تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عسبر]:

صفحة 219 - الجزء 7

  والعَوَاسِرُ: الذِّئاب التي تَعْسِرُ⁣(⁣١) في عَدْوهَا وتكْسِرُ أَذْنابَهَا من النَّشَاط. ومنه قولُ الشَّاعِرِ:

  إِلّا عَواسِرُ كالقِدَاحِ مُعِيدَةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ⁣(⁣٢)

  والعَسْراءُ: بنتُ جَرِيرِ بنِ سَعِيدٍ الرِّيَاحِيّ.

  واعْتسَرَه: مثلُ اقْتَسَرَه.

  وقال الأَصمعيّ: عَسَرَهُ وقَسَرَه واحدٌ.

  والعُسُرُ، بضمَّتيْن: أَصحابُ البَتَّرِيّة⁣(⁣٣) في التَّقَاضِي والعَمَل، نقله الصاغانيّ عن ابن الأَعْرَابِيّ.

  وعِسْر: موضعٌ في أَرْضِ اليَمَنِ يَزْعُمُونَ أَنَّه مَجَنَّة، وبه فَسَّرُوا قَوْلَ زُهَيْر:

  كأَنَّ عَلَيْهِمُ بِجُنُوبِ عِسْرٍ ... غَماماً يَسْتَهِلُّ ويَسْتطِيرُ

  قلتُ: هكذا استدرَكه الصاغانِيّ، وهو بِعَيْنه الموضِعُ الذي ذكره المُصنّف.

  وقال الصاغانيّ أَيضاً: والعُسْرُ: لُعْبَةٌ، وهِي أَنْ يَنْصِبُوا خشبَةً ويَرْمُوا⁣(⁣٤) من غَلْوَةِ بأُخْرَى، فمَنْ أَصابَهَا قَمَرَ.

  وفي كتاب ابنِ القطّاع: وعَسُرَ الرَّجُلُ عَسَارَةً وعَسْراً وعُسْراً: قلَّ سَمَاحُهُ وضاق خُلُقُه.

  وعَسَرَ الرَّجُلُ بيَدِه: رَفَعَها.

  والعُسَيرَات: قبيلةٌ بالصَّعِيدِ الأَعْلى.

  [عسبر]: العُسْبُرُ، كقُنْفذٍ: النَّمِر، وهي بهاءٍ، قاله الليث.

  والعُسْبُورُ، بالضَّمِّ، والعُسْبُورَةُ، بِهَاءٍ: وَلَدُ الكَلْبِ من الذِّئْبَةِ. والعِسْبَارُ، بالكسر، والعِسْبَارَةُ بِهاءٍ: وَلَدُ الضَّبُعِ من الذِّئْبِ وجَمْعُه عَسابِرُ. وقال الجوْهريّ: العِسْبَارَةُ: وَلَد الضَّبُع [من الذئب]⁣(⁣٥)، الذَّكَرُ والأُنْثَى فيه سَواءٌ. و* العِسْبَارُ وَلَدُ الذِّئبِ، فأَمّا قولُ الكُمَيْت:

  وتَجَمَّعَ المُتَفَرِّقُو ... نَ من الفَرَاعِلِ والعَسَابِرْ

  فقد يكونُ جَمْعَ العُسْبُر، وهو النَّمِر، وقد يكونُ جَمْعَ عِسْبَار، وحُذِفَت الياءُ للضَّرُورَة. قال ابنُ بَحْر: رَمَاهُمْ بأَنَّهُم أَخْلاطٌ مُعَلْهَجُونَ. وفي بعضِ النُّسَخِ: أَو وَلَدُ الذِّئبِ.

  والعُسْبُرَةُ والعُسْبُورَةُ: الناقَةُ السَّريعةُ النَّجِيبَة، وأَنشدَ اللَّيْث:

  لَقَدْ أُرانِيَ والأَيّامُ تُعْجِبُنِي ... والمُقْفِرَاتُ بِهَا الخُورُ العَسابِيرُ

  وقال الأَزهريّ: والصحيح: العُبْسُورَة، بتقديم الباءِ على السِّين في نَعْتِ الناقَة، قال: وكذلك رَوَاهُ أَبو عُبَيْد عن أَصحابِه. وقال ابنُ سِيدَه: ناقَةٌ عُسْبُرٌ وعُسْبُورٌ: شَدِيدَةٌ سَرِيعَةٌ. وقال شيخُنَا نقلاً عن أَبي حَيّانَ وابنِ عُصْفُور وجَماعةٍ من أَئمّة الصَّرْفِ: إِنّ السِّينَ فيها زائدةٌ، لأَنّ المُرَادَ أَنَّها سَرِيعَةُ العُبُور، زِيدَتْ فيها السِّين للإِلْحاقِ بعُصْفُور، وهو الذي صَرَّحَ به ابنُ القَطّاع وغَيْرُه. انتهى. قُلْتُ: ولم أَجِدْه في كتاب التَّهْذيب لابنِ القَطَّاع، فلينْظَر.

  [عسجر]: العَيْسَجُورُ: الناقَةُ الصُّلْبَة. وقِيلَ: هي السَّرِيعَةُ. وقِيلَ: هي الكَرِيمةُ النَّسَبِ. وقيل: هِيَ الَّتِي لم تُنْتَج قَطُّ، وهُوَ أَقْوَى لها.

  والعَسْجَرَةُ: الخُبْثُ. ومنه سُمِّيَت السِّعْلاة عَيْسَجُوراً.

  [عسحر](⁣٦): عَسْحَر: نَظَر نَظَراً شَدِيداً، هكذا بالمِدَادِ الأَحْمرِ في سائِر النُّسخ، وهو بالحاءِ بعد السّين، والصَّوابُ أَنّه بالجِيمِ. ومثلُه في اللّسَان، وفي التكملة للصاغانيّ، فلا أَدْرِي بأَيِّ وَجْه مَيَّزَ بين المادَّتَيْن وفَرَّقهما وهُمَا واحدٌ ففي التَّهْذِيب لابنِ القَطَّاع: عَسْجَر الرجُلُ: نَظَر نَظَراً


(١) في التهذيب المطبوع: «تعسل» وبهامشه عن نسخة أخرى فكالأصل.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ١٠٥ لأبي كبير الهذلي.

(٣) ضبطت عن التكملة. وضبطت في اللسان بضم الباء واسكان التاء، وفيه في مادة بتر: البترية فرقة من الزيدية نسبوا إلى المغيرة بن سعد، ولقبه الأبتر.

(٤) في التهذيب: والعُسْر لعبة لهم: ينصبون خشبة ثم ترمى بخشبة أخرى وتقلع. قال الأغر بن عبيد اليشكري:

فوق الحزامى ترتمين بها ... كتخاذف الولدان بالعُسْرِ

(٥) زيادة عن الصحاح.

(*) في القاموس: «أو» بدل «و».

(٦) لم ترد هذه المادة في القاموس، وما أورده الشارح هنا نقلا عن القاموس، فقد ورد فيه تابعاً لمادة عسجر، وكله بالجيم، وهو ما سيشير إليه الشارح كما في اللسان والتكلمة.