تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صدد]:

صفحة 52 - الجزء 5

  ومن سَجَعَات الأَساس: رَماني الحَرُّ بِصَيَاخِيدِه، والبَرْدُ بصَنادِيدِه.

  وصَخْرَةٌ صَيْخُودٌ، وصَيْخادٌ، الأَخيرة عن الصاغانيِّ: صَمَّاءُ راسِيةٌ شَدِيدةٌ، وفي الأَساس: صَخْرَةٌ صَيْخُودٌ: لا تَعْمَلُ فيها المَعَاوِلُ. وفي اللسان: الصَّيْخُود: الصَّخْرة المَلْسَاءُ الصُّلْبَةُ لا تحرَّكُ من مكانِهَا، ولا يَعْمَل فيها الحَدِيدُ، وأَنشد:

  حَمْرَاءُ مِثْلُ الصَّخْرَة الصَّيْخُودِ

  (⁣١) وهي الصَّلُود. والصَّيْخُود أَيضاً: الصَّخْرَةُ العَظِيمةُ التي لا يَرْفَعُها شيءٌ، ولا يأْخُذُ فيها مِنْقَارٌ ولا شيْءٌ، قال ذو الرُّمّة:

  يَتْبَعْنَ مِثْلَ الصَّخْرةِ الصَّيْخُودِ

  وقيل: صَخْرةٌ صَيْخُودٌ، وهي الصُّلْبَة الّتي يَشْتَدُّ حَرُّهَا إِذا حَمِيَتْ عليها الشَّمْسُ.

  وفي حديثِ عَليٍّ، كرَّم الله وجهه: «ذَوَات الشَّنَاخِيبِ الصُّمِّ من صَياخِيدِها».

  والصَّيْخَدُ: عَيْنُ الشَّمْسِ سُمِّيَ به⁣(⁣٢) لِشِدَّةِ حَرِّها، وأَنشد اللَّيث:

  وَقْدَ الهَجِيرِ إِذَا استَذابَ الصَّيْخَدُ

  وأَصْخَدَ الرَّجُلُ: دَخَلَ في الحَرِّ، ويقال: أَصخَدْنَا، كما يُقَال: أَظْهَرْنَا، وصَهَدَهُم الحَرُّ، وصَخَدَهم والإِصخَادُ، والصَّخَدَانُ: شِدَّةُ الحَرِّ.

  وأَصخَدَ الحِرْبَاءُ: تَصَلَّى بِحَرِّ الشَّمْسِ واسْتَقْبَلَهَا.

  والمَصْخَدَة: الهاجِرَةُ، كالصَّاخِدة، ج: مَصَاخِدُ يقال: أَتيتُه في مَصَاخِدِ الحَرِّ وصَيَاخِيدِه.

  وصَخْدٌ بفتح فسكون، مَصْروفاً، وقد يُمْنَع من الصَّرْف: د، نقله الصاغانيُّ.

  والصَّيْخَدُونُ: الصَّلابَةُ والشِّدَة، قال ابنُ دُرَيْد: هكذا قالوا. ولا أَعرفها. ويقال: واحدٌ فاخِذٌ⁣(⁣٣) صاخِدُ، أَي صُنْبُورٌ، أَي فَرْدٌ ضَعِيف، أَي لا أَخَ له ولا وَلَدَ.

  * ومما يستدرك عليه:

  المُصْطَخِدُ: المُنْتَصِبُ، قال كَعْب:

  يَوْماً يَظَلُّ به الحِرْبَاءُ مُصْطَخِداً ... كَأَنَّ ضَاحِيَهُ بالنَّارِ مَمْلُولُ

  وكذلِكُ المُصْطَخِمُ. يَصِفُ انتصابَ الحِرْبَاءِ إِلى الشَّمْس في شِدَّة الحَرِّ.

  والصُّخْد، بالضّمّ: دَمٌ. وما في السَّابِياءِ، والصَّخْد: الرَّهَلُ، والصُّفْرَةُ في الوَجْهِ. والسِّين لغةٌ في الصَّادِ على المضارعة. وصَيْخَدٌ، كحَيْدرٍ: موضع.

  [صدد]: صَدَّ عَنْه يصُدُّ وَيصِدُّ صَدًّا وصُدُوداً، كقُعودٍ أَعرَضَ، ورَجلٌ صادُّ، من قَومٍ صُدَّاد، وامرأَةٌ صادَّةٌ، من نِسْوَةٍ⁣(⁣٤) صَوادَّ، وصُدَّادٍ أَيضاً، قال القُطامِيُّ:

  أَبصارُهُنَّ إِلى الشُّبَّانِ مائِلةٌ ... وقد أَراهُنَّ عَنْهُمْ غيرَ صُدَّادِ⁣(⁣٥)

  ويقال: صَدَّ فُلاناً عن كذا صَدًّا، إِذا مَنَعَهُ وصَرَفَهُ عنه، قال اللهُ ø: {وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ}⁣(⁣٦) أَي صَدَّهَا كونُها من قَوْمٍ كافِرِينَ عن الإِيمان. وفي التنزيل: {فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ}⁣(⁣٧) كأَصَدَّهُ إِصْداداً، وصَدَّدَه، وأَنشد الفَرَّاءُ لذي الرُّمَّة:

  أُناسٌ أَصَدُّوا النَّاسَ بالسَّيْفِ عَنْهُمُ ... صُدُودَ السَّوَاقِي عن أُنُوفِ الحَوائِمِ⁣(⁣٨)


(١) في اللسان: وهاجرة صيخود: متقِدة.

(٢) كذا بالأصل والتهذيب واللسان «سمي به» والصواب أن يقال «سميت به» بتأنيث الفعل، لأن الفاعل ضمير عائد على مؤنث، إن كان المؤنث حقيقياً أو مجازياً وجب تأنيث الفعل.

(٣) في التكملة: «قاحد».

(٤) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله عنهم كذا: اللسان، وكتب عليه المشهور عني.

(٦) سورة النمل الآية ٤٣.

(٧) سورة النمل الآية ٢٤ وسورة العنكبوت الآية ٣٨.

(٨) صوّب ابن بري انشاده.

صدود السواقي عن رؤوس المخارم

والسواقي: مجاري الماء. والمخرم منقطع أنف الجبل، يقول: صدوا الناس عنهم بالسيف كما صُدت هذه الأنهار عن المخارم فلم تستطع أن ترتفع إِليها.