تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ملبر]:

صفحة 495 - الجزء 7

  وامْتَكَرَ: اخْتَضَبَ، وقد مَكَرَه فامْتَكَرَ، أَي خَضَبَه فاخْتَضَب، قال القُطَامِيّ:

  بِضَرْبٍ تَهْلِكُ الأَبْطَالُ مِنْهُ⁣(⁣١) ... وتَمْتَكِرُ اللِّحَى منه امْتِكارَا

  أَي تَخْتَضِبُ، شَبَّه حُمْرَةَ الدمِ بالمَغْرَة، قاله ابن بَرّيّ.

  وامْتَكَر الحَبَّ: حَرَثَهُ، قال الصاغانيّ.

  ومَكْرانُ، كسَحْبَان، وضبطَه ياقوت كعُثْمَان: د، م،⁣(⁣٨) قال: وأَكثر ما يَجِيءُ في شِعْر العَرَب مُشَدَّد الكاف، واشتقاقُها⁣(⁣٢) في العربية أن تكون جَمْعَ ماكِرٍ، كفارِس وفُرْسان، ويَجوز أَن يكون جمع مَكْرٍ، مثل [وغْد ووُغدان و]⁣(⁣٣) بَطْنٍ وبُطْنَانٍ.

  وقال حَمْزَة: أَصلُه ماهْ كران، أُضيفت إِلى القَمَر، لأَنّ القَمَر هو المؤثر في الخِصْبِ، فكُل مدينة ذاتِ خِصْبٍ أُضِيفَت إِليه ثم اختصروه فقالوا: مُكْرَان. ومُكْران: اسمٌ لِسيفِ البَحْر.

  وقال أَهل السِّيَرِ: سُمِّيَت بمُكْرَان بن فارِك بنِ سامِ بن نوحٍ أَخِي كَرْمَان، لأَنّه نزلَها واستَوْطَنها، وهي وِلاية وَاسعةٌ مشتملة على قُرًى ومَدائن، وهي مَعْدِن الفَانِيذ، ومنها يُنْقَل إِلى جميع البُلْدَانِ. قال الإِصطَخْرِيّ: والغَالِبُ عليها المفَاوِز والضرّ والقَحط.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  أَمْكَرَ الله تعالَى إِمْكَاراً، لغةٌ في مَكَرَ، قالَه ابنُ القَطّاع.

  ومَاكَرَهُ: خادَعَه. وتمَاكَرَا.

  وزَرْعٌ مَمْكُورٌ: مَسْقِيٌّ.

  والمَكْرَةُ: السَّاقُ الغَلِيظةُ الحَسْنَاءُ⁣(⁣٤).

  وفي حديث عليٍّ في مَسجد الكُوفَة: «جانِبُهُ الأَيْسَرُ مَكْرٌ».

  قيل كانَتْ السُّوقُ إِلى جانبِه الأَيْسَرِ وفيها يَقع المَكْرُ والخِدَاع.

  والمَكْرَةُ: السَّقْيَة للزَّرْع. وامرأَةٌ مَمْكُورةُ الساقَيْنِ، أَي خَدْلاءُ.

  والمَكْرُ: التَّدْبِير والحِيلَةُ في الحَرْب.

  ومَكَرَهُ مَكْراً: خَضَبَه.

  ومَكْرَانُ، بالفَتْح: مَوضعٌ في بلاد العَرَب، قال الجُمَيْحُ مُنْقِذُ بنُ طَرِيف:

  كَأَنَّ رَاعِيَنَا يَحْدُو بهَا⁣(⁣٥) حُمُراً ... بَيْنَ الأَبارِقِ مِن مَكْرانَ فاللُّوبِ

  هكذا أَوردَه ياقوت في المُعْجم.

  ومَكرُ، محرَّكةً: مدينةٌ بمَكْرَانَ، وبه قامَ سُلطانُها.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه هنا:

  [ملبر]: مَلِيبَار - بالفَتْح فكَسْرِ الَّلام وسُكُونِ التَّحْتِيَّة وفَتْح المُوَحَّدَة -: إِقليمٌ كبيرٌ مشتمِلٌ على مُدُنٍ كثيرة، يُجلب منها الفُلْفل، وهي في وَسَط بلادِ الهنْد، يَتَّصل عَمَلُه بعملِ مُولتَانَ: ومنها عبد الله بن عبد الرَّحْمن المَلِيبارِيّ حدَّث بعَذْنُونَ⁣(⁣٦)، مدينة من أَعْمَال صَيْدَا، عن أَحمدَ بنِ عبد الواحد الخَشَّاب الشِّيرازيّ، وعنه أَبو عبدِ الله الصُّورِيّ. كذا في تاريخ دِمشْق. ذكرَه ياقوت.

  [مور]: مَارَ الشيءُ يَمُورُ مَوْراً: تَرَدَّدَ في عَرْضٍ⁣(⁣٧)، كتَمَوَّرَ، كذا في المُحْكم، وزادَ الزمخشريّ: كالداغِصَة في الرُّكْبَة. والعربُ تقول: ما أَدْرِي أَغَارَ أَمْ مارَ؟ حكاه ابنُ الأَعرابيّ وفسَّره فقال: غارَ؛ أَتَى الغَوْر، ومارَ: أَتَى نَجْداً.

  وقيل في تفسيره؛ أَي أَتَى غَوْراً أَمْ دَارَ فرجَعَ إِلى نَجْد.

  وعلى هذا فيكون المَوْرُ هو الدَّوْر. ومارَ الدَّمُ والدَّمْعُ: سالَ وجَرَى، وفي حديث أَبي هُرَيْرَة رَفعَه: «فأَمَّا المُنْفِقُ فإِذا أَنْفَقَ مَارَتْ عليه وسَبَغَت حتَّى تَبْلُغَ قَدَمَيْه» قال الأَزهريّ: مارَتْ، أَي سالَتْ وتَرَدَّدَتْ عليه وذَهبَت وجاءَت، يَعنِي نَفَقَته. وقال الزمخشريّ: والدَّمُ يَمُور على وَجْهِ الأَرضِ، إِذا انْصَبَّ فتَرَدَّدَ عَرْضاً.


(١) التهذيب والصحاح: فيه.

(*) بالكويتية: دمٌ: وهو تصحيف.

(٢) عن معجم البلدان، وبالأصل: واشتراكها.

(٣) زيادة عن معجم البلدان.

(٤) استدركها الشارح هنا، وهي من متن القاموس، وقد تقدمت الإشارة إليها أثناء المادة.

(٥) في معجم البلدان: «بنا».

(٦) عن معجم البلدان «مليبار» وبالأصل «بعذيون».

(٧) بهامش اللسان ط دار المعارف: «عرض بفتح العين تحريف، صوابه عرض بالضم، فالعرض بالفتح خلاف الطول ولا معنى له هنا، والعرض بالضم بالجانب والناحية، وعُرض النهر: وسطه».