاً السَّوَادُ يُسَوَّدُ بِه الخُفُّ، وهو الّذي يُسمَّى الدَّارِشَ.

  قال اللِّحْيَانيّ: اليَرَنْدَجُ، والأَرَنْدَجُ الدَّارِشُ بعَيْنِه، قال: وقال بعضُهم: هو جِلْدٌ غيرُ الدَّارِشِ، أَو هو الزَّاجُ يُسَوَّدُ به، أَوردَه اللِّحْيَانيُّ أَيضاً، وأَورد الأَزهريُّ أَرَنْدَج ويَرنْدَج في الرُّباعيّ.

  ابن السكيت: ولا يُقَال: الرَّنْدَجُ فأَمَّا قَوْلُه يَصِف امرأَةً بالغَرَارَةِ:

  لَمْ تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها ... ودِرَاسُ أَعْوَصَ دَارِس مُتَخَدِّدِ⁣(⁣٢)

  فإِنه ظَنَّ أَنّ اليَرَنْدَجَ نَسْجٌ، وقيل: أَرادَ أَنّ هذه المرأَةَ لِغِرَّتِها، وقِلّةِ تَجَارِبِها ظَنَّتْ أَن اليَرنْدَجَ مَنسوجٌ.

  [رذج]: الرَّيْذَجانُ⁣(⁣٣): الإِبلُ تَحْمِل حَمُولَةَ التِّجارَةِ، هذه المادة ذكرها ابنُ منظور والأَزهريّ في د ي د ج⁣(⁣٤) وذكرها غيرهما في ذيذج ولم يتعَرَّضوا لها هنا⁣(⁣٥)، فليُعْلَم ذلك، وقد تقدّمت الإشارة إِليه.

  [رزمانج]: ورَزْمَاناج⁣(⁣٦) بفتح فسكون: قَريةٌ بِبُخَارَا، منها أَبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بن يُوسف بنِ ردام، روى عن أَبي حاتم داودَ بنِ أَبي العَوَّامِ، مات في سنة ٣٥٦.

[رعج]

  رَعِجَ مالُه كَسمِعَ إِذا كَثُرَ.

  والرَّعْجُ: الكثيرُ مِن الشاءِ مثلُ الرَّفِّ.

  ورَعَجَ كَمَنَعَ: أَقْلَقَ، كَأَرْعَجَ قال ابنُ سيدَه: يقال: رَعَجَهُ الأَمْرُ وأَرْعَجَه، أَي أَقْلَقَه.

  ومنه رَعَجَ⁣(⁣٧) البَرْقُ وأَرْعَجَ إِذا تَتَابَعَ لَمَعَانُه.

  قال الأَزهريّ: هذا مُنْكَرٌ، ولا آمَنُ أَن يَكونَ مُصَحَّفاً، والصَّواب أَزْعَجَه، بمعنى أَقْلَقَه، بالزّاي، وسنذكره.

  وفي اللسان: رَعَجَ البَرْقُ ونَحْوُه يَرْعَجُ رَعْجاً، ورَعَجاً، وارْتَعَجَ: اضْطربَ وتَتابَعَ، والارْتِعَاجُ⁣(⁣٨) في البَرْقِ: كَثْرَتُه وتَتابُعُه، والإِرعاج: تَلأْلُؤُ البَرْقِ وتَفَرُّطُه في السَّحاب، وأَنشد العَجَّاجُ:

  سَحًّا أَهاضِيبَ وبَرْقاً مُرْعِجَا

  ورَعَجَ اللهُ فُلاناً: جَعَلَه مُوسِراً كثيرَ المالِ فَأَرْعَجَ.

  وقال أَبو سعيدٍ: ارْتَعَجَ وارْتَعَدَ وارْتَعَشَ بمعنًى واحدٍ.

  وارْتَعَجَ المَالُ: كَثُرَ، وكذَا العَدَدُ، يقال للرَّجُل إِذا كَثُرَ مالُه وعَدَدُهُ: قد ارْتَعَجَ [مالُه، وارتَعَجَ عَدَدُه]⁣(⁣٩).

  وارْتَعَجَ الوادِي: امْتَلأَ، وفي حديثِ قَتادَةَ «في قوله تعالى {خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النّاسِ}⁣(⁣١٠) هُمْ مُشْرِكُو قريشٍ يَوْمَ بَدْرٍ، خَرَجُوا ولهم ارْتِعَاجٌ» أَي كثرةٌ واضطرابٌ وتَمَوُّجٌ.


(١) أورده في الصحاح بالضم، قال ابن بري: وصوابه بالنصب، كما أثبتنا.

(٢) عجزه بالأصل:

«أَو رأس أعوض دارش متحدد»

وما أثبت عن اللسان، وأشير بهامش المطبوعة المصرية إلى رواية اللسان.

(٣) في القاموس: الريدجان بالدال المهملة.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله دي دج الخ الصواب في ذي ذج فإن ابن منظور إنما ذكره في ذي ذج».

(٥) وردت في التكملة في «رذج» هنا.

(٦) في اللباب: رزماناخ.

(٧) كذا ضبطت في الصحاح.

(٨) بالأصل «والاضطراب» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله والاضطراب الصواب والارتعاج كما في اللسان».

(٩) زيادة عن الصحاح واللسان.

(١٠) سورة الانفال الآية ٤٧.