تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غطف]:

صفحة 415 - الجزء 12

  فإِنْ يَكُ سَعْدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فإِنَّما ... بغَيْرِ أَبِيهِ منْ قُرَيْشٍ تَغَطْرَفَا

  يَقولُ: إِنّما تَغَطْرَفَ من وِلايَتِه ولم يَكُ أَبُوه شَرِيفاً، وقد حُكِيَ ذلِك في التَّغَتْرُفِ أَيْضاً.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: الغَطْرَفَةُ: الخُيَلاءُ والعَبَثُ.

  وَقال الجَوْهرِيُّ: الغَطْرَفَةُ: التَّكَبُّرُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  عَنَقٌ غطْرِيفٌ: واسِعٌ، وكذلِك خِطْرِيفٌ.

  وَأُمُّ الغِطْرِيفِ: امْرَأَةٌ من بَلْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بنِ تَمِيم.

  وَجَمْعُ الغِطْرِيفِ: غَطارِيفُ، قال جَعْوَنَةُ العِجْلِيّ:

  وَتَمْنَعُها من أَنْ تُسَلَّ وإِنْ تُخَفْ ... تَحُلْ دُونَها الشُّمُّ الغَطارِيفُ من عِجْلِ

  وَيُجْمَع أَيضاً على الغَطارِفِ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لابنِ الطَّيْفَانِيَّةِ:

  وَإِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ زُرَارَةُ مِنْهُمُ ... وَعَمْرٌو وقَعقاعٌ أُولاكَ الغَطارِفُ

  وَابنُ الغِطْرِيفِ: مُحدِّثٌ مَشْهُورٌ.

  [غطف]: الغَطَفُ، مُحرَّكَةً: سَعَةُ العَيْشِ وعَيْشٌ أَغْطَفُ، مثل أَغْضَفَ: مُخْصِبٌ.

  والغَطَفُ: طُولُ الأَشْفارِ وتَثَنِّيها وهو مذكورٌ في العينِ عن كراعٍ، وفي حديثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: «وفي أَشْفارِه غَطَفٌ» هو أَنْ يَطُولَ شَعَرُ الأَجْفانِ ثم يَنْعَطِفَ، ورَواه الرُّواةُ بالعَيْنِ المهملة، وقال ابنُ قُتَيْبَةَ: سأَلْتُ الرِّياشِيَّ فقَالَ: لا أَدْرِي ما العَطَفُ، وأَحْسَبُه الغَطَفَ بالغَيْنِ، وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ غُطَيْفاً [وغطفان]⁣(⁣١).

  أَو كَثْرَةُ شَعَرِ الحاجِبِ.

  وَقيلَ: الغَطَفُ: قِلَّةُ شَعَرِ الحاجِبِ، ورُبَّما اسْتُعْمِل في قِلَّةِ الهُدْبِ.

  وَقالَ شَمِرٌ: الأَوْطَفُ، والأَغْطَفُ بمَعْنًى واحدٍ في الأَشفارِ. وقال ابنُ شُمَيْلٍ: الغَطَفُ: الوَطَفُ.

  وَقال ابنُ دُرَيْدٍ: الغَطَفُ: ضدُّ الوَطَفِ، وهو قِلَّةُ شَعَرِ الحاجِبيْنِ⁣(⁣٢)، فتَأَمَّلْ ذلك.

  وغَطَفانُ، مُحرّكَةً: حيٌّ مِنْ قَيْسٍ وهو غَطَفانُ بنُ سعْدِ ابْنِ قَيْسِ عَيْلانَ، وأَنشَدَ الجوْهرِيُّ:

  لَوْ لَم تَكُنْ غَطَفانٌ لا ذُنُوبَ لَها ... إليَّ لامتْ ذَوُو أَحْسابِها عُمَرَا

  قال الأَخْفَشُ: قولُه: لا زائِدَةَ يُرِيدُ: لو لَم تَكُنْ لها ذُنُوبٌ.

  وأَبُو غَطَفانَ بنُ طَرِيفٍ ويُقال: ابنُ مالِكٍ المُرِّيُّ عن الحجازِيِّ، تابِعِيٌّ رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابنِ عَبَّاسٍ ورَوَى عنه إِسْماعِيلُ بنُ أُمَيَّةَ، كذا ذَكَره المِزِّيُّ.

  وبَنُو غُطَيْفٍ، كزُبَيْرٍ: حَيٌّ مِنَ العَرَبِ. قلتُ: هم قَبِيلَتان: إِحْدَاهُما مِن مَذْحِجٍ، وهم بَنُو غُطَيْفِ بن ناجِيَةَ بنِ مُرادٍ، رَهْطُ فَرْوَةَ بنِ مُسَيْكٍ الغُطَيْفيِّ الصّحابِيِّ، ¥، والثانِيةُ من بَنِي طَيِّئٍ، وهم بَنُو غُطَيْفِ بنِ حارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بنِ الحَشْرَجِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بنِ أَخْزَمَ بنِ هزومة بنِ رَبِيعَةَ بنِ جَرْوَلٍ الطّائِيّ، أَخو⁣(⁣٣) مِلْحانَ الذي رَثاهُ حاتِمٌ، وابْناهُ حَلْبَس⁣(⁣٤) ومِلْحان ابنا هزومة بنِ رَبِيعَةَ شَهِدا صِفِّينَ.

  أَو هم قَوْمٌ بالشّامِ وهؤلاءِ من بَنِي طَيِّئٍ، فلا حاجَةَ إلى الإِعادَةِ، ولو قال: «مِنْهُم قومٌ بالشّام» لأَصابَ المِحَزَّ.

  والغُطَيْفيُّ: فَرَسٌ كانَ لَهُمْ في الإِسْلامِ نُسِبَ إِليهِمْ، قال الخُزاعِيُّ يَفْخَرُ بما صارَ إِليه من نَسْلِه:

  أَنْعَتُ طِرْفاً من خِيارِ المِصْرَيْنْ ... مِن الغُطَيْفِيّاتِ في صَرِيحَيْنْ

  وأُمُّ غُطَيْفٍ الهُذَلِيَّةُ: صَحابِيَّةٌ هي الَّتِي ضَرَبَتْها مُلَيْكَةُ في قِصّةِ حَمَل بْنِ مالِكِ بنِ النّابِغَةِ.


(١) زيادة عن التهذيب.

(٢) الجمهرة ٣/ ١٠٨.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أخو ملحان الخ العبارة هكذا في النسخ الخط والطبع، وحرر، ا هـ».

(٤) كذا بالأصل والذي في جمهرة ابن حزم ص ٤٠٢: وكان عدي (بن حاتم) مع علي في جميع مشاهده، وكان بنو عمه: لأمْ وحلبس وملحان بنو غطيف ابن حارثة بن سعد بن الحشرح مع معاوية بصفين، وهم أخوة عدي بن حاتم لأمه.