تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وغب]:

صفحة 472 - الجزء 2

  ومن المَجَاز: جَاؤُوا مُوعِبِينَ: إِذا جَمَعُوا ما اسْتَطَاعُوا من جَمْعٍ، وعن ابن السِّكِّيت: أَوْعَب بنو فُلان جَلاءَ، فلم يَبْقَ ببلَدِهم [منهم]⁣(⁣١) أَحدٌ، نقلَه الأَزْهَرِيُّ، وهو في الصَّحاح.

  وفي المُحْكَم: أَوْعَبَ بنو فُلانٍ لبني فُلان: لم يَبْقَ منهم أَحدٌ إِلّا جَاءَ؛ وأَوعَبَ بنو فُلانٍ لبني فُلان: جمَعُوا لهم جَمْعاً، وهذه عن اللِّحيانيّ؛ وأَوْعَبَ القومُ: خَرَجُوا كُلُّهُم إِلى الغَزْو. وفي حديثِ عائشةَ: «كان المُسْلِمونَ يُوعِبُونَ في النَّفير⁣(⁣٢) مع رَسولِ الله، »، أَي: يَخرُجونَ بأَجمعهم في الغَزْوِ. وفي الحديث: «أَوْعَبَ المُهاجِرُون والأَنصارُ مع النّبيِّ يَوْمَ الفَتْحِ»: وفي حديث آخَرَ: «أَوْعَبَ الأَنصارُ مع عليّ إِلى صِفِّينَ» أَي: لم يَتَخَلَّفْ منهم أَحدٌ عنه. وقال عَبِيدُ بْنُ الأَبْرَص في إِيعابِ القومِ إِذا نَفَرُوا جميعاً:

  أُنْبِئْتُ أَنَّ بنِي جَدِيلَةَ أَوْعَبُوا ... نُفَراءَ مِنْ سَلْمَى لَنَا وتَكَتَّبُوا

  وانطلق القومُ فأَوْعَبُوا: أَي لم يَدَعُوا منهم أَحَداً.

  والوَعْبُ من الطُّرُقِ: الواسِعةُ منها يقال: طَريقٌ وَعْبٌ، أَي: واسعٌ، والجمعُ وِعابٌ.

  والوِعَابُ، بالكسر: جمع وَعْب، على الصَّحيح، وهي مَواضِعُ واسِعَةٌ من الأَرْضِ، وجعله في المُعْجَم عَلَماً على مواضِعَ معلومةٍ.

  وَبَيْتٌ وَعِيبٌ، ووِعَاءٌ وَعِيبٌ: واسِعٌ، يَستوعِبُ كُلَّ ما جُعِل فيه.

  ومن المَجاز: جاءَ الفَرَسُ بِرَكْضٍ وَعِيبِ: أَي بأَقْصَى جُهْدِهِ. وعبارةُ الصَّحاح والأَساس: بأَقْصَى ما عِنْدَهُ. زاد في اللّسان: وَرَكْضٌ وَعِيبٌ: إِذا استفرَغَ الحُضْرَ كُلَّهُ.

  وهَذَا أَوْعَبُ لِكذَا: أَحْرَى لاسْتِيفائِهِ هذا مأْخُوذٌ من حديثِ حُذَيْفَةَ: «نَوْمةٌ بعدَ الجِمَاعِ أَوْعَبُ للماءِ»، أَي أَحْرَى أَن تُخْرِجَ⁣(⁣٣) كُلَّ ما بَقِيَ منه في الذَّكَر⁣(⁣٣)، وتَستَقصِيَه⁣(⁣٤). ذكرَه ابنُ الأَثير. * ومما يستدرَكُ على المصنِّف: استَوعَب المَكَانُ والوِعاءُ الشَّيْءَ: وَسِعَه⁣(⁣٥).

  واستَرطَ مَوْزةً فأَوْعَبَها، عن اللِّحْيانيّ، أَي: لم يَدَعْ منها شيئاً.

  ومن المجاز: استوعبَ الجِرابُ الدَّقيقَ. وفي الحديث: «إِنَّ النِّعْمَةَ الواحِدةَ لَتَستوعِبُ⁣(⁣٦) جميعَ عَمَلِ العبْدِ يومَ القِيامة» أَي: تأْتِي عليه. وهذا على المَثَل.

  ويُقالُ لِهَنِ المرأَةِ، إِذا كان واسعاً: وَعِيبٌ.

  وأَوْعَبَ في مالِه: أَسْلَفَ، هذا نَصُّ ابْنِ منظور. وفي تهذيب الأَفعال، لابْنِ القَطَّاع: أَسْرَفَ، وقيلَ: ذَهَبَ كُلَّ مَذْهَبٍ في إِنفاقه.

  [وغب]: الوَغْبُ، بفتح فسكون: الغِرَارَةُ، بالكسر.

  والوَغْبُ: سَقَطُ المَتَاعِ. وَأَوْغَابُ البيتِ: رَدِيءُ مَتَاعِه، كالقَصْعَة والبُرْمَة والغِرارة ونحوها، فيكون قولُه: الغِرَارَة، مُسْتَدرَكاً؛ لأَنّه داخلٌ تحت سَقَطِ المَتَاع، ولذا لم يذكرهُ أَحدٌ من أَئمّة اللُّغَة برأْسه، أَو يكون تخصيصاً بعدَ تعميم.

  والوَغْبُ: الأَحْمَق، كالوَغَبَةِ، مُحَرَّكَةً، والتّحْرِيكُ عن ثعلب. قال ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه إِنّما حُرِّك لمَكَان حرف الحَلْق.

  والوَغْبُ، والوَغْدُ: الضَّعِيفُ في بَدَنِهِ، وقيل: الأَحمقُ، وقد تقدَّمَ في قول المؤلِّف.

  والوَغْبُ، والوَغُد: اللئيمُ الرَّذْلُ، بسكون الذّال المُعْجَمَة؛ وأَنشدَ في الصَّحَاح قولَ رُؤْبَةَ:

  ولا بِبِرْشَاعِ الوِخَامِ وَغْبِ

  هكذا في نسختنا. وفي الهامش ما نَصُّهُ بخطّه: ولا بِبِرْشَام⁣(⁣٧). قلت: قال ابن بَرِّيّ في حواشيه: الّذِي رواه الجَوْهَرِيُّ في ترجمة برشع:


(١) زيادة عن الصحاح.

(٢) عن النهاية، وفي الأصل «يوعبون النفّر».

(٣) «في الأصل: يخرج ... ويستقصيه» وما أثبتناه عن النهاية.

(٤) في التكملة: ما بقي من ماء الرجل.

(٥) في الأصل: وسعه منه «ولا معنى لها هنا.

(٦) كذا في الأصل والنهاية، وفي غريب الهروي واللسان: تستوعب.

(٧) بالأصل «ببرغام» وما أثبتناه عن اللسان، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله ولا ببرغام الذي في التكملة، واللسان ولا ببرشام وهو الصواب، وبدل له تفسير البرشام الآتي»