تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حرس]:

صفحة 238 - الجزء 8

  وعُظْماهُنَّ⁣(⁣١) فاحْدِسْ، وإِنْ سئِلْتَ فاعْبِسْ، وأَنْهِسْ بَنِيكَ وانْهَسْ. قولُه: عُظْماهُنّ فاحْدِسْ، معناه انْحَرْ أَعْظَمَ الإِبِلِ، وقِيلَ: قَوْلُهم: فاحْدِسْ، من حَدَسْتُ الأُمُورَ: تَوَهَّمْتُهَا، كأَنَّه يُرِيدُ: تَخَيَّرْ بوَهْمِكَ عُظْمَاهُنَّ.

  وحَدَسٌ، مُحَرَّكَةً: قَوْمٌ كانُوا عَلَى عَهْدِ سَيِّدنا سُلَيْمانَ # وكانُوا يَعْنُفُونَ عَلى البِغَالِ، فإِذا ذُكِرُوا نفَرَتِ البِغَالُ [خَوْفاً]⁣(⁣٢) لما كانَتْ لَقِيَتْ منهُم، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن ابنِ أَرْقَم الكُوفِيِّ. فصارَ زَجْراً لَهُم. وقيل: حَدَسْ وعَدَسْ: اسْمَا بَغَّالَيْن على عَهْدِ سيّدِنا سُلَيْمانَ #، قالَ الصّاغَانِيُّ: وقولُ ابنِ أَرْقَمَ يُقَوِّي قَوْلَ من قالَ: حَدَسْ، في زجْرِ البِغَالِ، وفي اللِّسَانِ: والعَرَبُ تَخْتَلِفُ في زَجْرِ البِغَالِ، فبَعْضٌ يَقُولُ: حَدَسْ وبَعْضٌ يَقُولُ عَدَسْ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وعَدَسْ أَكْثَرُ من حَدَسْ، وسيأْتِي.

  وبنُو حَدَسٍ: بَطْنٌ عظِيمٌ مِنَ العَرَبِ من لخْمٍ، وهو حَدَسُ بنُ أُرَيش بنِ إِراش بنِ جَزِيلة بنِ لَخْم، ومنه قولُ الشّاعِرِ:

  لا تَخْبِزَا خَبْزاً وبُسَّا بَسَّا ... مَلْساً بذَوْدِ الحَدَسِيِّ مَلْسَا

  وقِيلَ: هم بالجِيمِ، وقد تَقَدَّم.

  ووَكِيعُ بنُ حُدُسٍ، كما قاله يَزِيدُ بنُ هارُونَ وأَحْمَدُ بنُ حَنْبَل، أَو عُدُسٍ، بضمَّتَيْنِ فِيهما: تابِعِيٌّ، وجَعَله الحَافِظُ من الصَّحَابَةِ، في التَّبْصِيرِ، وفيه نَظَرٌ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: بَلَغْتُ بِه الحِدَاسَ، بالكَسْرِ، أَي الغَايَةَ الَّتِي يُجْرَى إِلَيْهَا، أَو أَبْلُغ⁣(⁣٣)، ولا تَقُلْ: الإِدَاسَ.

  والمَحْدِسُ، كمَجْلِسٍ: المَطْلَبُ، ويُقال: فلانٌ بَعيدُ المَحْدِسٍ، وقال الشّاعِرُ:

  أُهْدِي ثَنَاءً مِنْ بَعِيدِ المَحْدِسِ

  وتَحَدَّسَ الأَخْبَارَ، وتَحَدَّسَ عَنْهَا: تَخَبَّرَهَا وأَرادَ أَن يَعْلَمَهَا من حَيْثُ لا يُعْلَمُ بِه، وفي المُحْكمِ: وأَرَاغَها ليَعْلَمَها من حَيْثُ لا يَعْرِفُونَ به، وقالَ أَبو زَيْدٍ: تَحَدَّسْتُ عن الأَخْبَارِ تَحَدُّساً، وتَنَدَّسْتُ عَنْهَا تَنَدُّساً، وتَوَجَّسْتُ، إِذا كُنْتَ تُرِيغُ أَخْبَارَ النّاسِ لتَعْلَمَها من حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  حَدَسَ الكَلَامَ على عَوَاهِنِه، إِذا تَعَسَّفَه ولم يَتَوَقَّهُ.

  وقالَهُ بالحَدْسِ، أَي بالفِرَاسَةِ.

  والحَدْسُ: النَّظَرُ الخَفِيُّ، ومنه: الحِنْدِسُ، وسيأْتي.

  والحَدْسُ: الضَّرْبُ والذَّهَابُ في الأَرْضِ على غَيْرِ هِدَايَةٍ.

  وحَدَسْتُ بسهْمٍ: رَمَيْتُ.

  والحَدّاسُ: الظَّنّانُ.

  والحَدِيسُ: المَصْرُوعُ بهِ في الأَرْضِ كالمَحْدُوسِ.

  والحَدَسُ، مُحَرَّكَةً: بَلَدٌ بالشامِ. يَسْكُنُه قومٌ من بَنِي لَخْمٍ.

  والحَدُوسُ كصَبُورٍ: الَّذِي يَرْمِي بنَفْسِه في المَهَالِكِ، قال رُؤْبَةُ:

  قَالَتْ لمَاضٍ لم يَزَلْ حَدُوسَا

  انظرْ بقِيَّتَه في «عطس».

  [حرس]: حَرَسَهُ يَحْرُسُه ويَحْرِسُه حَرْساً وحِرَاسَةً، بالكَسْر: حَفِظَه، فهو حارِسٌ، ج حَرَسٌ، مُحَرّكَةً، وأَحْرَاسٌ، وحُرّاسٌ، كخَادِم وخَدَمٍ وخُدّامٍ.

  والحَرَسِيُّ، مُحَرَّكَةً: وَاحِدُ حَرَسِ السُّلْطَانِ الذين يُرَتَّبُونَ لِحِفْظِه وحِرَاسَتِه، ولا تَقُلْ: حَارِس؛ لأَنَّه قد صارَ اسْمَ جِنْسٍ، فنُسِبَ إِليه، إِلاّ أَنْ يُذْهَبَ به إِلى مَعْنَى الحِرَاسَةِ دُون الجِنْسِ، وهُمْ الحُرّاسُ، في الجَمْعِ.

  والحَرْسُ، بالفَتْح: الدَّهْرُ. وقِيل: وَقْت [من]⁣(⁣٤) الدَّهْرِ دُونَ الحُقْبِ، وهو مَجَازٌ، قال الرّاجزُ:

  في نِعْمَةٍ عِشْنَا بذَاكَ حَرْسَا


(١) التهذيب واللسان: فعظماهما فاحدس.

(٢) زيادة عن التهذيب.

(٣) التهذيب: التي يجري إليها وأبعدَ.

(٤) زيادة عن التهذيب واللسان.