تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بسق]:

صفحة 38 - الجزء 13

  ولا يُسْتَبُّ ساكِنُها عِشاءً ... بكِشْخانٍ ولا بالقَرْطَبانِ

  والبُسْتُوقَةُ، بالضّمِّ من الفَخّارِ: مُعَرَّبُ بُسْتُو بالضمِّ أَيضاً، نقله الصاغانِيُّ، وقال: مَعْرُوفَةٌ.

  [بسق]: البُساقُ، كغُرابٍ: البُصاقُ وقد بَسَقَ بَسْقاً.

  والبُساقُ: جَبَلٌ بَعَرفاتٍ ورُبَّما قالُوه بالصادِ، كما سَيَأْتِي وقيل: د، بالحِجازِ مما يَلِي الغَوْرَ، وفِي العُبابِ: عَقَبَةٌ بين التِّيهِ وأَيْلَةَ.

  وبَسَقَ: مثل بَصَقَ والصادُ أَفْصَحُ، والزّايُ والسينُ لُغَتانِ ضَعيفَتَانِ أَو قَليلَتان.

  وبَسَقَ النَّخْلُ بُسوقاً: طالَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ومنه قَوْلُه تَعالَى {وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ}⁣(⁣١) أَي: مُرْتَفِعَةٌ في عُلُوِّها، والجَمْعُ البَواسِقُ، وقالَ الفَرّاء: أَي باسِقاتٍ طُولاً.

  ومن المَجازِ: بَسَقَ عَليهِم بُسُوقاً: إِذا عَلاهُم وطالَهُمْ في الفَضْل، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لأَبي نَوْفَلٍ:

  يا ابْنَ الَّذِينَ بفَضْلِهِمْ ... بَسَقَتْ عَلَى قَيْسٍ فَزارَهْ

  وفي حَدِيثِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ: «كيفَ بَسَقَ أَبو بَكْرٍ أَصْحابَ رَسُولِ الله » أَي: كَيْفَ ارْتَفَع ذِكْرُه دُونَهُم.

  والبَسْقَةُ: الحَرَّة، ج: بِساقٌ كقِصاعٍ قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

  قَضَيْتُ لُبانَتِي وصَرَمْتُ أَمْرِي ... وعَدَّيْتُ المَطِيَّةَ في بِساقِ

  والبَسُوق، كصَبُورٍ، ومِصْباحٍ: الطَوِيلَةُ الضَّرْعِ من الشَّاءِ والأُولَى على طَرْحِ الزّائِدِ، وقد أَبْسَقَتْ.

  والباسِقُ، كصاحِبٍ: تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ صَفْراءُ نَقَلَه الصّاغانِيُّ.

  وباسِقُ: ة، ببَغْدادَ من الجانِبِ الغَرْبِيِّ.

  والباسِقَةُ بهاءٍ: السَّحابَةُ البَيْضاءُ الصّافِيَةُ اللَّوْنِ، نَقَلَه الصّاغانِيُّ.

  [والباسقة الداهية نقله الصّاغانِيّ] *. قُلتُ: إِن لم يَكُن مُصَحَّفاً من البائِقَة.

  وأَبْسَقَتِ النّاقَةُ: إِذا وَقَع في ضَرْعِها اللِّبَأُ قبلَ النِّتاجِ، فهي مُبْسِقٌ، ج: مَباسِقُ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وكذلك الجارِيَةُ البِكْرُ إِذا جَرَى اللَّبَنُ في ثَدْيِها، وأَنْشَد أَبو عُبَيْدَةَ:

  ومُبْسِقٍ تُحْلَبُ نِصْفَ الحَمْلِ ... تَدُرُّ مِن قَبْلِ نِتاجِ السَّخْلِ⁣(⁣٢)

  قالَ ابنُ فارِسٍ: وأَكْثَرُ ظَنِّي⁣(⁣٣) أَنَّ هذا شِعْرٌ صَنَعَه أَبو عُبَيْدةَ، وفي التَّهْذِيبِ: أَبْسَقَتْ النَّاقَةُ: إِذا أَنْزَلَت اللَّبَن قَبْلَ الوِلادَةِ بشَهْرٍ أَو أَكْثَر، فتُحْلَبُ، قالَ: ورُبَّما أَبْسَقَتْ وليسَتْ بحامِلٍ فأَنْزَلَت اللَّبَنَ، قالَ: وسَمِعْتُ أَنَّ الجارِيَةَ تُبْسِقُ وهي بِكْرٌ، يَصِيرُ في ثَدْيها لَبَنٌ، وقال اليَزِيدِيُّ: أَبْسَقَتِ النَّاقَةُ، وأَبْزَقَت: إِذا أَنْزَلَتْ اللَّبَنَ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا أَشْرَفَ⁣(⁣٤) ضَرْعُ النّاقَةِ، ووَقَع فيه اللَّبَنُ، فهِيَ مُضْرِعٌ، فإِذا وَقَع فيه اللِّبَأُ قبلَ النِّتاجِ، فهي مُبْسِقٌ.

  ومن المَجازِ قولُهمْ: لا تُبَسِّقْ علَيْنا تَبْسِيقاً أَيْ: لا تُطَوِّلْ، وفي المُحِيط: لا تُطَوِّلْ عَلَيْنا.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  بَسَقَ الشَّيْءُ بُسُوقاً: تَمَّ طُولُه.

  وبَواسِقُ السَّحابَةِ: ما اسْتَطالَ من فُروعِها، ومنه حَدِيثُ قُسٍّ: «من بواسِقِ أُقْحُوَان» وقال أَبو حَنِيفَةَ: بواسِقُ السَّحابِ: أَوائِلُه.

  والتَبَسُّقُ: التَّطَوُّل والثِّقَلُ، وبه فُسِّر حديثُ ابنِ الزُّبَيْرِ، «وارْجَحَنَّ بعدَ تَبَسْقٍ».

  وبُساقَةُ القَمَرِ، بالضمِّ: حَجَرٌ أَبْيَضُ صافٍ يَتَلَأْلَأُ، والصّادُ لُغةٌ فيه.

  وناقَةٌ بَسُوقٌ، ومِبْسَاقٌ، كالشّاةِ.

  وبَسَقَت الشَّمْسُ: بَزَقَتْ، كذا في القَوْلِ المَأْنُوسِ.

  [بشق]: بَشِقَه بالعَصَا، كسَمِعَ وضَرَب أَهْمَلَه


(١) سورة ق الآية ١٠.

(*) سقط بالمطبوعة الكويتية.

(٢) بالأصل: «تدر مثل نتاج النمل» والمثبت عن مقاييس اللغة لابن فارس ١/ ٢٤٨.

(٣) بالأصل: «قال ابن فارس الخرطى» والمثبت عن مقاييس اللغة.

(٤) في التهذيب واللسان: أشرق، بالقاف.