تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضوع]:

صفحة 313 - الجزء 11

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الضَّلْفَعُ: المَرْأَةُ السَّمِينَةُ، مثل اللُّبَاخِيَة، قالَهُ ابنُ بَرِّيّ.

  [ضوع]: ضاعَهُ، يَضُوعُهُ ضَوْعاً: حَرَّكَه وَرَاعَه.

  وِضَاعَهُ الريحُ: أَثْقَلَه، وأَقْلَقَه، وقِيلَ: ضَاعَهُ: هَيَّجَهُ، وقالَ أَبُو عَمْرٍو: ضَاعَهُ أَمرُ كَذا وكذا يَضُوعُه: أَفْزَعَهُ. وقالَ غيْرُه: ضَاعَهُ: شَاقَّهُ، وهذا عن ابْنِ عَبّادٍ، فهو مَضُوعٌ في الكُلِّ، قال بِشْرُ بنُ أَبِي خازِمٍ.

  سَمِعْتُ بدَارَةِ القَلْتَيْنِ صَوْتاً ... لِحَنْتَمَةَ، الفُؤادُ به مَضُوعُ

  وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ لِبشْرٍ:

  وِصاحَبَهَا غَضِيضُ الطَّرْفِ أَحْوَى ... يَضُوعُ فُؤادَها مِنْه بُغامُ

  وقال الكُمَيْتُ:

  رِئابُ الصُّدُوعِ غِيَاثُ المَضُو ... عِ لأُمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ

  ويُرْوَى:

  «لأْمَتُه⁣(⁣١) الصَّدَرُ المُبْجِلُ»

  وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو لأَبِي الأَسْوَدِ العِجْلِيِّ:

  فما ضَاعَنِي تَعْرِيضُهُ وانْدِرَاؤُهُ ... عَلَيَّ وإِنِّي بالعُلَا لَجَدِيرُ

  وقال ابنُ هَرْمَةَ:

  أَذَكَرْتَ عَصْرَكَ أَمْ شَجَتْكَ رُبُوعُ ... أَمْ أَنْتَ مُتَّبِلُ الفُؤَادِ مَضُوعُ؟

  وِضاعَ السَّفَرُ الدّابَّةَ: هَزَلَها، وهُنَّ الضَّوائِعُ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: ضَاعَ الطّائِرُ فَرْخَهُ يَضُوعُه ضَوْعاً: زَقَّهُ، ويُقَالُ منه: ضَعْ ضَعْ، إِذا أَمَرْتَه بزَقِّه.

  وِضَاعَ المِسْكُ يَضُوعُ ضَوْعاً: تَحَرَّكَ فانْتَشَرَت رائِحَتُه ونَفَحَتْ، كتَضَوَّعَ: سَطَعَ وتَفَرَّقَ، قالَ امْرُؤُ القيْسِ:

  إِذا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُما ... نَسِيمَ الصَّبَا جَاءَتْ برَيَّا القَرَنْفُلِ⁣(⁣٢)

  وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للنُمَيْرِيِّ، وهو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن نُمَيْرٍ الثَّقَفِيّ، يُشبِّبُ بزيْنَبَ أُخْتِ الحَجّاجِ بنِ يُوسُفَ:

  تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمَانَ إِذْ مَشَتْ ... به زَيْنَبٌ في نِسْوَةٍ عَطِراتِ

  ويُرْوَى: «خَفِرَاتِ» وقال آخَرُ:

  أَعِدْ ذِكْرَ نَعْمَانٍ لَنَا إِنَّ ذِكْرَهُ ... هو المِسْكُ ما كَرَّرْتَهُ يَتَضَوَّعُ

  وِكذلِكَ الشَّيْءُ المُنْتِنُ المُصِنُّ يُقَالُ: تَضَوَّعَ النَّتْنُ، حكاهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ:

  يَتَضَوَّعْنَ لو تَضَمَّخْنَ بالمِسْ ... كِ صُمَاحاً كأَنَّهُ رِيحُ مَرْقِ⁣(⁣٣)

  والصُّمَاحُ: الريحُ المُنْتِن، والمَرْق: الإِهابُ الّذِي عُطِّنَ فأَنْتَنَ.

  وِضَاعَت الريحُ الغُصْنَ ضَوْعاً: مَيَّلَتْه، فهو غُصْنٌ مَضُوعٌ.

  وِضَاعَ الصَّبِيُّ ضَوْعاً: تَضَوَّرَ وصَاحَ من البُكَاءِ، كذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ «في البكاءِ» كتَضَوَّع، ولو قالَ: والمِسْكُ: انْتَشَرَتْ رائِحَتُه، والصَّبِيُّ: تَضَوَّرَ، كتَضَوَّع فِيهِمَا، كان أَخْصَرَ، ثُمَّ إِنَّ الضَّوْعَ والتَّضَوُّرَ هو البُكَاءُ، يُقَالُ: ضَرَبْتُه حَتَّى تَضَوَّعَ وتَضَوَّرَ، وقد غَلَب على بُكَاءِ الصَّبِيِّ، وقالَ اللَّيْثُ: التَّضَوُّع: تَضَوَّرُ الصَّبِيِّ في البُكَاءِ في شِدَّةٍ ورَفْعِ صَوْتٍ، قالَ: والصَّبِيُّ بُكَاؤُه تَضَوُّعٌ، قال امْرُؤُ القيْسِ يصِفُ امْرَأَةً:

  يَعَزُّ عَليْهَا رُقبَتِي ويَسُوءُهَا ... بُكَاهُ، فتَثْنِي الجِيدُ أَن يَتَضَوَّعَا

  يَقُول: تَثْنِي الجِيدَ إِلى صَبِيِّها حَذَرَ أَنْ يَتَضَوَّعَ.


(١) هذه رواية اللسان، وفيه في مادة «بجل» رواية أخرى للبيت في مدح عبد الرحيم بن عنبسة بن سعيد بن العاص:

إليه موارد أهل الخصاص ... وِمن عنده الصدر المبجل

وفي التهذيب: لأُمَّته.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: إذا قامتا الخ الذي في ديوان امرئ القيس:

إذا التفتت نحوي تضوع ريحها

(٣) البيت للحارث بن خالد، عن حواشي التهذيب. وبالأصل «ضماخا ... والضماخ» والمثبت عن التهذيب واللسان ط دار المعارف.