تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قذى]:

صفحة 69 - الجزء 20

  وإِنِّي إذا ما الموتُ لم يَكُ دُونَه ... قِدَى الشِّبْرِ أَحْمِي الأنْفِ أَن أَتأَخّرا⁣(⁣١)

  وأَنْشَدَ الأزْهرِي:

  ولكنَّ إقْدامي إذا الخَيْلُ أَحْجَمَتْ ... وصَبْري إذا ما الموتُ كان قِدَى الشِّبْرِ⁣(⁣٢)

  وفلانٌ لا يُقادِيه أَحَدٌ ولا يُمادِيه ولا يُبارِيهِ ولا يُجارِيهِ، وذلكَ إذا بَرَّزَ في الخِلالِ كُلِّها، كذا في التَّهْذِيبِ.

  والمُتَقَدِّي: الأسَدُ. وأَيْضاً: المُتَبَخْتِرُ المُخْتالُ.

  والقِنْداوةُ مِن النُّوقِ: الجَريئَةُ، قالَهُ الفرَّاءُ.

  وقالَ الكِسائي: هو الخَفِيفُ. وذُكِرَ في «ق د أ».

  قالَ شمِرٌ: يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ.

  وقالَ أَبو الهَيْثم: هو فِنْعالَةٌ، والنونُ زائِدَةٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  القِدْيَةُ، بالكسْرِ: القُدْوَةُ، قُلِبَتِ الواوُ فيه ياءً للكسْرَةِ القَرِيبةِ منه وضَعْفِ الحاجِزِ.

  وهُم قَدًى وأَقْداءٌ للناسِ يَتساقَطُون بالبَلَدِ فيقِيمُونَ به ويَهْدَؤُونَ.

  [قذى]: ي القَذَى: ما يَقَعُ في العَيْنِ وما تَرْمي به.

  والقَذَى في الشَّرابِ: ما يَقَعُ فيه مِن ذُبابٍ أَو غيرِهِ.

  وقالَ أَبو حنيفَةَ: القَذَى ما يَلْجأُ إلى نواحِي الإناءِ فيَتعَلَّقُ به، وقد⁣(⁣٣) قَذِيَ الشَّرابُ قَذًى، وقالَ الأخْطَل:

  وليسَ القَذَى بالعُودِ يَسْقُطُ في الإنا ... ولا بذُبابٍ قَذْفُه أَيْسَرُ الأمْرِ

  ولكنْ قَذَاها زائِرٌ لا نُحِبُّه ... تَرامَتْ به الغِيطانُ من حيثُ لا نَدْرِي

  والقَذَى: ما هَراقَتِ النَّاقَةُ والشَّاةُ من ماءٍ ودَمٍ قَبْل الولَدِ وبعدَه، وقيلَ: هو شيءٌ يخرُجُ مِن رَحِمِها بعدَ الولادَةِ، وقد قَذَتْ.

  وحكَى اللّحْياني: أنَّ الشَّاةَ تَقْذي عشراً بعدَ الوِلادَةِ ثم تَطْهُر، فاسْتعملَ الطُّهْر في الشاةِ.

  والقِذَى، كإلَى: التُّرابُ المُدَقَّقُ، عن ابنِ الأعْرابي، وهو الذي يَقَعُ في العَيْنِ، ج أَقْذاءٌ، كحبْرٍ وأَخْبارٍ، وقُذِي، كصُلِيَ، قالَ أبو نُخَيْلة:

  مِثْلُ القَذى يَتَّبعُ القُذِيَّا

  وقد قَذِيَتْ عَيْنُه، كرَضِيَ، تَقْذَى قَذًى وقَذْياً وقَذَياناً، بالتَّحْرِيكِ: وَقَعَ فيها القَذَى، أَو صارَ فيها، وهي⁣(⁣٤) قَذِيَّةٌ، كغَنِيَّةٍ، وقَذِيَةٌ، كفَرِحَةٍ، وأَنْكَرَ بعضُهُم التّشْديدَ، ومَقْذِيَّةٌ: خالَطَها القَذَى.

  وقالَ الأصْمعي: قَذَتْ عَيْنُه تَقْذِي قَذْياً، زادَ غيرُهُ: وقَذَياناً، بالتحريكِ، وقُذِيَّا، كعُتِيٍّ، وقَذًى، بالفَتْح مَقْصورٌ: قَذَفَتْ بالغَمَصِ والرَّمَصِ، ونَصّ الأصْمعي: رَمَتْ بالقَذَى.

  وقَذَّى عَيْنَه تَقْذِيَةً، وأَقْذَاها: أَلْقَى فيها القَذَى أَو أَخْرَجَهُ منها.

  والذي في الصِّحاح: أَقْذَاها جَعَلَ فيها القَذَى، وقَذَّاها: أَخْرَجَ منها القَذَى.

  وفي المُحْكم: وقَذَّاها أَيْضاً: أَخْرَجَ ما فيها مِن قَذًى أَو كُحْلٍ، وهو ضِدٌّ.

  وقَذَتْ قاذِيَةٌ من النَّاسِ، أَي قَدِمَتْ جماعَةٌ قَلِيلَةٌ، هكذا رَواهُ أَبو عَمْرٍو.

  قالَ ابنُ بُرَي: وهذا الذي يَخْتارُه عليُّ بنُ حَمْزَةَ الأصْبهاني. ورَواهُ أَبو عبيدٍ بالدالِ المُهْملةِ وقد تقدَّمَ وهو الأشْهَرُ، نقَلَهُما الجَوْهرِي وقَذَتِ الشَّاةُ تَقْذِي قَذًى: أَلْقَتْ بياضاً من رَحِمِها حِينَ تُريدُ الفَحْلَ.

  يقالَ: كلُّ ذَكَرٍ يَمْذِي وكلُّ أُنْثَى تَقْذِي، أَي تَرْمي بياضَها من شَهْوةِ الفَحْلِ، وهو مجازٌ.


(١) اللسان والصحاح والتهذيب والأساس وفيها: «قدا الشبر» وفي المصادر الثلاثة الأخيرة بدون نسبة. ونسبه محقق التهذيب لحاتم.

(٢) التهذيب واللسان والأساس وفيها «كان قدا الشبر».

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة: فهي.