تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كنه]:

صفحة 88 - الجزء 19

  وقالَ شرَّاحُه كأكْثَر أَهْل الغَريبِ: إِنَّه غَلَطٌ لا قائِلَ به.

  وقالَ السّهيليّ: بلْ هو قَوْل فيه.

  * قُلْتُ: وهو قَوْلُ ابنِ الأعْرابيّ ونَسَبَه الصَّاغانيُّ إلى مُجاهِدٍ.

  وكَمِهَ بَصَرُهُ: اعْتَرَتْهُ ظُلْمَةٌ تَطْمِسُ عليه.

  وكَمِهَ النَّهارُ: اعْتَرَضَتْ في شَمْسِهِ غُبْرَةٌ، وهو مجازٌ.

  وكَمِهَ فلانٌ: تَغَيَّرَ لَوْنُه؛ وهو مجازٌ.

  وأَيْضاً: زَالَ عَقْلُهُ وسُلِبَ؛ عن المُفَضَّل.

  والكُمْهُ، بالضَّمِّ: سَمَكٌ بَحْريٌّ.

  والمُكَمَّهُ العَيْنَيْن، كمُعَظَّمٍ: مَنْ لم تَنْفَتِحْ عَيْناهُ؛ عن الفرَّاء.

  وقالَ أَبو سعيدٍ: الكامِهُ مَنْ يَرْكَبُ رأْسَهُ لا يَدْرِي أَيْنَ يَتَوجَّهُ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ، وهو مجازٌ.

  كالمُتَكَمِّهِ. يقالُ: خَرَجَ يَتَكَمَّهُ في الأرضِ ويَتَقَمَّهُ، أَي خَرَجَ ضالاً لا يَدْرِي أَيْنَ يَتَوَجَّهُ.

  وذَهَبَتْ إِبِلُهُ كُمَّيْهَى، كعُمَّيْهَى زِنَةً ومعْنًى.

  ومِن المجازِ: كَلَأٌ أَكْمَهُ: أَي كثيرٌ لا يُدْرَى أَيْنَ يُتَوَجَّهُ له لِكَثْرَتِهِ؛ كما في الأساسِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  كَمِهَتِ الشمسُ: إِذا عَلَتْها غُبْرَةٌ فأَظْلَمَتْ.

  والأَكْمَهُ: المَسْلوبُ العَقْلِ.

  وكَمِهَ لَوْنُه: تَغَيَّرَ.

  وكَمِهَ: تَحَيَّرَ وتَرَدَّدَ.

  والأَكْمَهُ: المَمْسُوحُ العَيْنِ؛ نَقَلَهُ البُخارِي عن مُجَاهِد.

  [كنه]: الكُنْهُ، بالضَّمِّ: جَوْهَرُ الشَّيءِ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  وأَيْضاً: غايَتُه ونِهايَتُه. يقالُ: أَعْرِفْه كُنْهَ المَعْرِفَةِ.

  وبَلَغْتُ كُنْهَ هذا الأمْر: أَي غايَتَه.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: يكونُ كُنْهُ الشيءِ قَدْرُهُ. يقالُ: فَعَلَ فَوْقَ كُنْه اسْتِحْقاقه.

  وفي بعضِ المعاني: كُنْهُ كُلِّ شيءٍ وَقْتُه وَوَجْهُهُ؛ ومنه قَوْلُ الشاعِرِ:

  وإِنَّ كلامَ المَرْءِ في غيرِ كُنْهِهِ ... لَكالنَّبْلِ يَهْوِي ليسَ فيه نِصالُها⁣(⁣١)

  قالَ الجوْهرِيُّ: ولا يُشْتَقُّ منه فعْلٌ.

  وفي الحدِيثِ: «مَنْ قَتَلَ مُعاهَداً في غيرِ كُنْهِه»، يعْنِي في غيرِ وَقْتِه أَو غايةِ أَمْرِه الذي يَجوزُ فيه قَتْله.

  وفي حديثٍ آخر: «لا تَسْأَلِ المرْأَةُ طَلاقَها في غيرِ كُنْهِه»، أَي في غيرِ أن تَبْلُغَ من الأَذَى إِلى الغايَةِ التي تُعْذَرُ في سُؤَالِ الطَّلاقِ معها.

  ويقالُ: هو في كُنْهِه، أَي في وَجْهِه⁣(⁣٢).

  واكْتَنَهَهُ وأَكْنَهَهُ: بَلَغَ كُنْهَهُ، الأُولى نَقَلَها الأَزْهرِيُّ.

  وقالَ الجوْهرِيُّ: وقوْلُهم: لا يَكْتَنِهُه الوَصْفُ بمعْنَى لا يَبْلغ كُنْهَه، كَلامٌ مُولَّدٌ.

  ونَقَلَه شرَّاحُ المفْتاحِ وأَبو البَقاءِ هكذا.

  وصَحَّحَه الأزْهَرِيُّ وغيرُهُ.

  والكَنْهانُ: نباتٌ يُشْبِهُ وَرَقُهُ وَرَق الحَبَّةِ الخَضْراءِ⁣(⁣٣) طَرَّادٌ للعقارِبِ جِدَّا يُؤْكَلُ وَرَقُها⁣(⁣٤) فيُسَخِّنُ الكَبِدَ والطِّحالَ والدِّماغَ والبَدَنَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  كُنْهُ الشيءِ: حَقيقَتُهُ وكَيْفيَّتُهُ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ.

  ونَسَبَهُ ابنُ دُرَيْدٍ للعامَّةِ وأَقَرَّه الجماهيرُ واسْتَعْملُوه فيها حتى صارَ أَشْهَر مِن هذه المعاني التي ذُكِرَتْ. ذَكَرَه ابنُ هِلالِ في كتابِ الفُرُوقِ.


(١) اللسان والتهذيب، وفيهما: «تهوي» بدل: «يهوي».

(٢) في القاموس: «وجهُه» بالرفع، والكسر ظاهر. وعلى هامشه: فليس الكنه من الحقيقة في شيءٍ، والناس يظنونهما سواء، لكنهم استعملوه في الحقيقة حتى صار أشهر من هذه المعاني التي ذكرها، ا هـ محشي.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: يُزْرَعُ.

(٤) كذا في النسخ، وكان الموافق لما قبله: ورقه، بالتذكير، ا هـ نصر هامش القاموس.