تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صحر]:

صفحة 77 - الجزء 7

  ومن المَجاز: صَبَرْتُ يَمِينَه، إِذا حَلَّفْتَه جَهْدَ القَسَمِ، ويَمِينٌ⁣(⁣١) مَصْبُورَةٌ، وبَدَنِي⁣(⁣٢) لا يَصْبِرُ على البَرْدِ⁣(⁣٣) وهو صابِرٌ عليه، وهو أَصْبَرُ على الضَّرْبِ من الأَرْضِ. كذا في الأساس.

  والصّابُورَةُ: ما يُوضَعُ في بَطْنِ المَرْكبِ من الثِّقْلِ.

  والصّابِرُ: لَقَبُ عليِّ ابن أُخْتِ الشيخِ فَرِيدِ الدّينِ العمريّ أَحد مشايخ الجشية، صاحب التآليفِ والكرامات.

  ولقبُ عَليِّ بنِ عَليِّ بنِ أَحْمَدَ الشَّرْنُوبِيّ، جَدِّ شيخِنا يُوسُفَ بنِ عليِّ أَحدِ شُيوخنا في البرهمانيَّة.

  والصُّبَيْرَةُ، مُصَغَّراً: ناحِيَةٌ شامِيّة.

  وبلا لام: موضِعٌ آخر.

  والقاضي أَو بَكْر مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ صُبْر البغداديّ، بالضَّمِّ، فقيهٌ حنفيٌ، مات سنة ٣٨٠.

  وفي تَمِيمٍ: صُبَيْرَةُ بنُ يَرْبُوع بنِ حَنْظَلَةَ، قال ابنُ الكَلْبِيّ: منهم قَطَنُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ أَبي سَلمَةَ بن صُبَيْرَة شاعرُ بني يَرْبُوع.

  ومن شيوخِ أَبي عبيدة رَيّانُ الصُّبَيْرِيّ.

  [صحر]: الصَّحْرَاءُ: اسمُ سَبْعِ مَحالّ بالكُوفَةِ ومَحَلّ خارِجَ القَاهِرَةِ.

  والصَّحْرَاءُ: الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ في لِين وغِلَظ دونَ القُفِّ، أَو هي الفَضَاءُ الواسِعُ، زاد ابن سيدَه: لا نَبَاتَ بهِ⁣(⁣٤).

  قال الجَوْهَرِيّ: الصَّحْرَاءُ: البَرِّيَّةُ، غيرُ مصروفة وإِن لم يَكُنْ صِفَةً، وإِنما لمْ يُصْرَفْ للتَّأْنِيثِ⁣(⁣٥)، وللُزُومِ حَرْفِ التَّأْنيثِ له، قال: وكذلك القَوْلُ في بُشْرَى، تقول: صَحْرَاءُ واسِعَةٌ، ولا تَقُلْ: صَحْرَاءَةٌ واسعَةٌ، فتدخِل تأْنِيثاً على تأْنيث.

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: الصَّحْراءُ من الأَرْضِ: مثلُ ظَهْرِ الدّابَّةِ الأَجْرَدِ، ليس بها شَجَرٌ ولا إِكامٌ ولا جبَالٌ، مَلْسَاءُ، يقال: صَحْرَاءُ بَيِّنَةُ الصَّحَرِ والصُّحْرَةِ.

  ج: صَحَارَى، بفتح الراءِ، وصَحَارِي، بكسرِها، ولا يُجْمع على صُحْرٍ؛ لأَنه ليس بنَعْت.

  وقال ابنُ سيدَه: الجَمْعُ صَحْرَاوَاتٌ، وصَحَارٍ، ولا يُكَسَّرُ على فُعْل؛ لأَنه وإِنْ كان صِفَةً فقد غلَب عليه الاسمُ.

  وقال الجوهريّ: الجمعُ الصَّحارَى والصَّحْرَاوَاتُ: قال: وكذلك جَمْعُ كل فَعْلاءَ إِذا لم يكن مُؤَنَّثَ أَفْعَلَ، مثْل: عَذْرَاءَ، وخَبْرَاءَ، وَوَرْقَاءَ اسم رَجُل.

  وجَاءَتْ مُشَدَّدَةً، وهو الأَصلُ فيه⁣(⁣٦)؛ لأَنّكِ إِذا جَمَعْتَ صحراءَ أَدخَلْتَ بين الحاءِ والرّاءِ أَلفاً وكسَرْت الراءَ، كما يُكْسَرُ ما بَعْدَ أَلفِ الجَمْعِ في كلِّ مَوضِع، نحو: مَساجِدَ وجَعَافِرَ، فتنقلبُ الأَلفُ الأُولَى بعد الراءِ ياءً، للكسرة التي قبلها، وتَنقَلبُ الأَلفُ الثانيةُ التي للتأْنِيثِ أَيضاً ياءً، فتُدْغَم، ثُمَّ حَذَفُوا اليَاءَ الأُولَى، وأَبدلُوا من الثانِيَةِ أَلفاً، فقالوا: صَحَارَى؛ ليسلمَ الأَلفُ من الحَذْفِ عند التنوين،. وإِنّمَا فَعلوا ذلك ليفرقُوا بين الياءِ المنقلبةِ من الأَلف للتأْنيثِ وبين الياءِ المنقلبة مِن الأَلف التي ليست للتأْنيث، نحْو أَلِفِ مَرْمًى ومَغْزًى، إِذْ⁣(⁣٧) قالُوا: المَرَامِي والمَغَازِي، وبعضُ العربِ لا يَحْذِفُ الياءَ الأُولَى، ولكن يَحذِفُ الثانيةَ فيقول: الصَّحَارِي، بكسر الراءِ، وهذه صَحَارٍ، كما تقول جَوَارٍ وشاهِدُ التَّشْدِيدِ في قولهِ:

  وقَدْ أَغْدُو على أَشْقَ ... رَ يَجْتابُ الصَّحَارِيَّا

  الأَشْقَرُ: اسم فَرَسِه، ويَجْتابُ، أَي يَقْطَعُ.

  وأَصْحَرُوا: بَرَزُوا فِيها، أَي الصَّحْرَاءِ.

  وقيل: أَصْحَرُوا، إِذَا بَرَزُوا إِلى فضاءٍ لا يُوَارِيهِم شْيءٌ، ومن حديثُ أُمِّ سَلَمَةَ لعائشةَ: «سَكَّنَ الله عُقَيراكِ فلا تُصْحِرِيها»، معناه لا تُبْرِزيها إِلى الصَّحْرَاءِ، قال ابنُ الأَثِيرِ:


(١) عن الأساس، وبالأصل «وعين».

(٢) الأساس: ويدي لا تصبر.

(٣) بعدها في الأساس: وهذا شجر لا يضره البرد، وهو صابر عليه ..

(٤) اللسان: فيه.

(٥) في الصحاح: لم تكن ... لم تصرف للتأنيث.

(٦) يعني أن أصل الصحاري صحاريّ بالتشديد. وقد جاء ذلك في الشعر.

(٧) عن اللسان، وبالأصل «إذا».