تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فمى]:

صفحة 58 - الجزء 20

  وفي المُحْكم: هي سيِّدَةُ الخَنافِسِ. وقيلَ: فالِيَةُ الأَفاعِي دوابٌّ تكونُ عنْدَ جَحَرَةِ الضِّبابِ، فإذا خَرَجَتْ عُلِمَ أنَّ الضبَّ خارِجٌ لا مَحالَةَ، فيقالُ: أَتَتْكُم فالِيَةُ الأفاعِي، فدلَّ هذا على أنّها جَمْعٌ، على أنَّه قد يُخْبَر في مِثْل هذا بالجَمْعِ عن الواحِدِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  اسْتَفْلاهُ: تَعرَّض منه فَلَى رأْسه بالسَّيْفِ، وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ:

  أَما تَرانِي رابِطُ الجَنانِ ... أَفْلِيه بالسَّيْفِ إذا اسْتَفْلاني⁣(⁣١)

  والتَّفْلِّي: التَّكَلُّفُ للفِلايَةِ، قالَ:

  إذا أَتَتْ جارَاتِها تفَلَّى ... تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلَّا

  وتفالَتْ الحُمُرُ: احْتَكَّتْ كأَنَّ بعضَها يَفْلى بَعْضا، قال ذو الرُّمَّة:

  ظَلَّتْ تَفالَى وظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً ... كأَنَّه عن تَناهِي الرَّوْضِ مَحْجُومُ⁣(⁣٢)

  وفَلَى الأَمْر: تأَمَّلَ وُجُوهَهُ ونَظَرَ إلى عاقِبَتِه.

  وفَلَيْتُ القَوْمَ بعَيْنِي وفَلَيْتُ خَبَرَهُم وأَفْلَيْتهم وفَلَيْتهم: أَي تخَلَّلْتهم⁣(⁣٣).

  وفَلَى المَفازَةَ: تَخَلَّلَها.

  والفالِيَةُ: السِّكِّين.

  والفِلاءُ، ككِساءٍ: فلاء الشعر: وهو أَخْذُكَ ما فيه، رَواهُ ابنُ الأنبارِي عن أصْحابِه.

  [فمى]: ي فامِيَةُ: أَهملهُ الجَوْهرِي. أَو هي أَفَامِيَةُ بزِيادَةِ الألِفِ، وعليه اقْتَصَرَ ياقوتُ قالَ: ويُسمِّيها بعضُهم فامِيَة بغيرِ هَمْزةٍ، د بالشَّام مِن سِواحِلِه، وكُورَةٌ من كُورِ حِمْصَ بَيْنها وبينَ أنْطاكِيَةَ، قالَ أبو العَلاءِ المَعَرِّي:

  ولَوْلَاكَ لم تَسْلَم أَفَامِيَّة الرَّدَى⁣(⁣٤)

  وهذه المدِينَةُ بُنِيَتْ في السَّنَة السادِسَةِ بعْدَ مَوْتِ الإسْكنْدَر مِن بناءِ سلوقوس.

  وقالَ ابنُ السَّمعاني: فامِيَةُ: ة بواسِطَ عنْدَ فم الصّلْح، منها: أَبو عبدِ اللهِ عُمَرُ بنُ إدْرِيس الصّلحي الفامِيُّ عن أبي مُسْلم الكجي وغيرِهِ.

  [فني]: ي فَنِيَ الشَّيءُ، كرَضِيَ، هذه هي اللُّغَةُ المَشْهورَةُ، وحَكَى كُراعٌ: فَنَى يَفْنَى، مثْلُ سَعَى يَسْعَى وهو نادِرٌ، وقالَ: وهي بلُغَةِ بلحارِثِ بنِ كعْبٍ، فَنَاءً، مَصْدرُ البابَيْنِ، فهو فانٍ: عُدِمَ.

  وفي المُحْكم: الفَناءُ ضِدُّ البَقاءِ.

  وقالَ أبو عليٍّ القالِي: الفَناءُ نَفادُ الشيءِ، قالَ نابِغَةُ بَني شَيْبانَ:

  سَتَبْقَى الرَّاسِيات وكلُّ نَفْسٍ ... ومال سَوْفَ يَبْلغه الفَناءُ

  وقالَ الآخَرُ:

  كَتَبَ الفَناءَ على الخَلائِقِ رَبُّنا ... وهو المَلِيكُ ومُلْكُه لا يَنْفدُ

  وأَفْناهُ غَيْرُهُ.

  وفَنِيَ فلانٌ يَفْنَى: إذا هَرِمَ.

  وفي التّهذيبِ: أشْرَفَ على المَوْتِ هَرَماً، قالَ لبيدٌ:

  حَبائِلُه مَبْثوثَةٌ بسَبيلِه ... ويَفْنى إذا ما أَخْطَأَتْه الحَبائِلُ⁣(⁣٥)

  أَي يَهْرَمُ فيَموتُ.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) اللسان والتهذيب برواية: كأنه عن سرار الأرض.

(٣) كذا وردت العبارة بالأصل نقلاً عن اللسان والأساس بشكل مضطرب، وتمام عبارة الأساس: وفليت القوم بعيني وافتليتهم: تأملتهم، كما تقول: جسستهم بعيني، وفليت خبرهم وافتليته. وفليت القوم وفلوتهم حتى لقيت فلاناً أي تخللتهم.

(٤) معجم البلدان «أفامية».

(٥) ديوانه ط بيروت ص ١٣١ واللسان والتهذيب.