تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غذرف]:

صفحة 407 - الجزء 12

  الجَماعةُ، ونَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ، قال: وأَنْكَرَهُ السِّيرافيُّ، كما في اللِّسان.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه: أَيضاً:

  [غذرف]: التَّغَذْرُفُ، أَهمَلَه الجماعةُ، وقالَ ثعْلَبٌ: هو الْحَلِفُ، كما في اللِّسان.

  [غرضف]: الغُرْضُوفُ، والغُضْرُوفُ: كُلُّ عَظْمٍ لَيِّنٍ، نَقَلَه الجَوْهريُّ، زاد غيرُه رَخْص في أيِّ موضعٍ كان، زاد الأَزْهَريُّ: يُؤْكَلُ وزادَ غيرُه: وهُو مثْلُ مارن الأَنْف وهو ما صَلُبَ من الأَنْف، فكانَ أَشَدَّ من اللَّحْمِ، وأَلْيَنَ من العَظْم ونُغْضُ الكَتف غُرْضُوف وكذلك رُؤُوسُ الأَضْلاعِ، وَرَهابَةُ الصَّدْرِ، وداخلُ قُوف الأُذُن كما في العُباب.

  وَالغُرْضُوفانِ من الفَرَس: أَطْرافُ الكَتِفَيْن من أَعاليهما، ما دَقَّ عن صَلابَة العَظْمِ، وهما عَصَبَتان في أَطْراف العَيْرَيْنِ من أَسافلهما.

  والغُرْضُوفان: الخَشَبَتان: اللَّتان يُشَدّان يَمِينًا وشِمالاً بَيْنَ واسِطِ الرَّحْلِ وآخِرَتِهِ كما في العُباب ج: غَراضِيفُ وَغَضارِيفُ⁣(⁣١).

  [غرنف]: الغِرْنِفُ: كزِبْرِجٍ، وقَبْلَ الفاءِ نُونٌ أهْمله الجَوْهرِيُّ والصّاغانِيُّ في العُبابِ، وأَوْرَدَه في التّكْمِلَةِ كصاحبِ اللِّسانِ عن أَبِي حَنِيفَةَ في كتابِ النَّباتِ⁣(⁣٢)، قال: هو الياسَمُونُ، وليسَ بتَصْحِيفِ غِرْيَفٍ كحِذْيَمٍ، وهو البَرْدِيُّ على ما سيَأْتِي وزَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أَنَّه بالوَجْهَيْنِ رُويَ بَيْتُ حاتِمٍ وهو قولُه:

  رِواءٌ يَسِيلُ الماءُ تَحْتَ أُصُولِه ... يَمِيلُ بِهِ غَيلٌ بأَدْناهُ غِرْنِفُ⁣(⁣٣)

  قال الصّاغانِيُّ: ولم أَجِدْهُ في شِعْرِ حاتِمٍ.

  [غرف]: الغَرْفُ بالفَتْح ويُحَرَّكُ وهذه نَقَلَها أَبو حَنِيفَةَ وَالجَوْهرِيُّ عن يَعْقُوب: شَجَرٌ يُدْبَغُ بِهِ فإِذا يَبِسَ فهو الثُّمامُ، وقال أَبو عُبَيْدٍ: هو الغَرْفُ والغَلْفُ، وقال أَبو حَنِيفَةَ: الغَرْفُ: شَجَرٌ يُعْمَلُ منه القِسِيُّ ولا يَدْبُغُ به أَحَدٌ، وقال القَزّازُ: يَجوزُ أَنْ يُدْبَغَ بوَرَقهِ، وإِنْ كانَت القِسِيُّ تُعْمَلُ من عِيدانِه، وحكَى أَبو مُحَمّدٍ، عن الأَصْمَعِيِّ، أنَّ الغَرْفَ يُدْبَغُ بوَرَقِه، ولا يُدْبَغُ بعِيدانِه، وشاهِدُ الفتح قولُ عَبْدَةَ العَبْشَمِيُّ:

  وَما يَزالُ لَها شَأْوٌ يُوَقِّرُه ... مُحَرَّفٌ من سُيُورِ الغَرْفِ مَجْدُولُ⁣(⁣٤)

  وَشاهِدُ التَّحْرِيكِ قولُ أَبِي خِراشٍ الهُذَلِيِّ:

  أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لا أَنِيسَ بِهِ ... إِلا السِّباعُ ومَرُّ الرِّيحِ بالغَرَفِ⁣(⁣٥)

  سُقام: اسمُ وادٍ، ويُرْوى: «غيرُ السِّباع».

