تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ميث]:

صفحة 267 - الجزء 3

  الحديثِ: «أَنَّه تَوَضَّأَ وُضُوءًا مَكِيثاً» أَي بَطِيئاً مُتَأَنِّياً غيرَ مُستعجِلٍ، ورَجُلٌ مَكِيثٌ: ماكِثٌ.

  والمَكِيثُ أَيضاً: المُقِيمُ الثَّابِتُ، قال كُثَيِّرٌ:

  وَعَرَّسَ بالسَّكْرَانِ يَوْمَيْنِ وارْتَكَى ... يَجُرُّ كما جَرَّ المَكِيثُ المُسافِرُ⁣(⁣١)

  [ملث]: المَلْثُ: تَطْيِيبُ النَّفْسِ بِكَلامٍ، يُقَال: مَلَثَه بِكَلامٍ، إِذا طَيَّبَ به نَفْسَه، ولا وَفاءَ له⁣(⁣٢)، وَملَذَه يَمْلُذُه مَلْذاً.

  وفي الأَساس: وسأَلتُه حاجة فَمَلَثَنِي [مَلْثاً]، أَي طَيَّبَ نَفْسِي بوَعْدٍ لا يَنْوِي به وَفاءً.

  والمَلْثُ: الوَعْدُ بلا نِيَّةِ الوَفَاءِ. ابن سِيدَه: مَلَثَه يَمْلُثُه مَلْثاً: وَعَدَه عِدَةً كأَنَّه يَرُدُّه عَنْهَا، وليس يَنْوِي له وفاءً.

  وفي شرحِ نَهْجِ البلاغَة لابنِ أَبي الحَدِيد: المَلْثُ: الوَعْدُ الخَفِيّ. قال شيخُنا: وهذا غريبٌ.

  والمَلْثُ: أَوَّلُ سَوَادِ اللَّيْلِ وهو حينَ اختِلاطِ الظُّلْمَةِ، وقيل: هو بَعْدَ السَّدَفِ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابيّ: المَلْثَةُ والمَلْثُ: أَوّلُ سَوادِ المَغْرِب، فإِذا اشتَدّ حتى يأْتِيَ وَقْتُ العِشَاءِ الأَخيرةِ فهو المَلْسُ⁣(⁣٣)، فلا يُمَيَّزُ هذا من هذا؛ لأَنّه قد دخَلَ المَلْثُ في المَلْسِ.

  ويُحَرَّكُ، وسيأْتي قريباً، كالْمُلْثَةِ، بالضَّمِ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

  والمَلْثُ: الضَّرْبُ الخَفِيفُ وهو التَّلْتَلَةُ، كالمَغْثِ، وقد تقَدّم.

  والمَلْثُ: الضَّعْفُ عن الجَرْيِ يقال: مَلَثَ السَّبُعُ والأَرْنَبُ، إِذا ضَعُفَا عن الجَرْيِ.

  والمَلِثُ بالكسرِ: مَنْ لا يَشْبَعُ مِنَ الجِمَاعِ، وضبطه الصّاغَاني ككَتِفٍ.

  ومَالَثَه بالكَلامِ مِلَاثاً: دَاهَنَه به وَلَاعَبَه، قال الشّاعر:

  تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرَّعَاثِ⁣(⁣٤) ... مِن عَزَبٍ ليس بِذِي مِلاثِ

  كذا أَنشده ابنُ الأَعْرَابِيّ بكسر الميم.

  ومُلِّثُ، بضمّ الميم وتشديد اللّام المكسورة: ة بالعِرَاقِ من السَّواد، نقله الصّاغَانيّ.

  وقولهم: أَتَيْتَهُ مَلْثَ⁣(⁣٥) الظّلامِ - ومَلَسَ الظّلامِ - ويُحَرَّكُ وعند مَلْثِه أَي حِينَ اخْتَلَطَ الظّلامُ، ولم يَشتَدَّ السّوادُ جِدًّا حتى⁣(⁣٦) تَقُولَ: أَخُوك أَم الذِّئْبُ، وذلك عند صَلاةِ المَغْرِب وبعدَهَا.

  وعن أَبي زَيْد: مَلَثُ الظَّلام: اختلاطُ الضَّوءِ بالظُّلْمَةِ، وهو عند العِشَاءَ، وعند طُلُوعِ الفَجْرِ.

  وفي الأَساس [جِئتُه]⁣(⁣٧) مَلَثَ الظَّلامِ [وَمَلَسَ الظَّلامِ وهو حين] يَخْتَلِطُ. ورَبِيعَةُ تقولُ لصَلاةِ المَغْرِبِ. صَلاةُ المَلَثِ.

  ومَلَثَه بالشَّرِّ: لَطَّخه [به].

  وتقول: ما كان عَهْدُه إِلّا وَلْثاً، ووَعْدُه إِلّا مَلْثاً.

  [موث]: ماثَهُ أَي الشيْءَ يَمُوثُه مَوْثاً: مَرَسَه بيَدِه، ويَمِيثُه لُغَةٌ، إِذا دَافَه، قاله ابنُ السِّكِّيت، ومثله في التّوْشِيح.

  وقال الهَرَوِيّ: ماثَه وأَماثَه، أَي ثُلاثيًّا ورُباعيًّا، وأَنكره ابنُ الأَثِيرِ.

  وقال الجوهريّ: ماثَ الشَّيْءَ في الماءِ يَمُوثُه مَوْثاً، ومَوَثَاناً، محرَّكةً: خَلَطَه ودَافَه، فانْماثَ هو فيه انْمِيَاثاً والكَلِمَة واويّة ويائِيّة.

  ومن المجاز: لِبَنِي عُذْرَةَ قُلوبٌ تَنْمَاثُ كما يَنْمَاثُ المِلْحُ في المَاءِ.

  [ميث]: المَيْثُ: المَوْثُ مَاثَ الشَّيْءُ مَيْثاً: مَرَسَه،


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله بالسكران، هو وادٍ بمشارف الشام كما في القاموس».

(٢) زيادة عن الأساس.

(٣) في اللسان «الملس» بالتحريك ضبط قلم.

(٤) بالأصل: الرغاث، وما أثبت عن اللسان، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والرغاث كذا بخطه والصواب بالعين المهملة كما في اللسان، قال الجوهري: الرعاث: القرطة، واحدتها: رعثة».

(٥) الصحاح واللسان، مَلَثَ ضبط قلم.

(٦) الأصل واللسان، وفي الصحاح: حين.

(٧) زيادة عن الأساس.