تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حنث]:

صفحة 198 - الجزء 3

  بكسرِ القاف وتخفِيفِ المُوَحَّدة وتشديدِهَا كالحَفِثَةِ، بزيادة الهاءِ والحِفْثِ بالكسر، ج أَحْفَاثٌ.

  وفي التهذيب: الحَفِثُ والفَحِثُ: الذي يكونُ مع الكَرِشِ، وهو يِشْبِهُهَا.

  وقال أَبو عَمرٍو: الفَحِثُ: ذاتُ الطَّرائِقِ⁣(⁣١)، والقِبَة الأُخْرَى إِلى جَنْبِه وليس فيها طَرَائِق، قال: وفيها لُغَاتٌ حَفِثٌ، وحَثِفٌ، وحِفْثٌ وحِثْفٌ، وقيل فِثْحٌ، وثِحْفٌ، ويُجْمَع الأَحْثَافُ والأَفْثَاحُ والأَثْحَافُ كلٌّ قد قِيلَ.

  والحَفِثُ: حَيَّةٌ عظِيمَةٌ كالجِرابِ.

  والحُفَّاثُ، كَرُمّانٍ: حَيَّةٌ أَعْظَمُ مِنْهَا أَرْقَشُ أَبْرَشُ يأْكُلُ الحَشِيشَ، يَتَهَدَّدُ ولا يضُرُّ أَحَداً.

  وقال الجوهريّ: الحُفَّاثُ، حَيَّةٌ تَنْفُخُ ولا تُؤذِي، قال جرير:

  أَيُفَايِشُون⁣(⁣٢) وقَدْ رَأَوْا حُفّاثَهُم ... قَدْ عَضَّهُ فَقَضَى عليهِ الأَشجَعُ

  ونقل الأَزهريّ عن شَمِرٍ: الحُفَّاث: حَيَّةٌ ضَخْمٌ عَظِيمُ الرَّأْسِ، أَرْقَشُ أَحْمَرُ [أَكدَرُ]⁣(⁣٣) يُشْبِهُ الأَسْوَدَ، وليس بِهِ، إِذا حَرَّبْتَهُ انْتَفَخَ وَرِيدُه، قال: وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هو أَكْبَرُ من الأَرْقَمِ، وَرَقَشُهُ مثلُ رَقَشِ الأَرْقَمِ [لا يَضُرّ أَحَداً] وجمعُه حَفَافِيثُ، وقال جرير:

  إِنّ الحَفَافِيثَ عِنْدِي يا بَنِي لَجَإِ ... يُطْرِقْنَ حِينَ يَصُولُ الحَيَّةُ الذَّكَرُ

  ويُقَال للغَضْبَان إِذا انْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ: قد احْرَنْفَشَ حُفّاثُهُ، على المَثَلِ.

  وفي النّوادِر: افْتَحَثْتُ ما عندَ فُلانٍ وابْتَحَثْتُ⁣(⁣٤) بمعنًى واحدٍ، كذا في اللسان، والله أَعلم.

  والحَفَاثِيَةُ، ككَرَاهِيَة: الضَّخْمُ العَظِيم.

  [حلتث]: الحِلْتِيثُ، بالمثناة⁣(⁣٥) لغةٌ في الحِلْتِيت عن أَبي حنيفةَ.

  [حنث]: الحِنْثُ، بالكَسْرِ: الذَّنْبُ العَظِيمُ، والإِثْمُ، وفي التَّنْزِيل العزيز {وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ}⁣(⁣٦) وقيل: هو الشِّرْكُ، وقد فُسِّر به هذه الآيَةُ أَيضاً.

  والحِنْثُ: الخُلْفُ في اليَمِينِ.

  وفي الحَدِيث⁣(⁣٧): «اليَمِين حِنْثٌ أَو مَنْدَمَةٌ» الحِنْثُ في اليَمِين: نَقْضُها، والنَّكْثُ فيها، وهو من الحِنْثِ: الإِثمِ، يقول: إِمّا أَنْ يَنْدَمَ على ما حَلَفَ عَلَيْه، أَو يَحْنَثَ، فيَلْزَمَه الكَفّارةُ.

  وحَنِثَ في يَمِينه: أَثِمَ.

  وقال ابنُ شُمَيْل: على فُلانٍ يَمِينٌ قد حَنِثَ فيها، وعليه أَحْنَاثٌ كثيرةٌ.

  وقال: فإِنَّمَا اليَمِينُ حِنْثٌ أَوْ نَدَمٌ والحِنْثُ حِنْثُ اليَمِينِ إِذا لَمْ تَبَرّ⁣(⁣٨).

  والحِنْثُ: المَيْلُ من باطِلٍ إِلى حَقٍّ، أَو عَكْسُه⁣(⁣٩) قال خالدُ بنُ جَنْبَةَ: الحِنْثُ: أَن يَقُولَ الإِنْسَانُ غيرَ الحَقِّ.

  وقد حَنِثَ الرَّجُلُ في يَمِينِه، كعَلِمَ حِنْثاً وحَنَثاً، وأَحْنَثْتُه أَنا في يمِينِه، فحَنِثَ⁣(⁣١٠) إِذا لمْ يَبَرّ فِيها.

  والمَحَانِثُ: مَوَاقِعُ الحِنْثِ الإِثْمِ، قيل: لا واحِدَ لهُ، وقيل: واحِدُه مَحْنَثٌ، كمَقْعَد، وهو الظّاهِر، والقِيَاس يَقْتَضِيه، قاله شيخنا.

  ومن المَجَاز: هو يَتَحَنَّثُ من القَبِيحِ أَي يَتَحَرَّجُ ويَتَأَثَّمُ.

  وتَحَنَّثَ إِذا تَعَبَّدَ، مثل تَحَنَّفَ، وفي الحديث [أَن رسول الله ، كان قبل أَن يوحي إِليه]: «كانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فيَتَحَنَّثُ فيهِ اللَّيَالِيَ» أَي يَتَعَبَّد، وفي روايَة «كَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فيَتَحَنَّثُ فيهِ - وهو التَّعَبُّدُ - اللّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ»، قال ابن سِيدَه: وهذا عندِي على السَّلْبِ، كأَنَّه يَنفِي بذلك


(١) عن التهذيب، وبالأصل «الطريق».

(٢) المفايشة: المفاخرة بالباطل.

(٣) زيادة عن التهذيب.

(٤) عن التهذيب واللسان، وبالأصل «وانتحثت».

(٥) كذا بالأصل، والمناسب: بالمثلثة.

(٦) سورة الواقعة الآية ٤٦.

(٧) بالأصل: «وفي الحديث في اليمين» وما أثبت عن النهاية.

(٨) عن اللسان والتهذيب، وبالأصل «يبرّ».

(٩) في القاموس: «وعكسه» أي ومن حق إلى باطل كما في التهذيب.

(١٠) في الصحاح: فحَنَثَ.