تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عهت]:

صفحة 95 - الجزء 3

  وَعَنْتَتَ عَنْهُ، بتاءَين، إِذا أَعْرَضَ.

  وعَنْتَتَ قَرْنُ العَتُودِ إِذا ارْتَفَعَ وشَصَرَ، نَقَلَه الصاغانيّ.

  والعَانِتُ: المَرْأَةُ العَانِسُ، قيلَ: هو إِبْدَالٌ، وقيل: هو لُغَةٌ، وقيل: لُثْغَةٌ. قالَه شيخنا.

  وفِي العنَايَة للشِّهَاب في «المَعَارِجِ» العَنَتُ: المُكَابَرَةُ عِناداً، وفي «ق»: العَنَتُ: اللَّجَاجُ في العِنَادِ.

  ويُقَالُ: جَاءَهُ فُلَانٌ مُتَعَنِّتاً، أَي طَالِباً زَلَّتَهُ.

  وفي الأَساس: وتَعَنَّتَنِي: سأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ أَرادَ بِهِ اللَّبْسَ عليَّ والمَشَقَّةَ.

  وفي اللسان: رَوَى المُنْذِرِيُّ عن أَبِي الهَيْثَمِ أَنَّه قَالَ: العَنَتُ فِي كَلَامِ العَرَبِ: الجَوْرُ، والإِثْمُ، والأَذَى، قال: فقلت له: التَّعَنُّتُ مِنْ هذَا؟ قال: نَعَمْ، يقال: تَعَنَّتَ فُلانٌ فُلاناً إِذا أَدْخَلَ عَلَيْهِ الأَذَى.

  ويُقَالُ لِلْعَظْمِ المَجْبُورِ إِذا هَاضَهُ شَيْءٌ - وعبارةُ اللِّسَانِ إِذا أَصَابَهُ شَيْءٌ فَهَاضَهُ -: قد أَعْنَتَهُ، فهو عَنِتٌ، كَكَتفٍ، ومُعْنَتٌ⁣(⁣١) كمكْرِم، قال الأَزْهَرِيُّ: معناه أَنَّهُ يَهِيضُه، وهو كَسْرٌ بعد انْجِبَارٍ، وذلك أَشَدُّ من الكَسْرِ الأَوَّلِ، ويقال: أَعْنَتَ الجَابِرُ الكَسِيرَ إِذَا لم يَرْفُقْ بهِ فزادَ الكَسْرَ فَساداً، وكذلك راكبُ الدَّابَّةِ إِذا حَمَلَه على ما لا يَحْتَمِلُهُ من العُنْفِ حتى يَظْلَعَ، فقد أَعْنَتَهُ، وَقَدْ عَنِتَتِ الدَّابَّةُ.

  وجُمْلَةُ العَنَتِ: الضَّرَرُ الشَّاقُّ المُؤْذِي، وفي حديث الزُّهريّ: «في رَجُلٍ أَنْعَلَ دَابَّةً فعَنِتَتْ» هكذا جاءَ في روايَةٍ، أَي عَرِجَتْ، وسمَّاه عَنَتاً، لأَنَّهُ ضَرَرٌ وفَسَادٌ، والرِّوَايَةُ فَعَتِبَتْ - بتاءٍ فوقها نُقْطَتَانِ ثم باءٍ تحتها نقطة - قال القُتَيْبِيُّ: والأَوّلُ أَحَبُّ الوَجْهَيْنِ إِلَيَّ.

  ويقَال: عَنِتَ العَظْمُ، كفَرِحَ عَنَتَاً، فهو عَنِتٌ: وَهَي وانْكَسَرَ، قال رُؤْبَةُ:

  فَأَرْغَمَ اللهُ الأُنُوفَ الرُّغَّمَا ... مَجْدُوعَها والعَنِتَ المُخَشَّمِا

  وقد تَقَدَّمَ عن اللَّيْثِ⁣(⁣٢): أَنَّ العَنَتَ لا يكونُ إِلّا الكَسْرَ، ويُقَالُ: عَنِتَتْ يَدُهُ أَو رِجْلُهُ، وكذلك كُلُّ عَظْمٍ، فذِكْرُ المصنّفِ لها هنا ثانياً في حُكم التَّكْرارِ، لأَنَّهُ داخلٌ تحت قوله: والوَهْيُ والانْكِسارُ، وهو يَشْمَلُ اليَدُ والرِّجْلَ والعَظْمَ.

  * ومما يستدرك على المُؤَلّف: العُنْتُوتُ: الحَزُّ في القَوْسِ، قال الأَزْهَرِيُّ: عُنْتوتُ القَوْسِ: هو الحَزُّ الذي تُدْخَلُ فيه الغَانَةُ، والغَانَةُ: حَلْقَةُ رَأْسِ الوَتَرِ⁣(⁣٣).

  [عهت]: رَجُلٌ مُتَعَهِّتٌ، أَهمله الجوهريّ ورواه أَبو الوَازِع عن بعضِ الأَعْرَابِ أَي ذُو نِيقَةٍ بكسر النون وتَعَتُّهٍ، أَي تَحَيُّرٍ، قال ابنُ مَنْظُور: كأَنَّه مَقْلُوبٌ عَن المُتَعَتِّهِ.

(فصل الغين) المعجمة مع المثناة الفوقية

  [غتت]: غَتَّهُ بالأَمْر: كَدَّه. وفي الماءِ: غَطَّهُ أَيْ غَمَسَهُ، يَغُتُّه غَتّاً.

  وكذلك إِذا أَكْرَهَهُ على الشَّيءِ حتى يَكْرُبَهُ. وغَتَّ الضَّحِكَ يَغُتُّهُ غَتّاً: أَخْفَاهُ، وذلِكَ إِذَا وَضَعَ يَدَهُ، أَوْ ثَوْبَهُ على فيه.

  ويُقَالُ: غَتَّهُ بِالكَلَامِ⁣(⁣٤) غَتّاً، إِذا بَكَّتَهُ تَبْكِيتاً، وفي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «يَا مَنْ لا يَغُتُّه دُعَاءُ الدَّاعِينَ» أَي يَغْلِبُه وَيَقْهَرُه.

  والغَتُّ: مَا بَيْنَ النَّفَسَيْنِ مِنَ الشُّرْبِ والإِناءُ على فِيهِ، وقَدْ غَتَّ فِيهِ.

  وغَتَّ الماءَ إِذَا شَرِبَ جَرْعاً بَعْدَ جَرْعٍ ونَفَساً بَعْدَ نَفَسٍ من غير إِبَانَةِ الإِنَاءِ عَنْ فِيهِ.

  وعن أَبِي زَيْدٍ: غَتَّ الشَّارِبُ يَغُتُّ غَتّاً، وهو أَن يَتَنَفَّسَ من الشَّرابِ والإِناءُ على فِيهِ، وأَنْشَدَ بَيْتَ الهُذَلِيِّ:

  شَدّ الضُّحَى فَغَتَتْنَ غَيْرَ بَواضِعٍ ... غَتَّ الغَطَاطِ مَعاً على إِعْجَالِ


(١) هذا ضبط القاموس وضبط اللسان: ومُعْنَت وفي الصحاح: «معنت» الضبط في الثلاثة ضبط قلم.

(٢) النضر كما في التهذيب.

(٣) ومثله في التكملة.

(٤) الأصل والتكملة، وفي اللسان: غتّه الكلام، ولعل الباء ساقطة أو محذوفة.