تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ربرق]:

صفحة 159 - الجزء 13

  وتَذَوَّقْتُ طَعْمَ فِراقِه، وكلُّ ذلِك مَجازٌ وكِنايَةٌ.

فصل الراءِ مع القاف

  [ربرق]: الرَّبْرَقُ، كجَعْفَرٍ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال أَبو حَنِيفَةَ: سَمِعْتُ بعضَ اليَمانِيَّة يَقُول: هو عِنَبُ الثَّعْلَب قالَ: وهو الثَّلِثانِ مثالُ الظَّرِبان، والثُّلْثُلان مِثالُ الجُلْجُلان، وهو ثُعالَةُ.

  [ربق]: الرِّبْقُ، بالكَسْرِ: حَبْلٌ فيه عِدَّةُ عُرًى، يُشَدُّ بهِ البَهْمُ الصِّغارُ من أَعْنُقِها أَو يَدِها؛ لَئِلّا تَرْضَعَ. كُلُّ عُرْوَةٍ منها رِبْقَةٌ، بالكَسْرِ والفَتْحِ وهذه عن اللِّحْيانِيِّ، ويُرْوَى عن حُذَيْفَةَ ¥: «من فارَقَ الجَماعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ من عُنُقِه» اسْتَعارَها للإِسْلامِ، يَعْني ما يَشُدُّ به المُسْلمُ نفسَه من عُرَى الإِسْلامِ ج: رِبَقٌ، وأَرْباقٌ، ورِباقٌ كعِنَبٍ، وأَصْحابٍ وجِبالٍ قال رُؤْبَةُ:

  وحَلَّ هَيْفُ الصَّيْفِ⁣(⁣١) أَقْرانَ الرِّبَقْ

  وفي حَدِيثِ عُمَرَ ¥: «حُجُّوا بالذُّرِّيَّةِ، لا تَأْكُلُوا أَرْزاقَها، وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعْناقِها»، ضَرَبها مَثَلاً لما قُلِّدَت أَعْناقُها من وُجوب الحَجِّ. وفي حَدِيثِ العَهْدِ: «ما لم تُضْمِرُوا الإِماقَ، وتَأْكُلُوا الرِّباق»، شَبَّهَ ما لَزِمَ أَعْناقَهم بالرِّبَقِ في أَعْناقِ البَهْمِ، وشَبَّه نَقْضَه⁣(⁣٢) بأَكْلِ البَهِيمَةِ رِبْقَها وقَطْعِه، فإِنَّها إِذا قَطَعَتْهُ خَلَصَت من الشَّدِّ.

  ورَبَقَه أَي: الجَدْيَ يَرْبُقُه ويَرْبِقُه من حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ، رَبْقاً: جَعَلَ رَأْسَه في الرِّبْقَةِ كما في الصِّحاح، وفي المُحْكَم: شَدَّهُ في الرِّبْقَة.

  ورَبَقَ فُلاناً في هذا الأَمْرِ يَرْبُقُه رَبْقاً: أَوْقَعَه فيه فارْتَبَقَ أَي: وَقَعَ فيه.

  والرَّبْقُ بالفتحِ ويُكْسَرُ: الشَّدُّ وقالَ الأَزْهَرِيُّ: الرِّبْقُ: ما تُرْبَقُ به الشّاةُ، وهو خَيْطٌ يُثْنَى حَلْقَةً، ثم يُجْعَلُ رَأْسُ الشّاةِ فيهِ، ثمَّ يُشَدُّ، قال: سَمِعْتُ ذلِكَ من أَعْرابِ بَنِي تَمِيم.

  والرَّبِيقَةُ، كسَفِينَةٍ: البَهْمَةُ المَرْبُوقَةُ في الرِّبْقَةِ نقله ابنُ السِّكِّيت.

  وأَرْبُقُ، بضَمِّ الباءِ والعامَّةُ تَفْتَحُها، كما فِي العُبابِ، وذَكَر ياقُوت الوَجْهَيْنِ، زادَ وبالكافِ أَيْضاً بدَلَ القافِ: ة برامَهُرْمُزَ من نَواحِي خُوزسْتانَ، يُنْسَبُ إِليها أَبو طاهِرٍ علِيُّ بنُ أَحمَدَ بنِ الفَضْلِ الرَّامَهُرْمُزِيُّ الأَرْبُقِيُّ، وسَيأْتِي في «ر ب ك».

  والرُّبَيْقُ كزُبَيْر: وادٍ بالحِجازِ.

  وأُمُّ الرُّبَيْقِ: الدّاهِيَةُ ومنه المَثَل: «جاءَنا بأُمِّ الرُّبَيْقِ عَلَى أُرَيْق»، قال الأَصْمَعِيُّ: تَزْعُم العَرَبُ أَنَّهُ من قَوْلِ رَجُلٍ رَأَى الغُولَ عَلَى جَمَل أَوْرَقَ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هي من أَسْماءِ الحَرْب، أَو الأَفْعَى، وصَوَّبَ الأَخيرَ الزَّمَخْشَرِيُّ، قالَ: لأَنَّها قَصِيرَةٌ، فإِذا تَثَنَّتْ أَشْبَهَتِ الرِّبْقَ، وقد مَرَّ تَحقِيقُه في «أَرق».

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٣): التِّرْبِيقُ، بكسرِ التّاءِ: خَيْطٌ تُرْبَقُ فيه الشّاةُ يُشَدُّ في عُنُقِها، فهو اسمٌ كالتِّنْبِيتِ والتِّمْتِينِ.

  ومن المَجازِ: حَلَّ رِبْقَتَه، بالكَسْرِ: إِذا فَرَّجَ عنه كُرْبَتَهُ وكذا قَطَع رِبْقَتَهُ.

  وقَوْلُهم: رَمَّدَتِ الضَّأْنُ⁣(⁣٤) فرَبِّقْ رَبِّقْ والتَّرْمِيدُ: هو أَنْ تَعْظُمَ ضُرُوعُها أَي: هَيِّئْ الأَرْباقَ فإِنَّها تَلِدُ عَنْ قُرْبٍ لأَنّها تُضْرِعُ عَلَى رَأْسِ الوَلَدِ وفي المِعْزَى يُقالُ: رَنِّقْ، بالنُّونِ، أَي: انْتَظِرْ؛ لأَنَّها تُرْئِي وتَضَعُ بعدَ مُدَّةٍ، ويُقالُ أَيضاً: رَمِّقْ، بالمِيمِ أَيْضاً ولفظةُ «أَيْضاً» الثانية مُكَرَّرَةٌ لا حاجَةَ إِليها.

  وتَرْبِيقُ الكَلامِ: تَلْفِيقُه وكذا تَرْمِيقُه، عن ابْنِ عَبّادٍ.

  والمُرَبَّقَةُ كمُعَظَّمَةٍ: الخُبْزَةُ المُشَحَّمَةُ.

  وارْتَبَقَ الظَّبْيُ في حِبالَتي: إِذا عَلِقَ ونَشِبَ، عن اللِّحْيانِيِّ.


(١) عن الديوان ص ١٠٥ وبالأصل «السيف».

(٢) يريد: نقض العهد.

(٣) انظر الجمهرة ٣/ ٤٢٤.

(٤) الذي في التهذيب: «رمّدت المعزى» وانظر ما سيأتي قريباً، والمثبت هنا كاللسان والأساس.