  وسِقآءٌ غَرْفيٌّ: دُبِغَ بِهِ أي بالغَرْف، وكذلكَ مزادَةٌ غَرْفِيَّةٌ، قال عُمَرُ بن لَجَأ:

  تَهْمِزُه الكَفُّ على انْطِوائِها ... هَمْزَ شَعِيبِ الغَرْفِ مِنْ عَزْلائِها⁣(⁣٦)

  يعني مَزادَةً ذُبِغَتْ بالغَرْفِ، وقالَ الباهِلِيُّ: الغَرْفُ: جُلُودٌ ليست بقَرَظِيَّةٍ تُدْبَغُ بهَجَرَ، وهو أَنْ يُؤْخَذَ لَها هُدْبُ الأَرْطَى، فيُوضَعَ في مِنْحاز، ويُدَقَّ، ثم يُطْرَحَ عَلَيه التَّمْرُ، فتَخْرُجَ له رائِحَةٌ خَمِرَة، ثم يُغْرَفُ لكُلِّ جِلْدٍ مِقْدارٌ، ثم يُدْبَغَ به، فذلِكَ الَّذِي يُغْرَفُ يُقال له: الغَرْفُ، وكلُّ مِقْدارِ جِلدٍ من ذلِكَ النَّقِيعِ فهو الغَرْفُ، واحِدُه وجَمْعُه سَواءٌ، وَقالَ الأَزْهَرِيُّ: والغَرْفُ الذي تُدْبَغُ به الجُلودُ مَعْروفٌ، مِنْ شَجَرِ البادِيَةِ، قال: وقَدْ رَأَيْتُه. قال: والَّذِي عِنْدِي أنَّ الجُلُودَ الغَرْفِيَّةَ منسوبةٌ إلى الغَرْفِ الشَّجَرِ، لا إلى ما يُغْرَفُ⁣(⁣٧)، وقالَ الأَصْمَعِيّ: الغَرْفُ: بِإِسْكانِ الراءِ: جُلودٌ يُؤْتَى بها من البَحْرَيْنِ، وقالَ أَبُو خَيْرَةَ: الغَرْفِيَّةُ يَمانِيّةٌ وَبَحْرانِيّةٌ، وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  وَفْراءَ غَرْفيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزُها ... مُشَلْشِلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُ

  يَعْنِي مَزادَةً دُبغَتْ بالغَرْفِ، وقال أَبو حَنيفَةَ: مَزادَةٌ غَرْفيَّةٌ، وقِرْبَةٌ غَرْفيَّةٌ، وأَنشد الأَصْمَعيُّ:


(١) كذا بالأصل، وغضاريف جمع غضروف لا غرضوف، فكان الأولى التنبيه على ذلك قبل ذكر الجمع، قاله بهامش المطبوعة المصرية.

(٢) انظر النبات لأبي حنيفة رقم ٨٠٣.

(٣) كتاب النبات رقم ٨٠٣.

(٤) مفضلية ٢٦ لعبدة بن الطبيب، من قصيدة قالها بعد وقعة القادسية.

(٥) ديوان الهذليين ٢/ ١٥٦: ويروى: غير الذئاب.

(٦) الرجز في كتاب النبات لأبي حنيفة رقم ٤٧٩ في وصف غزر ناقة برواية:

تهمرها الكف ... همر

(٧) في التهذيب: لا إلى غرفة تغترف باليد.