[حوب]
  والحِنْزَابُ: الدِّيكُ، والحِنْزَابُ والحُنْزُوبُ: جَزَرُ البَرِّ، واحدَتُه حِنْزَابَةٌ: ولم يُسْمَعْ حُنْزُوبَةٌ، والقُسْطُ: جَزَرُ البَحْرِ وهذا موضِعُ ذِكرهِ، وإِنما أَعاده المؤلف في «حزب» لأَجل التَّنبيه فقط.
  [حوب] الحَوْبُ والحَوْبَةُ الأَبوَانِ، قاله الليث، وقيلَ: هما الأُخْتُ والبِنْتُ، وقيل: لِي فيهم حَوْبَةٌ وحُوبَةٌ وحِيبَةٌ قُلِبَتِ الواوُ ياءً لانكسار ما قبلَهَا، أَي قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ الأُمِّ، وكذلك كُلُّ ذي رَحِمٍ، قاله أَبو زيد، وقال ابن السكّيت: هِيَ كُلُّ حُرْمَةٍ تَضِيعُ مِنْ أُمٍّ أَوْ أُخْتٍ أَوْ بِنْتٍ أَو غَيْرِ ذلك من كُلِّ ذَاتِ رَحِمٍ.
  والحَوْبَةُ: رِقَّةُ فُؤَادِ الأُمِّ قال الفرزدق:
  فَهَبْ لِي خُنَيْساً واحْتَسِبْ فيهِ مِنَّةً ... لِحَوْبَةِ أُمٍّ مَا يَسُوغُ شَرَابُهَا
  وحَوْبَةُ الأُمِّ عَلَى وَلَدِهَا: تَحَوُّبُهَا(١) وَرِقَّتُهَا وتَوَجُّعُهَا، وفي الحديث «أَنَّ رَجُلاً أَتَى النبيَّ ÷ قالَ(٢) أَتْيتُكَ لِأُجَاهِدَ مَعَكَ، قال: أَلَكَ حَوْبَةٌ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: ففيها فَجَاهِدْ» قال أَبو عُبيد: يَعْنِي بالحَوْبَةِ مَا يَأْثَمُ إِنْ ضَيَّعَهُ مِنْ حُرْمَةٍ، قال: وبَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ يَتَأَوَّلَهُ على الأُمِّ خَاصَّةً، قال: وهي عِنْدِي كُلُّ حُرْمَةٍ تَضِيعُ إِنْ تَرَكَهَا مِنْ أُمٍّ أَوْ أُخْتٍ أَوِ ابْنَةٍ أَوْ غَيْرِها. والحَوْبَةُ: الهَمُّ والحُزْنُ، والحَوْبَةُ: الحَاجَةُ والمَسْكَنَةُ والفَقْرُ، كالحَوْبِ، وفي حديث الدعاء «إِلَيْكَ أَرْفَعُ حَوْبَتِي» أَي حَاجَتِي، وفي الدُّعَاءِ على الإِنْسَانِ «أَلْحَقَ اللهُ به الحَوْبَةَ» أَي الحَاجَةَ والمَسْكَنَةَ والفَقْرَ(٣)، والحَوْبَةُ: الحَالَةُ، كالحِيبَةِ، بالكَسْرِ فِيهِمَا يقالُ: باتَ فلانٌ بحِيبَة سُوءٍ وحَوْبَةِ سُوءٍ، أَي بحالِ سُوءٍ، وقيلَ: إِذَا باتَ بِشِدَّةٍ وحَالَةٍ سَيِّئةٍ، لا يقالُ إِلَّا في الشَّرِّ، وقد اسْتُعْمِلَ منه فِعْلٌ، قَالَ:
  وَإِنْ قَلُّوا وحَابُوا
  وفي حديث عُرْوَةَ «لَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَه بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ»
  أَيْ بِشرِّ حَالٍ، والحِيبَةُ: الهَمُّ والحُزْنُ، والحِيبَةُ: الحَاجَةُ والمَسْكَنَةُ، قال أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
  ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَلَا أَبُثُّكَ حِيبَتِي ... رَعِشَ البَنَانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ(٤)
  والحَوْبَةُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ، ويُضَمُّ والجَمْعُ حُوَبٌ، وكذلك المَرْأَةُ إِذَا كانت ضَعِيفَةً زَمِنَةً، ويقال: إِنَّمَا فلانٌ حَوْبَةٌ، أَي ليسَ عندَه خَيْرٌ ولَا شَرٌّ، والحَوْبَةُ: الأُمُّ خاصَّة، وقد تقدَّم بيانُ بعضِ تأْوِيلِ أَهلِ العلم به، والحَوْبَةُ: امْرَأَتُكَ وسُرِّيَّتُك مِلْكُ يَمِينِكَ، وفي الحديث «اتَّقُوا اللهَ فِي الحَوْبَاتِ» يُرِيدُ النِّسَاءَ المُحْتَاجَاتِ اللَّائِي لَا يَسْتَغْنِينَ عَمَّنْ يَقُومُ عليهِنَّ وَيَتَعَهَّدُهُنَّ، وَلَا بُدَّ في الكَلَامِ من حَذْفِ مضافٍ تقدِيرُه: ذَات حَوْبَاتٍ(٥)، والحَوْبَةُ: الدَّابَّة، كذا في النسخ بالموحَّدَة المُشَدَّدَةِ، وفي التكملة: الدَّايَةُ بالنَّحْتِيَّةِ والحَوْبَةُ وَسَطُ الدَّارِ لعَلَّ البَاءَ بدلٌ عنِ المِيمِ، ويقال: نَزَلْنَا بحِيبَةٍ مِنَ الأَرْضِ، وحُوبَةٍ بالضَّمِّ أَي بِأَرْضِ سُوءٍ والحَوْبَةُ: الإِثْم، في التهذيب: رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ حَوْبَتِي، قال أَبو عُبيد: حَوْبَتِي يَعْنِي المَأْثَمَ، بِفَتْح الحَاءِ وتُضَمُّ، وهُو من قوله ø: {إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً}(٦) قال: وكلُّ مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ، والوَاحِدَةُ حُوبةٌ(٧)، وبه أَيضاً فُسِّرَ الحَدِيثُ المُتَقدِّمُ «أَلَكَ حَوْبَةٌ؟ قال: نَعَمْ» كالحَابَةِ والحَابِ والحَوْبِ ويُضَمُّ، فالحَوْبُ بالفَتْحِ لِأَهْلِ الحِجَازِ، والحُوبُ بالضَّمِّ لِتَمِيمٍ، والحَوْبَة: المَرَّةُ الوَاحِدَةُ منه، قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ:
  فَلَا تَدْخُلَنَّ الدَّهْرَ قَبْرَكَ حَوْبَةٌ ... يَقُومُ بِهَا يَوْماً عَلَيْكَ حَسِيبُ
  والحِيبَةُ: مَا يُتَأَثَّمُ منه، قال:
  وصُبَّ لَهُ شَوْلٌ مِنَ المَاءِ غَائِرٌ ... بِهِ كَفَّ عَنْهُ الحِيبَةَ المُتَحَوِّبُ
  وكُلُّ مَأْثَم حُوبٌ وحَوْبٌ، قاله أَبو عبيد: وقَدْ حَابَ بِكَذَا يَحُوبُ: أَثِمَ، حَوْباً ويُضَمُّ، وحَوْبَةً وحِيَابَةً، وفي نسخة: حِيَاباً، وحِيبَةً، وحُبْتُ بِكَذَا: أَثِمْتُ، قال النابغةُ:
(١) في اللسان: وتحوبها: رقتها وتوجعها.
(٢) في اللسان: «فقال: إني» وفي النهاية: أن رجلاً سأله الإذن في الجهاد، فقاك: ألك حوبة؟
(٣) سقطت من الصحاح.
(٤) كذا بالأصل واللسان «رغش البنان» وفي الصحاح واللسان مادة بث: رعش العظام.
(٥) في اللسان: ذات حوبة، وذات حوبات.
(٦) سورة النساء الآية ٢.
(٧) ضبط اللسان: حَوْبة.