تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صخر]:

صفحة 79 - الجزء 7

  وصُحَارٌ، كغُرَاب: عَرَقُ الخَيْل أَو حُمّاهَا، وعلى الأَوّل اقتصَر الصاغانِيّ وصُحَارٌ: رجُلٌ من عَبْدِ القَيْسِ قال جَرِير:

  لَقِيَتْ صُحَارَ بنِي سِنَانٍ فيهِمُ ... حَدِباً كأَعْظَمِ ما يكونُ صُحَارُ

  وابْنَا صُحَارٍ: بَطْنانِ من العَرَبِ يُعْرَفَان بهذا الاسمِ.

  وصَحَرَه، أَي اللّبَنَ، كمَنَعَه، يَصْحَرُه صَحْراً: طَبَخَه ثم سَقَاه العَليِل.

  وصَحَرَتْه الشَّمْسُ: آلَمَتْ دِمَاغَهُ، وقيل: أَذابَتْهُ، كصَهَرَتْه.

  وصُحْرُ، بالضم ممنوعاً ويُصْرَفُ: أُخْتُ لُقْمَانَ بنِ عاد، عُوقِبَتْ على الإِحْسَانِ، فضُرِبَ بها المَثَلَ، فقيل «: ما لِي ذنبَ إِلّا ذَنْبُ صُحْر» هذا قَولُ ابنِ خالَوَيْه، وهو مَجاز.

  وقال ابنُ بَرَيّ: صُحْر: هي بنتُ لُقْمَانَ العادِيّ، وابنُه لُقَيْمٌ بالميم، خَرَجَا في إِغَارَةٍ، فأَصَابَا إِبِلاً، فسَبَق لُقَيْم، فأَتَى مَنْزلَه، فنَحَرَت أُختُه صُحْر جَزُوراً من غَنِيمَتِه، وصَنعَتْ منها طَعاماً تُتْحِفُ به أَباها إِذا قَدِم، فلمّا قَدِمَ لُقْمَانُ قدَّمَتْ له الطَّعامَ، وكان يَحْسُدُ لُقَيْماً، فلَطَمَهَا، ولم يكن لها ذَنْبٌ.

  قلْت: هَكذا ذَكَرَه أَبو عُبَيْد في الأَمْثَال، كما نقله عنه الحافِظُ والثّعَالِبِيُّ في المُضَافِ والمَنْسُوبِ والفَرْق لابنِ السيد، كما نقَله عنهما شيخُنا في شَرْحه، ونقل عن ابن خالويه: أَنَّ ذَنْبَها هو أَن لُقْمَانَ رَأَى في بيتِهَا نُخامَةً في السَّقْفِ فقَتَلها.

  والأَصْحَرُ والمُصْحِرُ: الأَسْدُ، أَورده الصاغانيّ.

  * وممّا يستدرك عليه:

  المُصَاحِر: الذِي يقَاتِلُ قِرْنَه في الصَّحْرَاءِ ولا يُخاتِلُه.

  وقال الصّاغانيّ: الصَّحْرُ⁣(⁣١): البَيَاضُ.

  وصُحَارُ، بالضّمِّ: مدينةُ عُمَانَ، وقال الجَوْهَرِيُّ: صُحَارُ: قَصَبَةُ عُمَانَ ممّا يَلِي الجَبَلَ، وتُؤَامُ: قَصَبَتُهَا مما يلي الساحل. وفي الحديث: «كُفِّنْ رسُولُ الله في ثَوْبَيْنِ صُحَارِيَّيْنِ». صُحَار: قَرْيَة باليَمَنِ نُسِبَ الثوبُ إِليها، وقيل: هو من الصُحْرَة، مِن اللَّوْن، وثَوْبٌ أَصْحَرُ وصُحَارِيٌّ.

  وفي حديثِ عُثْمَان: أَنّه رَأَى رَجُلاً يَقْطَعُ سَمُرَةً بصُحَيْرَاتِ الثُّمام⁣(⁣٢)، قال الحازِمِيّ: ويقال فيه: صُحَيْراتِ الثُّمامَة، وهي إِحدَى مَرَاحِلِ النَّبِيّ إِلى بَدْر.

  ومن المَجَاز: أَصْحَرَ بالأَمْرِ، وأَصْحَرَهُ: أَظْهَرَه، ولا تُصْحِرْ أَمْرَك، وأَصْحِرْ⁣(⁣٣) بما في قلبِك.

  وأَلْقَى زَوْرَه بصَحْرَاءِ التَّمَرُّدِ. هكذا في الأَساس.

  وبَكْرُ بن عبدِ الله بن صَحَّارٍ الغَافِقِيّ، ككَتَّان، شَهِدَ فتْح مصر.

  [صخر]: الصَّخْرَةُ: الحَجَرُ العَظِيمُ الصُّلْبُ وقوله ø {فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ}⁣(⁣٤) قال الزّجّاجُ: في الصَّخْرَةِ التي تحتَ الأَرْضِ، فالله ø لطيفٌ باستخراجها خَبِيرٌ بمكانِها، وفي الحدِيث: «الصَّخْرَةُ من الجَنَّةِ» يريد صَخْرَةَ بيْتِ المَقْدِسِ. ويُحَرَّكُ، ج صَخْرٌ، بفتح فسكون وصَخَرٌ، بالتَّحْريك، وصُخُورٌ، بالضّمّ، وفاته صُخُورَةٌ، كصُقَورَةٍ جمع صَقْر، أَورده الصّاغانيّ وابنُ منظور والزمخشريّ، وصَخَرَاتٌ مُحَرَّكة.

  ومَكَانٌ صَخِرٌ، ككَتِفٍ، ومُصْخِرٌ: كثِيرُهُ.

  وقال أَبو عَمْرو: الصَّاخِرُ: صَوْتُ الحَدِيدِ بعْضِه على بعضٍ.

  ويَقال: شرِبَ: بالصّاخِرَةِ، بهاءٍ: إِناءٌ من خَزَفٍ يُشَرَبُ منه، كالمِشْرَبَةِ.

  والصُّخَيْرَةُ، كجُهَيْنَةَ: ة، بالحجاز.

  والصَّخِيرُ، كأَمِير: نَبْتٌ.


(١) ضبطت بإسكان الحاء عن التكملة.

(٢) النهاية واللسان: بصحيرات اليمام، قال ابن الأثير: عن أبي موسى: صحيرات اسم موضع، واليمام: شجر أو طير. قال: أما الطير فصحيح، وأما الشجر فلا يعرف فيه يمام بالياء وإنما هو ثُمام بالثاء المثلثة. وفي معجم البلدان: صخيرات الثمام، بالخاء، قال: وهو بين السيالة وفرش.

(٣) عن الأساس، وبالأصل: وأصحره.

(٤) من الآية ١٦ من سورة لقمان.