[هلك]:
  الهَكُّ الفاسِدُ العَقْلِ ج هَكَكَةً محركةً وأَهْكاكٌ. وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: الهَكُّ المَطَرُ الشديدُ. والهَكُّ مُدارَكَةُ الطَّعْنِ بالرِّماحِ. وفي الصِّحاحِ: الهَكُّ تَهَوُّرُ البِئْرِ، وقالَ أَبو عَمْرٍو: الهَكِيكُ: كأميرٍ المُخَنَّثُ وأَيْضاً ذَرْقُ الحُبارَى بالعَجَلَةِ كالهَكِّ. قالَ ابنُ عَبَّادٍ: والمَهْكوكُ من لا يَمْلِكُ اسْتَهُ قال: ومَنْ يَتَمَجَّنُ في كلامِهِ. وقالَ: غيرُه: الهَكْهَكَةُ كثْرَةُ الجِماعِ أو شِدَّتُهُ. وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: الهَكْهاكُ: الكثيرُ الشَّفْتَنَةِ. قالَ: وهُكَّ بالضم أي أُسْقِطَ؛ وقالَ غيرُه: انْهَكَّ البَعيرُ انهِكاكاً لَزِقَ بالأَرْضِ عندَ برُوكِهِ وقال الأزْهَرِيُّ: تَهَكَّكَتِ(١) الأُنْثَى إذا أقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلوَاها وعَظُمَ ضَرْعُها ودَنا نتاجُها، شُبِّهت بالشيْءِ الذي يتزايلُ ويتفتحُ بعد انْعِقادِه وارْتِتَاقِه. وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: تَهَكَّكَتِ الناقةُ وهو تَوَخِّي(٢) صَلَوَيْها ودُبُرها، وهو أَنْ تُرَى كأَنَّها سِقاءٌ يَمْتَخِض(٣).
  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  الهَكُوكُ: كصَبُورٍ الضَّعِيف الوغْدُ، عن ابن عَبَّادٍ. قالَ: وامْرَأَةٌ هَكُوكٌ يَهُكُّها كلُّ إِنسانٍ أي يجْهَدُها في الجماعِ، وكذلك الدَّابَّة في السَّيرِ. قالَ: وأَحْمقٌ هاك بالغٌ في الحُمْقِ. وهَكَّ النَّجَّارُ الخرْقَ: أَوْسَعَه. وطريقٌ مَهْكُوكٌ؛ ورجلٌ هَكَّاكٌ بالكَلامِ إذا تكلَّم بكَلامِ يَرَى أَنَّه صوابٌ وهو خَطَأٌ. وانْهَكَّ مطاوع هَكَّه النَّبيذُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وانْهَكَّتِ البِئْر: تَهَوَّرَتْ. وتَهَكَّكَ الرجلُ أي اضْطَرَبَ عن ابن عَبَّادٍ.
  [هلك]: هَلَكَ كضَرَبَ ومَنَعَ وعَلِمَ وعلى الثاني قِرَاءَةُ الحَسَنِ وأَبي حَيْوَةِ وابنِ أَبي إسْحق. ويَهْلَكُ الحَرْثُ والنَّسْلُ بفتحِ الياءِ واللَّامِ ورفعِ الثاءِ واللَّامِ كما في العُبَابِ، وفي كتابِ الشَّواذِ لابنِ جني: رَوَاه هرُون عن الحَسَنِ وابنِ أَبي إِسْحق قال ابنُ مجاهِدٍ: هو غلَطٌ لعَمْرِي أَنَّ ذلك تَرْكٌ لِمَا عليه أَهْل اللغةِ، ولكنْ قد جاءَ له نَظِيْر أَعْنِي قَوْلَنا: هَلَكَ يَهْلَكُ فَعَلَ يَفْعَلُ وهو ما حَكَاه صاحِبُ الكتابِ من قولِهم أَبَى يَأْبَى، وحَكَى غيرُه: قَنَطَ يَقْنَطُ، وسَلَا يَسْلى وجَبَا المَاءَ يَجْبَاه، ورَكَنَ يَرْكَنُ وقَلَا يَقْلى، وغَسَى الليل يَغْسى، وكانَ أَبُو بَكْرٍ | يذْهبُ في هذا إلى أَنَّها لغاتٌ تَدَاخَلَتْ، وذلك أَنَّه قَدْ يقالُ: قَنَطَ وقنط ورَكَنَ وركن وسَلَا وسلى فتداخلت(٤) مُضَارِعَاتُها. وأَيْضاً فإنَّ في آخرِها أَلفاً وهي أَلفُ سَلَا وَقَلا وغَسَى وأَبَى فضَارَعَتِ الهَمْزة نحو قَرَأَ وهَدَأَ وبَعد، فإذا كانَ الحَسَنُ وابنُ أَبي إسْحق إمامَيْن في الثِّقةِ واللّغةِ فلا وَجْه لمنْعِ ما قَرَأ به ولا سِيَّما وله نظِير في السماعِ.
