تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قربع]:

صفحة 357 - الجزء 11

  فسَمّاه قَذْعاً، وأَجْرَاهُ مجَرَى يَشتمه ويُؤْذيه، فلذلِك عَدّاه بغيْرِ لامٍ، قالَهَ الزَّمَخْشَرِي.

  ويُقَالُ: أَقذَعَّ فُلانٌ لفلانٍ أَيْضاً، وقَوْلُه: مُعَدًّى بغيْرِ لام، على هذِه اللُّغَةِ، وقالَ رُؤبَةُ:

  يا أَيُّهَا القائِلُ قَوْلاً أَقْذَعَا⁣(⁣١) ... أَصْبِحْ⁣(⁣٢) فَمَنْ نَادَى تَمِيماً أَسْمَعَا

  أَرادَ أَنَّه أَقْذَعَ فيه، وقِيلَ: أَقْذَعَ نَعْتٌ للقَوْلِ، كأَنَّه قالَ قَوْلاً ذَا قَذَعٍ. وقال أَبُو زيْد - عن الكِلابِيِّينَ -: أَقْذَعْته بلِسَانِي، إِذا قَهَرْتَه بِلِسَانِكَ، وهو مَجَازٌ.

  وِقَذَعَه بالعَصَا قَذْعاً: ضَرَبَهُ بها، نَقَلَهُ أَبو زَيْدٍ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: أَحْسَبُه بالدّالِ المُهْمَلَة.

  وقالَ الصّاغَانِيُّ: الصَّوابُ ما قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، ومنه سُمِّيَت العَصَا مِقْدَعَة، كما تَقَدَّم.

  وِالقَذَعُ، مُحَرَّكةً: الخَنَا والفُحْشُ الّذي يَقبَحُ ذِكْره، وهو مَجَازٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لزهيْر بنِ أَبِي سُلْمَى يخاطِب الحَارِث بن وَرْقاءَ الصَيْدَاوِيّ:

  ليَأْتِينَّكَ مِني مَنْطِقٌ قَذَعٌ ... باقٍ كما دَنسَ القُيطِيَّةَ الوَدَكُ⁣(⁣٣)

  وِالقُذَعُ: القَذَرُ والدنَسُ.

  وِيقَال: قَذَّعَ ثوبَهُ تَقْذِيعاً: إِذا قَذَرَه، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيُّ.

  وِقالَ الأَزْهَرِيُّ: قَرَأْتُ في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: تَقَذَّعَ له بالشَّرِّ، بالدّالِ والذّالِ، إِذا اسْتَعَدَّ له.

  وِقاذَعَه: فَاحَشَهُ وشَاتَمَهُ، قال بَعْضُ بَنِي قَيْسٍ⁣(⁣٤):

  إِنِّي امْرُؤٌ مُكْرِمٌ نَفْسِي ومُتَّئِدٌ ... من أَنْ أُقاذِعَهَا حَتَّى أُجَازِيهَا

  ويُقَالُ: بَيْنَهما مُقَاذَفَةٌ ومُقَاذَعَةٌ، وهو مَجَازٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  مَنْطِقٌ قَذَعٌ، بالتَّحْرِيكِ، وقذِعٌ كَكَتِفٍ، وقَذِيعٌ، وأَقْذَعُ: فَاحِشٌ، وشاهِدُ الأَوَّلِ قَوْلُ زُهَيْرٍ السّابِقُ، ويُرْوَى كالثّانِي، وشَاهِدُ الأَخِيرِ قولُ رُؤْبَةَ السّابِقُ على رِوَايَةٍ.

  ورَمَاهُ بالمُقْذِعَاتِ، بالتَّخْفِيفِ والتَّشْدِيدِ، عَلَى الأَوَّلِ مَعْنَاهُ الفَوَاحِشُ وعَلَى الثّانِي: مَعْنَاهُ القَاذُورَاتُ.

  وِالقَذِيعَةُ، كالقَذِيفَة: الشَّتْمَةُ⁣(⁣٥).

  وما عَليْهِ قِذَاعٌ، بالكَسْرِ، أَي شَيْءٌ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، والأَعْرَفُ قِزَاعٌ، بالزّايِ، كما سَيَأْتِي.

  وِتَقَذَّعَ بمَعْنَى تَكَرَّهَ، قالَ السُّهَيْلِيُّ: كأَنَّه من أَقْذَعْتُ الشَّيْءَ، إِذا صَادَفْتَه قَذِعاً.

  والقَذِعَةُ: المَرْأَةُ الحَيِيَّةُ⁣(⁣٦)، نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ، ورَدَّهُ الصاغَانِيُّ فِي العبَابِ، وقال: هو تَصْحِيفٌ، والصّوابُ بالدّالِ المُهْمَلَةِ، وقد تَقَدَّم.

  [قربع]: اقْرَنْبَعَ الرَّجُلُ، إِذا تَقَبَّضَ، عن الأَصْمَعِيِّ، أَو تَقبَّضَ من البَرْدِ في مَجْلِسِهِ، كما في الصّحاحِ ومِثْلُه اقْرَعَبَّ، وزادَ غيْرُه: أَو في مَسِيرِه.

  وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ قِرِنْبَاعٌ، كسِرِطْرَاطٍ، أَي: مُنْقبِضٌ بَخِيلٌ.

  [قرثع]: القَرْثَعُ، كجَعْفَرٍ: الْمَرْأَةُ الجَرِيئَةُ القَلِيلَةُ الحَيَاءِ. قالَهُ الليْثُ، وقِيلَ: هي البَذِيَّةُ الفَاحِشَةُ.

  وِقالَ الأَزْهَرِيُّ: القَرْثَعُ والقَرْدَعُ: البَلْهَاءُ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً، قالَ ابنُ الأَثِيرِ: وفي صِفَةِ المَرْأَةِ النّاشِزِ: هي كالقَرْثَعِ، قَالَ: هي البَلْهَاءُ، ومِثْلُه قولُ الوَاصِفِ أَو الوَاصِفَةِ: «ومِنْهُنَّ القَرْثَع، ضُرِّي ولا تَنْفَع».

  وِالقَرْثَعُ، الظَّلِيمُ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وِقَالَ أَبو سَعِيدٍ السُكَّرِيُّ في قَوْلِ أَبِي عامِرِ بنِ أَبي الأَخْنَسِ الفَهْمِيِّ:

  أَقائدَ هذا الجَيْشِ لَسْنَا بطُرْقَةٍ ... وِلكِنَّ عَليْنَا جِلْدُ أَخْنَسَ قَرْثَعِ


(١) الأول في اللسان والتهذيب منسوباً للعجاج، وفي التهذيب برواية: بل أيها القائل. وهو في أراجيز رؤبة.

(٢) بالأصل «أحج» والمثبت من أراجيز رؤبة / ٩١.

(٣) جاء في اللسان شاهداً على قوله: ومنطقٌ قَذَعٌ وقذيعٌ وقَذِعٌ وأقذعُ: فاحش.

(٤) في التكملة: بعض بني فقعسٍ.

(٥) في الأساس: الشتيمة.

(٦) زيد في التكملة: القليلة الكلام.