تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ربد]:

صفحة 446 - الجزء 4

  فَعُولة. وهذه عن الصاغانيّ، والرَّادَة، بتسهيل الهمزة⁣(⁣١)، فهي ستُّ لُغَاتٍ.

  والرَّؤُدة: أَصلُ اللَّحْيِ⁣(⁣٢)، كذا في النسخ التي بأَيْدِينا، وفي بعضِها: والرودة وأَصل اللَّحْيِ، بناءً على أَن الرودة مسهَّلة عن الهمزة، معطوفة على ما قبلَها. وأَصل اللَّحْيِ كلامٌ مستقِلٌّ فتكون اللُّغَاتُ سبعة⁣(⁣٣). قال شيخنا: وبعضُهم أَوصلها إِلى ثمانية، بتجريد المُسهَّل من الهاءِ أَيضاً.

  قلْت: وهو يشير إِلى ما ذكرنا. ثمَّ إِن الذي في الأَساس وغيره: أَن قولَهم جاريةٌ رَأْدَةٌ من المَجاز، تقول: امرأَةٌ رَادَة، غير رَادةٍ: ناعمةٌ غير طَوَّافة، تخفيفُ⁣(⁣٤) الأَوّل جائز، والثاني واجب.

  وفي اللّسان: الغُصن الذي نَبتَ من سَنتِه أَرْطَب ما يكون وأَرْخَصَه: رُؤْدٌ، والواحدةُ: رُؤْدَة. وسُمِّيَت الجارية رُؤْداً، تَشبيهاً به.

  ومن المجاز: ضَرَبَه في رَأْدِه، الرَّأْد والرُّؤْد، بالفَتح والضَّم: أَصْلُ اللَّحْيِ الناتئ تحتَ الأُذن، وقيل: أَصْلُ الأَضراسِ في اللَّحْيِ. وقيل الرَّأْدانِ: طَرَفَا اللَّحْيَيْنِ الدَّقيقانِ اللَّذَانِ في أَعلاهما، وهما المُحَدَّدانِ الأَحْجَنانِ المُعلَّقَانِ في خُرْتَيْنِ دون الأُذُنَيْن.

  وقيل: طَرَفُ كلِّ غُصن: رُؤْدٌ والجمع أَرْآدٌ، وأَرَائدُ نادِرٌ وليس بجمعِ جَمْعٍ، إِذ لو كان ذلك لقيل: أَرائِيدُ. أَنشدَ ثعلب:

  تَرَى شُئونَ رأْسِهِ العَوارِدَا

  الخَطْمَ واللَّحْيَيْنِ والأَرَائدَا

  والرُّؤْد بالضَّمّ: التُّؤَدَة، قال:

  كأَنَّه ثَمِلٌ يَمْشِي على رُودِ

  (⁣٥) احتاج إِلى الرِدْفِ فخفف هَمزَة الرُّؤْد، ومن جعله تكبير رُوَيْد لم يَجعلْ أَصلَه الهمزةَ.

  ورواه أَبو عُبَيْدٍ:

  كأَنَّها مِثْلُ مَنْ يَمْشِي على رُودِ

  فقلت «ثمل» وغيَّرَ بِناءَه. قال ابنُ سيده: وهو خَطأٌ.

  ومن المجاز: تَرَأَدّ الرَّجلُ تَرَؤُداً. اهتَزَّ نَعْمَةً وتَثَنَّى.

  وكذا تَرأّدَت الجَارِيَةُ تَرَؤُداً كارتأَدَ ارتِئاداً.

  وتَرَأّدَت الرِّيحُ: اضْطَرَبَتْ وتَمَايَلَتْ يَميناً وشِمالاً.

  ومن المجاز: تَرَأّدَ زَيْدٌ: قام فأَخَذَتْه رِعْدَةٌ، وتَمَيَّلَ عِنْدَ قِيامِه.

  وتَرَأّدَ الغُصْنُ: تَفَيَّأَ وتَذَبَّلَ وتَثَنَّى وتَرأّدَ العُنُقُ: الْتَوَى والشَّيْءُ: ذَهَبَ وجاءَ.

  ومن المجاز: لَقِيتُه رَأْدَ الضُّحَى، ورائِدَ الضُّحَى، وهذه عن الصاغانيِّ وَرَأْدُه: ارتِفاعُهُ حين يَعلُو النَّهَارُ، الأَكثرُ يَمضِي من النَّهَارِ خُمْسُه، وفَوْعَةُ النّهارِ بعْدَ الرَّأْدِ.

  والرَّأْدُ: رَوْنَقُ الضُّحَى وقيل هو بَعْدَ انْبِسَاطِ الشمْسِ، وارتفاعِ النَّهَار. وقد تَرَاءَد وترأّدَ.

  وَرأْدُ الأَرضِ: خَلَاؤُهَا، يقال ذَهَبْنا في رَأْدِ الأَرضِ. نقله الصاغانيُّ.

  * وَمما يستدرك عليه:

  تَرَأّدَت الحيَّةُ اهتَزَّتْ في انْسِيَابِهَا، وأَنشد:

  كَأَن زِمامَها أَيْمٌ شُجَاعٌ

  تَرَأّدَ في غُصُونٍ مُغْضَئلَّهْ⁣(⁣٦)

  وهو مجاز، كما في الأساس.

  [ربد]: رَبَدَ، كنصر، بالمكان رُبُوداً بالضّمّ، إِذا أَقام فيه، ومنه أُخِذَ المِرْبَد.

  ورَبَدَ رُبُوداً: حَبَسَ، عن ابن الأَعرابيّ. قيل ومنه أُخذ المِرْبَد كمِنْبَر: المَحْبَس.

  وفي حديث النّبيّ ÷: «أَن مَسْجِده كان مِرْبَداً ليَتِيمَيْنِ في حِجْر مُعاذِ⁣(⁣٧) بنِ عَفْراءَ، فجَعَلَه للمُسْلمين، فبناه رسولُ الله ÷ مَسْجِداً».


(١) وهذه عن الأصمعي كما في التهذيب، قال: من النساء التي ترود وتطوف، وقد رادت ترود رودانا. وفي القاموس: والرادة والرؤودة.

(٢) كذا بالقاموس، وفي الصحاح: «والرأْد: أصل اللحي والرُّؤْد مثله» ومثله في اللسان.

(٣) كذا، والأصوب: سبعاً ... ثمانٍ.

(٤) الأساس: التخفيف الأول.

(٥) تكاد لا تثلم البطحاء خطوتها.

(٦) بالأصل «مغطئلة» تحريف صوابه ما أثبتناه مغضئلة بالضاد المعجمة. اغضألّ الشجر: اشتد وكثرت غصونه

(٧) وقيل فيه: معوذ.