  وقد يجوزُ أنْ يكونَ يَهْلكُ جاءَ على هَلِكَ بمنزلَةِ عَطِبَ غيْرَ أنَّه اسْتَغْنى عن ماضِيهِ بهَلَكَ انتهى. هُلْكاً بالضم وهَلاكاً بالفتحِ وتُهْلُوكاً، وهذه عن ابنِ بَرِّي، وهُلوكاً بضمهما، وهذه نَقَلَها الجَوْهَرِيّ مع الثانيةِ. وقال شيْخُنا: لو قالَ بضمِّهنَّ وأَسْقط بالضمِّ الأَوَّل لكانَ أَخْصَر وأَوْجَزَ مع الجَرْي على قاعِدَتِه المأْلُوفةِ، فعُدُولُه عنها لغيرِ نكتةٍ غيرُ صَوابٍ.
  قلْتُ: العُذْرُ في ذلك تخلُّلُ لفظِ هَلاك وهو بالفتحِ، نعم لو أَخَّرَ لفظَ هَلاكٍ بَعْد قَوْلِه بضمِّهما كان كما قالَهُ شيخُنا فتأمَّلْ. ومَهْلِكَةً كذا في النسخِ والصَّواب مهلكاً كما هو نصُّ الصِّحاحِ والعُبَابِ. وتَهْلِكَةً مُثَلَّثَتَيِ اللَّامِ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ على تَثْليثِ لامِ مَهْلَك، وأَمَّا التَّهْلُكَة بضمِ اللامِ فنَقَل عن اليَزِيدِيّ أنَّه من نوادِرِ المصَادِرِ وليْسَتْ ممَّا يجْرِي على القِياسِ، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّي شاهِداً على التُّهْلوكِ قَوْل أَبي نُخَيْلة لشَبِيبِ بن شَبَّةَ:
  شَبِيبُ عادَى اللهُ من يَجْفُوكا ... وسَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا(٥)
  وقَرَأَ الخلِيْلُ قَوْلَه تعَالَى: ولا تُلْقُوا بأَيْدِيَكُم إلى التَّهْلِكةِ(٦) بكسرِ اللامِ، وقَوْلُه: ماتَ تَفْسِيرٌ لقَوْلِه هَلَكَ ولم يقيِّدْه بشيْءٍ لأَنَّه الأَكْثَرُ في اسْتِعْمالِهم، واخْتِصاصُه بميتَةِ السُّوءِ عرْفٌ طارِئٌ لا يُعْتَدُّ به بدليلِ ما لا يُحْصَى من الآي والأَحادِيثِ. قال شيْخُنا: ولطروِّ هذا العُرْف قالَ الشَّهابُ في شرحِ الشفاء: إنَّه يُمْنَعُ إطْلاقُه في حقِّ الأَنْبياءِ، عليهم الصَّلاة والسَّلام، ولا يعتدُّ بأَصْلِ اللغةِ القدِيمةِ كما لا يَخْفَى عمَّن له مَسَاس بالقَوَاعدِ الشَّرْعيَّةِ والله أَعْلم. وأهْلَكَهُ غيرُه واسْتَهْلَكَهُ وهَلَّكَهُ تَهْلِيكاً وأَنْشَدَ ثَعْلب:
(١) في التهذيب: تفكّكت الأنثى.
(٢) عن التهذيب والتكملة وبالأصل «توخى».
(٣) في التهذيب: نصُ.
(٤) بالأصل «فتداخت».
(٥) اللسان.
(٦) سورة البقرة الآية ١٩٥.