تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وسى]:

صفحة 292 - الجزء 20

  والوَزَى، كفَتًى: الحِمارُ المِصَكُّ الشَّديدُ⁣(⁣١)؛ كما في الصِّحاح. وفي المُحْكم المِصَكُّ النَّشِيطُ.

  وأَيْضاً: الرَّجُلُ القَصِيرُ؛ كما في كتابِ القالِي، الشَّديدُ كما في الصِّحاحِ، وفي المُحْكم: المُلَزَّزُ الخَلْقِ المُقْتَدرُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للأغْلبِ العجلي:

  قَدْ أَبْصَرَتْ سَجاحِ مِنْ بَعْدِ العَمَى ... تاحَ لها بَعْدَكَ حِنْزابٌ وَزَى

  مُلَوَّحٌ في العينِ مَجْلُوزُ القَرَى⁣(⁣٢)

  ونَصّ القالِي:

  قد علقت بَعْدَك حِنْزاباً وَزَى ... مِن اللحيميين أَرْباب القَرَى⁣(⁣٣)

  والمُسْتَوْزِي: المُنْتَصِبُ المُرْتَفِعُ: يقالُ: ما لي أَراكَ مُسْتَوْزِياً؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لابنِ مُقْبل يَصِفُ فَرَساً له:

  ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً ... شَكِيرُ جَحافِلِه قَدْ كَتِنْ⁣(⁣٤)

  والمُسْتَوْزِي: المُسْتَبِدُّ برأْيهِ.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَوْزَى الشَّيءَ: أَشْخَصَهُ وأَسْنَدَه ونَصَبَهُ.

  وعَيْرٌ مُسْتَوْزٍ: أَي ناقِرٌ.

  ووَزاهُ الأمْرُ: عاظَهُ. يقالُ: وَزاهُ الحَسَدُ؛ قالَ يزيدُ بنُ الحَكَمِ:

  إذا سافَ مِنْ أعْيارِ صَيْفٍ مَصامةً ... وزَاهُ نَشِيجٌ عِنْدَها وشَهِيقُ

  والوَزَى: المُنْتَصِبُ؛ عن القالِي.

  وأَيْضاً: الطُّيورُ؛ عن الأزْهري.

  والمُوازَاةُ: المُقابَلَةُ المُواجَهَةُ؛ والأصْلُ فيه الهَمْزُ.

  وتقدَّمَ عن الجَوْهرِي: ولا تَقُلْ وَازَيْته؛ وغيرُهُ أَجازَه على تَخْفيفِ الهَمْزةِ وقَلْبها فتأَمَّل ذلكَ.

  وأَوْزَى إليه: لجَأَ إليه: وأَوْزَيْتُه إليه أَلْجَأْتُه.

  [وسى]: ي أَوْساهُ أَي رأْسَه: حَلَقَهُ بالموسَى؛ كما في الصِّحاح والمُحْكم.

  وأَوْسَى الشيءَ: قَطَعَهُ به؛ عن ابن القطَّاع.

  ونقلَهُ الصَّاغاني ولم يَقُلْ به.

  والمُوسَى، بالضَّمِّ: ما يُحْلَقُ به ويُقْطَعُ، وهو فُعْلَى يُذَكَّر ويُؤَنَّثُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عن الفرَّاء، وأَنْشَدَ:

  فإنْ تَكُنِ المُوسَى جَرَتْ فوقَ بَظْرِها ... فما خُتِنَتْ إلَّا ومَصَّانُ قاعِدُ⁣(⁣٥)

  قُلْتُ: هو لزِيادٍ الأَعْجم يَهْجُو خالِدَ بنَ عَتَّاب؛ ويُرْوَى: فما خُفِضَتْ.

  قالَ ابنُ برِّي: ومِثْلُه قولُ الوَضَّاح بنِ إسْمعيل:

  وإنْ شِئْتَ فاقْتُلْنا بمُوسَى رَمِيضةٍ ... جمِيعاً فَقَطِّعنا بها عُقَدَ العُدا⁣(⁣٦)

  وقال عبدُ الله بنُ سعيدٍ الأُمَويُّ: هو مُذَكَّر لا غَيْر، يقالُ: هذا مُوسَى كما ترَى، وهو مُفْعَلٌ مِن أَوْسَيْت رأْسَه إذا حَلَقْتَه بالمُوسَى.

  وقال أَبو عُبيدٍ: ولم يُسْمَع التَّذْكيرُ فيه إلَّا مِن الأُمَويِّ.

  وقال أَبو عَمْرِو بنُ العَلاء: مُوسَى اسْمُ رجُلٍ مُفْعَلٌ يدلُّ على ذلكَ أنَّه يُصْرَفُ في النَّكِرةِ، وفُعْلَى لا يَنْصرِفُ


(١) في الصحاح: النشيط.

(٢) شعراء أمويون، شعر الأغلب العجلي ص ١٦٩ من قصيدة قالها في سجاح لما تزوجت مسيلمة الكذاب، وانظر تخريجه فيه. والأخير فيه برواية:

ملوحاً في العين مجلوزُ القَرَا

(٣) في: شعراء أمويون:

من اللجيميين أصحاب القُرى

(٤) اللسان والصحاح والتهذيب وفيه: بها بدل به.

(٥) اللسان والصحاح وفيها «فما وضعت».

(٦) اللسان وفيه: «عُقَد العُرا».