تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بحث]:

صفحة 168 - الجزء 3

  أَطْلَعْتُه عَلَيْه، وبينهما مُبَاثَّةٌ ومُنَافَثَة⁣(⁣١)، وبَثَّ الخَبَرَ فانْبَثَّ انتهى.

  وتَمْرٌ بَثٌّ ومُنْبَثٌّ، إِذا لم يُجَوَّدْ⁣(⁣٢) كَنْزُه فَتَفَرَّق، وقيل: هو المُنْتَثرُ الذي ليس في جِرابٍ ولا وِعاءٍ، كفَثٍّ، وهو كقولهم: ماءٌ غَوْرٌ. قال الأَصمعيّ: تَمْرٌ بَثٌّ، أَي مُتَفَرِّقٌ بعضُه من بعض مَنْثُورٌ أَي لعدمِ جَوْدَةِ كَنْزِه.

  وبَثَّ الغُبَارَ، وبَثْبَثَه: هَيَّجَه وأَثارَه.

  وَبَثْبَثَ التُّرَابَ: استثارَه وكَشَفَه عمّا تَحْتَه.

  والمُنْبَثُّ: المَغْشِيُّ عليهِ من الوَجْد والحُزْنِ، أَو من الضَّرْبِ، وأَما قولُه تعالى {فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا}⁣(⁣٣) فمعناه أَي غُبَاراً مُنْتَثِراً.

  والبَثُّ: الحالُ والحُزْنُ، والغَمُّ الذي تُفْضِي به إِلى صاحِبِك وفي حديث أُمّ زَرْع: «لا يُولِجُ الكَفَّ ليَعْلَم البَثَّ» قال الأَزْهَرِيّ: البَثُّ في الأَصل: أَشَدُّ الحُزْنِ، وفي نسخ التهذيب: شِدَّةُ الحُزْنِ، والمَرَضُ الشَّدِيدُ، كأَنَّهُ من نسخ التهذيب: شِدَّةُ الحُزْنِ، والمَرَضُ الشَّدِيدُ، كأَنَّهُ من شِدَّتِه يَبُثُّه صاحِبَه⁣(⁣٤). المعنى: أَنّه كانَ بجَسَدِهَا عَيْبٌ أَو داءٌ فكان لا يُدْخِل يَدَه في ثَوْبِها فيَمَسُّه؛ لعِلْمِه أَنّ ذلك يُؤذِيها؛ تَصِفُه باللُّطْف⁣(⁣٥). وقيل: إِنَّ ذلك ذَمٌّ له، أَي لا يَتَفَقَّد أُمورَها ومصالِحَها⁣(⁣٦)، كقولهم: ما أُدْخِلُ يَدي في هذا الأَمْرِ، أَي لا أَتَفَقَّدُه.

  وفي حديث كعبِ بنِ مالك «فلمّا تَوجَّهَ قافِلاً من تَبُوكَ حضَرَنِي بَثِّي» أَي اشْتَدَّ حُزْنِي.

  واسْتَبَثَّه إِيّاه: طَلَبَ إِليه أَنْ يَبُثَّه إِيّاهُ، فالسّين للطّلَبِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  بَثَّ الخَيْلَ في الغَارَةِ يَبُثُّها بَثًّا فانْبَثَّتْ.

  وبَثَّ الصَّيَّادُ كِلابَه يَبُثُّها بَثًّا.

  وانْبَثَّ الجَرَادُ: انْتَشَرَ.

  وتَمْرٌ مُنْبَثٌّ: غيرُ مَكْنُوزٍ.

  وإِبْثِيثٌ، كعِفْرِيت: اسمُ جَبَل، كذا في المُعْجَم.

  وبَثَّ المَتَاعَ بنَواحِي البَيْتِ: بسَطَه. وقالَ الله ø: {وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}⁣(⁣٧) أَي مَبْسُوطَة. وقال الفَرّاءُ: مَبْثُوثَةٌ، أَي كَثِيرَةٌ.

  وفي حديثِ عبدِ الله «فلمّا حَضَر اليَهُودِيَّ المَوْتُ، قال: بثْبِثُوه» حَكاه الهَرَوِيّ في الغَريبَيْن.

  وأَبَثَّه الحَديثَ: أَطْلَعَه عليه. قال أَبُو كَبير:

  ثمّ انْصَرَفْتُ ولا أَبُثُّكَ حِيبتي⁣(⁣٨) ... رَعِشَ البَنَانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ

  وبَثْبَثْتُ الأَمْرَ، إِذا فَتَّشْتَ عنهُ وتَخَبَّرْتَه.

  [بحث]: بَحَثَ. البَحْثُ: طَلَبُكَ الشَّيْءَ في التُّرابِ.

  بَحَثَه يَبْحَثُه بَحْثاً، وابْتَحَثَه، فهو يَتَعَدَّى بنفسه، وكثيراً ما يستعمله المُصَنِّفُون مُتعَدّياً بفي، فيقولون: بَحَثَ فيهِ، والمشهورُ التَّعْدِيةُ بَعَنْ، كما للمصَنّف تَبعاً للجوهريّ وأَربابِ الأَفعالِ.

  والبَحْثُ: أَنْ يَسْأَلَ عن شَيْءٍ ويَسْتَخْبِرَ.

  وَبَحَثَ عنه، كمَنَعَ يَبْحَثُ بَحْثاً: سَأَلَ.

  وكذلك اسْتَبْحَثَ، واسْتَبْحَثَ عَنْه.

  وقال الأَزْهَرِيّ: ابْتَحَثَ وتَبَحَّثَ عن الشَّيْءِ بمعىً واحدٍ، أَي فَتَّشَ عنه، وفي نسختنا: انبحثَ بدل ابْتحثَ، وهو خطأٌ. وفي المثل: «كالباحِثِ عن الشَّفْرَةِ» وفي آخَرَ «كبَاحِثَةٍ عن حَتْفِها بِظِلْفِها» وذلك أَنَّ شاةً بَحثتْ عن سِكِّينٍ في التُّرَاب بِظِلْفِها، ثم ذُبِحَت به.

  وقولهم: ترَكْتُه بِمَبَاحِثِ البَقرِ: مَبَاحِثُ البَقَرِ: المَكانُ القَفْرُ، أَو المَكانُ المَجهولُ، يعني بِحَيْثُ لا يُدْرَى أَين هو.

  والبَحْثُ: المَعْدِنُ يُبْحَث فيه [عن]⁣(⁣٩) الذَّهَب والفِضَّة، قاله شِمرٌ.


(١) عن الأساس، وبالأصل «منافسة».

(٢) الأصل واللسان، وفي الصحاح: لم يُجَدْ.

(٣) سورة الواقعة الآية ٦.

(٤) العبارة في اللسان، ولم ترد في التهذيب. وفيه: البث: الحزن الذي تفضي به إلى صاحبك.

(٥) الأصل واللسان، وفي التهذيب: تصفه بالكرم.

(٦) في التهذيب عن ابن الأعرابي: هذا ذم لزوجها، إنما أرادت إذا رقد التفّ في ناحية ولم يضاجعني فيعلم ما عندي من محبتي لقربه.

(٧) سورة الغاشية الآية ١٦.

(٨) عن اللسان، وبالأصل: «خبثتي».

(٩) زيادة عن التهذيب واللسان.