تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثغر]:

صفحة 146 - الجزء 6

  والثُّعْرَانِ والثُّعْرُورَانِ، بالضمِّ فيهما: كالحَلَمَتَيْن يَكْتَنِفَانِ القُنْبَ⁣(⁣١) مِن خارِجٍ، كذا في الصِّحاح، والأُولَى في التَّكْمِلَةِ. وقال غيرُه: يَكْتَنِفَانِ غُرْمُولَ الفَرَسِ، عن يَمِينٍ وشِمالٍ. وهما أَيضاً الزّائدانِ على ضَرْع الشّاةِ.

  والثَّعَارِيرُ: نباتٌ كالهِلْيَوْنِ يَخرجُ أَبيضَ، ومنهم من فَسَّرَ الحَدِيثَ به.

  والثَّعَارِيرُ: تَشَقُّقٌ يَبْدُو في الأَنْفِ. ومنه قولُهم: قد ثَعْرَرَ الأَنْفُ؛ إِذا بدَا فيه التَّشَقُّقُ، أَو شيْءٌ أَبيضُ مثل القَطْرَةِ من اللَّبَنِ، أَو شيءٌ مثلُ الحَبِّ.

  وأَثْعَرَ الرجلُ: تَجَسَّسَ الأَخْبَارَ بالكَذِبِ، نقلَه الصّغانيّ.

  [ثغر]: الثَّغْرُ: مِن خِيَارِ العُشْبِ، قال الأَزْهَرِيُّ: رَأَيتُه بالبادِيَة. وقد يُحَرَّكُ. مُقْتَضاه أَن الفتحَ هو الأَصلُ والتَّحْرِيكَ لغةٌ فيه، وليس كذلك، بل التحريكُ أَصلٌ ورُبّمَا خُفِّفَ، ومنه قولُ أَبي وَجْزَةَ:

  أَفانِياً ثَعْداً وثَغْراً نَاعِمَا

  هذا هو الظّاهِرُ مِن سِيَاقِ الأَزهريِّ والصَّاغانيِّ. واحِدُه بهاءٍ. قال أَبو حَنِيفَةَ: وهي خضراءُ، وقيل: غَبْرَاءُ تَضْخُمُ حتى تَصِيرَ كأَنّها زِنْبِيلٌ مُكْفَأٌ؛ ممّا يَرْكَبُها مِن الوَرَقِ والغِصَنَةِ. ووَرقُها على طُولِ الأَظَافِيرِ وعَرْضِها، وفيها مُلْحَةٌ قليلةٌ مع خُضْرَتِها، وزَهْرَتُها بيضاءُ تَنْبُتُ⁣(⁣٢) لها غِصَنَة في أَصْلٍ واحد، وهي تَنْبُتُ في جَلَدِ الأَرضِ ولا تَنْبُتُ في الرَّمْلِ. قال أَبو نَصْر: له شَوْكٌ ليس بالقَوِيّ، والإِبلُ تَأْكُلُهَا أَكْلاً شديداً، قال كُثَيِّر:

  وفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ حتى كأَنَّما ... بُرادُ القَذَى مِن يابِسِ الثَّغْرِ يُكْحَلُ

  وأَنشدَ في التَّهْذِيب:

  وكُحْلٌ بها مِن يابِسِ الثَّغْرِ مُولَعٌ ... وما ذاكَ إِلّا أَنْ نَآها خَلِيلُها

  قال: ولها زَغَبٌ خَشِنٌ، وكذلك الخِمْخِمُ، ويُوضَعَانِ في العَيْن. والثَّغْرُ: كلُّ جَوْبَةٍ أَو عَوْرَة مُنْفَتِحَةٍ. وعبارةُ المُحْكَمِ:

  الثَّغْرُ: كلُّ جَوْبَةٍ مُنْفَتِحَةٍ أَو عَوْرَةٍ. وقال غيرُه: الثَّغْرَةُ: كلُّ فُرْجَةٍ في جَبَلٍ، أَو بَطْنِ وادٍ، أَو طَرِيقٍ مَسْلُوكٍ. وكلُّ فُرْجَةٍ ثَغْرَةٌ، وهو مَجازٌ.

  والثَّغْرُ: الفَمُ، أَو هو اسمُ الأَسْنَان كلِّهَا، كُنَّ في مَنَابِتِها أَو لم تَكُنّ، أَو مُقَدَّمُها، قال الشاعر:

  لهَا ثَنَايَا أَرْبَعٌ حِسَانُ ... وأَرْبَعٌ فَثَغْرُهَا ثَمَانُ

  جَعَلَ الثَّغْرَ ثمانِياً: أَربَعاً في أَعلَى الفم، وأَربعاً في أَسفله، أَو هو الأَسْنَانُ كُلُّهَا ما دَامَتْ في مَنَابِتِهَا قبلَ أَن تَسْقطَ، والجمعُ من ذلك كلِّه ثُغُورٌ.

  والثَّغْرُ: ما يَلِي دارَ الحَرْبِ. والثَّغْرُ: موضِعُ المَخافَةِ مِن فُرُوجِ البُلْدَان، ويقال: هذه المدينة فيها ثَغْرٌ وثَلْمٌ.

  وفي الحديث: «فلمّا مَرَّ الأَجَلُ قَفَلَ أَهلُ ذلك الثَّغْرِ». قال ابن الأَثِير: وهو الموضعُ الذي يكونُ حدًّا فاصِلاً بين بلادِ المسلمين والكُفّار. وقال الأَزهريُّ: أَصْلُ الثَّغْرِ الكَسْرُ والهَدْمُ⁣(⁣٣)، وثَغَرْتُ الجِدَارَ: هَدَمتُه⁣(⁣٤)، ومنه قِيلَ للموضِعِ الذي⁣(⁣٥) تَخافُ أَن يَأْتِيكَ العَدُوُّ منه، في جَبَلٍ أَو حِصْنٍ: ثَغْرٌ؛ لانْثِلامِه وإِمكانِ دُخُولِ العَدُوِّ منه، كالثُّغْرُورِ بالضَّمِّ، وهذه عن الصَّاغَانِيِّ.

  والثَّغْرُ: د، قُرْبَ كِرْمَانَ بساحِل بَحْرِ الهِنْدِ. قال الصَّاغَانيُّ: وهو معرَّبُ تِيزَ، مُمَالاً.

  وثَغَرَ، كمنَعَ: ثَلَمَ.

  والثُّغْرَةُ: الثُّلْمَةُ.

  ويقال: ثَغَرَ الثُّلْمَةَ، إِذا سَدَّها.

  وثَغَرَهم: سَدَّ عليهم ثَلْمَ الجَبَلِ، قال ابن مُقْبِل:

  وهم ثَغَرُوا أَقْرَانَهم بمُضَرَّسٍ ... وعَضْبٍ وحارُوا القَوْمَ حتى تَزَحْزَحُوا

  وفي حديث فَتْحِ قَيْسَارِيّةَ: «وقد ثَغَرُوا منها ثَغْرَةً


(١) القنب: بالضم، وعاء قضيب الدابة. وفي اللسان عن الصحاح: القتب بالتاء تحريفِ. وفي الصحاح تكتنفان بدل يكتنقان.

(٢) الأصل والتكملة وفي اللسان: ينبت.

(٣) في التهذيب: «الكسر والثلم» وفي اللسان فكالأصل.

(٤) التهذيب: «ثلمته»، واللسان فكالأصل.

(٥) في التهذيب: «الذي يخاف منه اندراء العدو» وفي اللسان فكالأصل.