تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ردح]:

صفحة 48 - الجزء 4

  أَراد بالأَرحّ الوَعلَ. والمُخدَّم: الأَعْصَم من الوُعول، كأَنّه الّذي في رِجْليه خَدَمَةٌ. وعَنَى الوَعِلَ المُنْبَسِطَ الظِّلْفِ، يَصِفه بانبساطِ أَظلافِه. وفي التهذيب: الأَرَحُّ من الرِّجال: الّذي يستوِي باطنُ قَدميْه⁣(⁣١) حتّى يمَسَّ جَميعُه الأَرضَ.

  وامرأَةٌ رحّاءُ القدمينِ. ويُسْتَحَبّ أَن يكون الرَّجلُ خَميصَ الأَخْمَصَيْنِ، وكذلك المرأَة.

  وتَرحْرَحتِ الفَرَسُ، إِذا فحَّجتْ قَوائِمَها لتَبولَ.

  وحافِرٌ أَرَحُّ: مُنْفَتِحٌ في اتِّساعٍ.

  وشَيْءٌ رَحْرحٌ ورَحْراحٌ ورحْرحَانُ. ورهْرَةٌ ورهْرَهَانُ: واسعٌ مُنْبسِطٌ لَا قَعْرَ له كالطَّسْتِ، وكلِّ إِناءٍ نَحْوِه. وإِناءٌ رحْرَحٌ رَهْرَةٌ: واسِعٌ قَصِيرُ الجِدارِ. وقال أَبو عمرٍو: قَصْعَةٌ رَحْرَحٌ ورَحْرَحانِيَّةٌ: وهي المُنبسطةُ في سعَةٍ.

  وفي الحديث في صِفةِ الجَنَّةِ: «وبُحْبُوحتُها رحْرَحانِيَّةٌ» أَي وَسَطُها فيّاحٌ واسِعٌ، والأَلف والنُّون زيدتا للمُبَالغةِ.

  وفي حديث أَنَسٍ: «فأُتِيَ بقدَحٍ رَحْراحٍ فوَضع فيه أَصابعَه».

  الرَّحْرَاحُ: القَريبُ القَعْرِ مع سَعَة فيه؛ كذا في اللسان.

  ورَحْرَحَانُ: اسمُ وادٍ عريضٍ في بلادِ قَيْسٍ. وقيل: رَحْرَحَانُ: موضِعٌ. وقيل: اسم جَبل قُرْبَ عُكاظَ، له يوْمٌ معروفٌ لبني عامر على بني تَميم. قال عَوْفُ بن عَطِيَّةَ التَّمِيميّ⁣(⁣٢):

  هَلّا فوَارِسَ رَحْرَحانَ هَجَوْتُمُ

  عُشَراً تَنَاوَحُ في سَرَارَةِ وادِي⁣(⁣٣)

  يقول: لهم منْظَرٌ وليس لهم مَخْبَر، يُعيِّر به لَقيطَ بن زُرارةَ، وكان قد انهزَمَ يومئذ.

  والرَّحَّة: الحَيَّةُ المُتَطوِّقَةُ إِذا انْطَوتْ، أَصْلُه رَحْيَةٌ قُلبِت الياءُ حاءً⁣(⁣٤).

  وقال الَّاصمعّي: رَحْرَحَ الرَّجلُ، إِذا لم يُبَالغْ قَعْرَ ما يُريدُ، كالإِناءِ الرَّحْرَاحِ. ورَحْرَحَ بالكَلَامِ، إِذا عَرَّضَ له تعريضاً ولم يُبَيِّن. ويقال: رَحْرَحَ عن فُلانٍ، إِذا سَتَرَ دُونَه.

  * ومما يستدرك عليه:

  بَعيرٌ أَرَحُّ: لاصِقُ الخُفِّ بالخُفِّ. وخُفٌّ أَرَحُّ، كما يُقال: حافِر أَرَحُّ.

  وِكْركِرَةٌ رَحّاءُ: واسِعةٌ.

  ومن المَجاز عَيْشٌ رَحْراحٌ ورَحْرَحٌ، أَي واسعٌ؛ وهو في الصّحاح والأَساس.

  [ردح]: رَدَحَ البَيْتَ، كمَنَع، يَرْدَحُه رَدْحاً وأَرْدَحه، إِذا أَدْخَلَ رُدْحَةً، أَي شُقَّةً في مُؤَخَّرِه. أَو رَدَحه وأَرْدَحَه: كاثَفَ عليه الطِّينَ، قال حُمَيد الأَرقَطُ⁣(⁣٥):

  بناءَ صخرٍ مُرْدَحٍ بطينِ

  والرُّدْحَةُ، بالضّمّ: سُتْرَةٌ في مُؤَخَّرِ البَيْتِ، أَو قِطْعَةٌ تُزاد في البَيتِ.

  والرَّدَاحُ كسَحابٍ والرادِحة⁣(⁣٦) والرَّدُوحُ: المَرأَةُ العَجْزاءُ الثَّقيلةُ الأَوْراكِ تامَّة الخَلْقِ. وقال الأَزهريّ: ضَخْمةُ العَجِيزةِ والمَآكِم. وقد رَدُحَت رَدَاحَةً. والرَّدَاحُ: الجَفْنةُ العَظيمةُ، والجمع رُدُحٌ، بضمتّينِ. قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْت:

  إِلى رُدُح من الشِّيزَى مِلاءٍ

  لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ

  والرَّدَاحُ: الكَتيبةُ الثَّقيلةُ الجَرّارةُ الضَّخمةُ المُلَمْلَمَةُ الكَثيرةُ الفُرْسانِ الثَّقيلةُ السَّيْرِ لكَثْرتها. والرَّدَاحُ: الدَّوْحَةُ الواسِعةُ العَظيمةُ. والرَّدَاحُ: الجَمَلُ المُثْقَلُ حِمْلاً الّذي لا انْبِعاث له.

  وهو في حديثِ ابنِ عُمرَ في الفِتَن: «لأَكُونَنّ فيها مِثْلَ الجَمَلِ الرَّدَاحِ».

  وناقَةٌ رَدَاحٌ: إِذا كانت ضَخْمةَ العَجيزةِ والمَآكِمِ؛ كذا في التّهذيب وغيره. والرَّدَاحُ: المُخْصِبُ. والرَّدَاحُ من الكِبَاشِ: الضَّخْمُ الأَلْيَةِ⁣(⁣٧). قال:


(١) في التهذيب: باطن قدمه.

(٢) كذا وفي معجم الشعراء للمرزباني ص ٢٧٦ التيمي تيم الرباب، جاهلي شاعر مغلق. ومثله في التكملة.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: هجوتم كذا بالنسخ كاللسان وكتب بهامشه: أن الذي بمعجم ياقوت: هجوتهم ولعل قول الشارح يعيّر الخ يدل عليه».

(٤) يريد أن الياء قد أعلّت وجعلت حاء، كقولهم قنٌّ وأصله قِنْيٌ، ثم أدغمت الحاء في الحاء.

(٥) عن التكملة واللسان، وبالأصل «حميد بن الأرقط».

(٦) في التهذيب واللسان: والرداحة.

(٧) كذا بالأصل والقاموس والتهذيب واللسان والتكملة وفي الأساس: الضخم الأليتين.