تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زخف]:

صفحة 247 - الجزء 12

  وزَخْرَفَ الكلامَ: نَظَمَهُ.

  وَتَزَخْرَفَ الرَّجُلُ: إذا تَزَيَّنَ.

  وَالزُّخْرُفُ: طائرٌ، وبه فَسَّرَ كُرَاعٌ بَيْتَ أَوْسٍ السابِقَ.

  [زخف]: زَخَفَ، كَمَنَعَ، زَخْفاً، بالفَتْحِ، وزَخِيفاً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، واللَّيْثُ، وقال الأَزْهَرِيُّ: أي فَخَرَ وَتَكَبَّرَ⁣(⁣١)، نَقَلَهُ عن الأَصْمَعِيِّ، وقال: أَظُنُّ زَخَفَ مَقْلُوباً عن فَخَزَ.

  وَقال الخَارْزَنْجِيُّ، في تَكْمِلَةِ العَيْنِ: الزَّخِيفُ: مِثْلُ الجَخِيفِ: وهو الكِبْرُ، والفَخْرُ، والزَّهْوُ.

  وهو زَاخِفٌ، ومِزْخَفٌ، كمِنْبَرٍ، قال المُعَطَّلُ الهُذَلِيُّ، يُخَاطِبُ عَامِرَ بنَ سَدُوسٍ الخُنَاعِيَّ:

  وَأَنْتَ فَتَاهُمْ غَيْرَ شَكٍّ زَعَمْتَهُ ... كَفَى بِكَ ذَا بَأْوٍ بِنَفْسِكَ مِزْخَفَا⁣(⁣٢)

  والتَّزْخِيفُ في الْكَلَامِ: الإكْثَارُ مِنْهُ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  وفي النَّوادِرِ المُثْبَتَةِ عن الأَعْرَابِ: الشَّوْذَقَةُ والتَّزْخِيفُ: أَخْذُكَ مِن صَاحِبِكَ بِأَصَابِعِكَ الشَّيْذَقَ⁣(⁣٣) قال الأَزْهَرِيُّ: أَما الشَّوْذَقَةُ فمُعْرَّبٌ، وأَما التَّزْخِيفُ، فأَرْجُو أَن يكونَ عَرَبِيًّا صَحِيحاً.

  وتَزَخَّفَ الرَّجُلُ: إذا تَحَسَّنَ وتَزَيَّنَ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  [زدف]: أَزْدَفَ اللَّيْلُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ عَبَّادٍ: أَظْلَمَ، كَأَسْدَفَ، وفي اللِّسَان: يُقَال: أَسْدَفَ عَلَيه السِّتْرَ، وأَزْدَفَ عَلَيه السِّتْرَ، بمعنًى واحدٍ.

  قلتُ: وهو قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ، ونَصُّهُ: أَزْدَفَ اللَّيْلُ، وَأَسْدَفَ، وأَشْدَفَ، أَرْخَى سُتُورَهُ، وأَظْلَمَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  قال أبو عمرٍو: أَزْدَفَ: نَامَ، وكذلك أَسْدَفَ، وأَغْدَفَ.

  [زرف]: زَرَفَ: قَفَزَ، نَقَلَهُ ابنُ فَارِسٍ. وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: زَرَفَ إِليه، وَرَزَفَ: تَقَدَّمَ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: زَرَفَ في الْكَلَامِ، زَرْفاً: إذا زَادَ فيه، كَزَرَّفَ تَزْرِيفاً، ومنه حديثُ قُرَّةَ بنِ خَالِدٍ: «أنَّ الكَلْبِيَّ كان يُزَرِّفُ في الحديثِ» أي: يَزِيدُ فيه، مِثْل يُزَلِّفُ، نَقَلَهُ الأَصْمَعِيُّ.

  وزَرَفَتِ النَّاقَةُ: أَسْرَعَتْ، وهي زَرُوفٌ، كصَبُورٍ، وَكذلك رَزَفَتْ، وهي رَزُوفٌ.

  وَيُقَال: نَاقَةٌ زَرُوفٌ: طَوِيلَةُ الرِّجْلَيْن، وَاسِعَةُ الخَطْوِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ.

  وزَرَفَ الرَّجُلُ، زَرِيفاً: مَشَى علَى هِينَتِهِ، كأَنَّه ضِدٌّ، وَنَصُّ ابنِ الأعْرَابِيِّ: ومَشَتِ الناقَةُ زَرِيفاً، أي: علَى هِينَتِهَا، وأَنْشَدَ:

  وَسِرْتُ الْمَطِيَّةَ مَوْدُوعَةً ... تُضَحِّي رُوَيْداً وتَمْشِي زَرِيفَا

  تُضَحِّي: أي تَمْشِي علَى هِينَتِهَا، يقول: قد كَبِرْتُ، وَصار مَشْيِي رُوَيْداً، وإِنَّما شِدَّةُ السَّيْرِ وعَجْرَفِيَّتُه للشَّبابِ، وَالرَّجُلُ في ذلك كالنَّاقَةِ.

  وزَرِفَ الْجُرْحُ: كَفَرِحَ، وَعَلَيه اقْتَصَرَ الصَّاغَانِيُّ، وَالجَوْهَرِيُّ، وزَرَفَ أَيضا: مِثْلُ نَصَرَ في اللِّسَانِ، زَرَفَاً، وزَرْفاً⁣(⁣٤): انْتَقَضَ ونُكِسَ بَعْدَ الْبُرْءِ، كما في الصِّحَاحِ.

  والزَّرَافَةُ، كَسَحَابَةٍ، وقد تُشَدُّ فَاؤُهَا، عن القَنَانِيِّ، كما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قال أبو عُبَيْدٍ: والتَّخْفِيفُ أَجْوَدُ، ولا أَحْفَظُ التَّشْدِيدَ لغيرِ القَنَانِيِّ: الْجَمَاعَةُ مِن النَّاسِ، قال ابنُ بَرِّيّ: وَذكَره ابنُ فَارِس بتَشْدِيدِ الفاءِ، وكذا حكاه أبو عُبَيْدٍ في باب فَعَالَّةٍ عن القَنَانِيِّ، قال: كذا ذكَره القَزَّازُ في كتابه الجامعِ، بتَشْدِيدِ الفاءِ، يُقَال: أَتَانِي القَوْمُ بزَرَافَّتِهم، مِثْل الزَّعَارَّةِ، قال: وهذا نَصٌّ جَلِيٌّ أَنَّه بتَشْدِيدِ الفاءِ دُونَ الرَّاءِ، قال: وقد جاءَ في شِعْرِ لَبِيدٍ بتَشْدِيدِ الرَّاءِ، في قَوْلِهِ:

  بِالْغُرَاباتِ فَزَرَّافَاتِهَا ... فبِخَنْزِيرٍ فَأَطْرَافِ حُبَلْ⁣(⁣٥)


(١) في التهذيب: «إذا فخر» ولم ترد فيه لقطة «تكبّر».

(٢) لم يرد في ديوان الهذليين في شعر المعطل، وبهامش صفحة ٥٢ من الجزء الثالث منه أورد البيت نقلاً عن السكري للمعطل، وورد في التهذيب واللسان منسوباً فيهما للبريق الهذلي، وليس في شعره في الديوان.

(٣) في التهذيب: البَشَيْذَقَ.

(٤) وفي التهذيب: زَرِف الجرح يَزْرَفُ زَرَفانًا.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ١٤٠ والغرابات: إكام سود. وقوله: زرافاتها: ما زرف إليها أي دنا منها.