تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غمل]:

صفحة 554 - الجزء 15

  والغَلَلُ. محرَّكةً: الماءُ الذي يَتَغَلَّل بَيْن الشَّجَرِ، والجَمْعُ الأَغْلال، قالَ دُكَيْن:

  يُنْجِيه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال

  وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلال

  ظَمْأَ النَّسا من تَحت رَيَّا مِن عال⁣(⁣١)

  وقيلَ: الغَلَلُ الماءُ الظاهِرُ الجاري على وَجْهِ الأَرْضِ ظُهوراً قَلِيلاً وليسَ له جِرْيَة فيَخْفى مَرَّة ويظَهَر مَرَّة، قالَ الحُوَيْدِرة:

  لَعِب السُّيُول به فأَصْبح ماؤُه

  غَلَلاً يُقَطِّع في أُصُول الخِرْوَع⁣(⁣٢)

  وقالَ أَبو حَنِيفَة: الغَلَلُ السَّيْل الضَّعِيفُ يَسِيلُ مِن بَطْنِ الوادِي أَو التِّلَع في الشجرِ.

  وتَغَلْغَلَ الماءُ في الشجرِ: تَخَلَّلها.

  وقالَ أَبو سَعِيدٍ: لا يَذْهب كَلامُنا غَلَلاً أَي لا يَنْبِغي أَن يَنْطوي عن الناسِ بل يجبُ أَنْ يَظْهر.

  ويقالُ لعِرْق الشَّجَرِ إذا أَمْعَن في الأَرْضِ غَلْغَلٌ، والجَمْعُ غَلاغِلُ، قالَ كَعْبُ:

  وتَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنايا كأَنَّها

  أَقاحِيّ تُرْوى عن عُرُوقِ غُلاغِلِ⁣(⁣٣)

  والغُلَّةُ، بالضمِ: هي الغطامَةُ⁣(⁣٤)، والجَمْعُ الغُلَلُ، قالَهُ ابنُ بَرِّي، وأَنْشَدَ:

  كَفَاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه

  وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ⁣(⁣٥)

  وقالَ السّلميُّ: غَشَّ له الخَنْجَر والسِّنانَ وغَلَّه له أَي دَسَّه له وهو لا يشعرُ به. والغالَّةُ: ما يَنْقطعُ مِن ساحِلِ البَحْرِ فيَجْتَمِعُ في موضِعٍ.

  وغُلَّتْ يدُه إلى عُنُقِه أَي أَمْسِكَت عن الإِنْفاقِ.

  والعَرَبُ تكنِّي عن المرأَةِ بالغُلِّ وفي الحدِيثِ: «إنَّ مِن النِّساءِ غُلًّا قَمِلاً يقذِفُه اللهُ في عُنُقِ مَن يَشاءُ»، والأَصْل في ذلِكَ أَنَّ العَرَبَ كانوا إذا أَسَروا أَسِيراً غَلُّوه بغُلٍّ من قِدٍّ وعليه شَعَر، فرُبَّما قَمِلَ في عُنُقِه إذا قَبَّ ويَبِسَ فيَجْتَمع عليه مَحْنَتان القَمْل والغُلّ.

  وفلانٌ يُغِلُّ على عِيالِه أَي يَأْتيهم بالغَلَّةِ.

  وغَلَّ على الشيءِ غَلًّا وأَغَلَّ سَكَتَ، وأَيْضاً أَقامَ وغَلّ الإِهَابَ أَبْقى فيه عنْدَ السَّلْخ، لُغَةٌ في أَغَلَّ.

  وأَغَلَّ القومُ: صارُوا في وَقْت الغَلَّة.

  وأَغَلَّ الرجُلُ: وَجَدَه غالًّا وله أَريضة يَغْتَلّها مِثْل يَسْتَغِلُّها، وجَمْعُ الغلة غِلالٌ بالكسرِ.

  والغُلَّة، بالضمِ: خِرقَةٌ تشدُّ على رأْسِ الإِبْرِيقِ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ، والجَمْعُ غُلَلٌ.

  والغَلَلُ، محرَّكةً: المصْفَاةُ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للبيدٍ:

  لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ

  بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفون المَقاوِلا⁣(⁣٦)

  يعْنِي الفِدَام على رأْسِ الإبْريقِ، وبعضُهم يرْوِيه غُلَل، بالضمِ جَمْعِ غُلَّة.

  والمُغَلْغِلة، بكسرِ الغَيْن الثانِيَة: المُسْرِعة.

  والغَلَلُ، محرَّكةً: اللَّحْمُ الذي تُرِكَ على الإِهابِ حينَ سُلِخَ والغُلْغلةُ، بالضمِ: لغطُ الأَصْواتِ.

  [غمل]: غَمَلَ الأَديمَ يَغْمُلُه غَمْلاً فانْغَمَلَ أَفْسَدَه فهو غَمِيلٌ، أَو جَعَلَه في غُمَّةٍ ليَنْفَسِخ عنه صوفُه أَو لَفَّه ودَفَنَه في الرَّمْلِ بعْدَ البَلِّ ليُنْتِنَ فَيَسْتَرْخِي إذا جَذَبَ صوفَه فَيَنْتَتِفَ شَعَرُه، وقيلَ: إنّه إذا غفلَ عنه ساعةٌ فهو غَمِيلٌ وغَمِينٌ.

  وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: هو أَن يُطْوى على بَلَلِه فيُطالُ طيَّه فوْقَ حقِّه فيفسد. وقيلَ: هو أَنْ يلفَّ الإِهَاب بعْدَ ما يسلَخُ ثم


(١) اللسان والأول والثاني في الصحاح والتهذيب.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والتهذيب، في اللسان «عن» بدل «من» وفي التهذيب: «أقاحٍ تروى» بدل «أقاحي»

(٤) كذا، ولعلها «العظامة» وفي اللسان «العُظْمة» وهي بمعنى الغِلالة وقد تقدمت، وهي التي تشدها المرأة على عجزيتها تحت إزارها، تضخم بها عجيزتها.

(٥) اللسان بدون نسبة

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١١٨ واللسان والمقاييس ٤/ ٣٧٧ والصحاح