تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سطب]:

صفحة 76 - الجزء 2

  إنَّمَا أَرَادَ السَيْسَبان فَحَذَفَ. إما أنه لغةٌ أَو للضرورة.

  وجَعله رؤبَةُ بْن العَجَّاج في الشِّعْرِ سَيْسَاباً وَهُو قَوْلُه:

  رَاحَت وَرَاحَ كَعِصِيِّ السَّيْسَابْ ... مُسْحَنْفِرَ الوِرْد عَنِيفَ الأَقْرَابْ

  يُحْتَمل أَن يَكُونَ لُغَةً فيه أَو زَادَ الأَلِف للقَافِيَة، كما قال الآخر:

  أَعُوذُ بالله من العَقْرَابِ ... الشَّائِلَاتِ عُقَدَ الأَذْنَابِ

  قال: الشائِلات، فوصف به العَقْرَب وهُوَ وَاحِدٌ لأَنَّه على الجِنْسِ. وذكره ابن منظور في سَبَب بالبَاءَين المُوَحَّدَتَيْن وَهُوَ وَهَم⁣(⁣٢).

  والسَّاسَبُ: شجر تتخذ منه السِّهَامُ، يُذكَّر ويُؤَنَّث يُؤْتَى به من بِلَاد الهِنْد. وربما قالوا السَّيْسَبُ⁣(⁣٣) أَي بالفَتْح، والمَشْهُور على أَلْسِنَة من سَمِعْتُ مِنْهم بالكَسْر. ومنهم من يقلب الباءَ مِيماً، وهو شَجَرٌ شَاهِقٌ يُتَّخَذُ منها القِسِيّ والسَّهَام وأَنشد: طَلْقٌ وعِتْقٌ مِثْلُ عُودِ السَّيْسَبِ⁣(⁣٤)

  [سطب]: المَسَاطِبُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وقَالَ ابن الأَعْرَابِيّ هِيَ سَنَادِينُ جَمْعُ سِنْدَان الحَدَّادِين. والمَسَاطِبُ: المِيَاه السُّدْم.

  وقال أَبو زَيد: هي الدَّكَاكِين يَقْعُد النَّاسُ عَلَيْهَا. جَمْع مَسْطَبَة بفَتْح الميم ويُكْسَرُ* قال: وسمعت ذلك من العرب⁣(⁣٥).

  والأُسْطُبَّةُ بالضم: مُشَاقَةُ الكَتَّان، وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إلَيْه في حَرْفِ الهَمْزَة والصَّادِ في كُلِّها لُغَةٌ.

  [سعب]: السَّعَابِيبُ: التي تُمَدّ وفي نُسْخَة تَمْتد شِبْه الخُيوطِ مِن العَسَل والخِطْميّ ونَحوه قال ابن مقبل: يَعْلُونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضَاحِيةً على سَعَابِيبِ مَاءِ الضَّالَةِ اللَّجِنِ يقول: يَجْعَلْنه ظَاهِراً فوق كُلِّ شَيْء يَعْلُون به المُشْطَ.

  وَمَاءُ الضَّالةِ: مَاء الآسِ. شَبَّه خُضْرَتَه بخُضْرَةِ مَاءِ السِّدْرِ.

  قال ابن منظور: وهذا البَيْتُ وَقَع في الصَّحَاح، وأَظُنُّه في المحكم أَيْضاً مَاءُ الضَّالَة اللَّجز بالزَّاي، وفَسَّرَه فَقَال: اللَّجِز⁣(⁣٦): المتلزج. وقال الجوهريّ: أراد⁣(⁣٧) اللَّزِج فَقَلَبَه: ولم يَكْفِه أَن صَحَّفَ إلى أَنْ أَكَّد التَّصْحِيفَ بِهَذَا القَوْل.

  قال ابن بَرِّيّ: هذا تَصْحِيفٌ تَبِع فيه الجَوهَرِيُّ ابنَ السِّكِّيت، وإنَّما هُوَ اللَّجِن بالنُّونِ، من قَصِيدَة نُّونيَّة.

  وتَلَجَّن الشيء: تَلَزَّجَ وقبله:

  من نِسْوَةٍ شُمُسٍ لا⁣(⁣٨) مَكْرَهٍ عُنُفٍ ... ولا فَوَاحِشَ فِي سِرٍّ ولا عَلَنِ⁣(⁣٨)

  وأَشارَ إليه شَيْخُنا باخْتِصَارِ وقال: أَغْفَلَه المُصَنِّف مَعَ أَنَّه من أَغرَاضه. وقال الصَّاغَانِيُّ بعد قَوله: وهذا تَصْحِيف قَبِيح مِثلُ قَوْلِ ابْنِ بَرِّيّ الذي تَقَدَّم ما نَصُّه وهذا موضِعُ المثل رُبَّ كَلمَة تَقُولُ دَعْني، والرِّوَايَة اللَّجِن «بالنُّون»، والقَصِيدَة نُونِيَّة، وأَوَّلُهَا:

  قد فَرَّق الدهرُ بَيْن الحَيِّ بالظّعَنِ ... وبين أَهْوَاءِ شَرْب يَوم ذِي يَقن

  وقبله:

  يَرْفُلْنَ في الرَّيْط لم تُنْقَبْ دَوابِرُه ... مَشْيَ النِّعَاج بحِقْفِ الرَّمْلة الحُرُنِ

  يَثْنِين أَعناقَ أُدْمٍ يَخْتَلِين بِها ... حَبَّ الأَراك وحَبَّ الضَّالِ من دَنَنِ

  يعلون ... الخ واللَّجِن: المُتَلَجِّن يَصِير مِثْلَ الخِطْمِيِّ إذا أَوْخَفَ بِالْمَاء. قلت: وسيأْتي في «ل ج ز» وفي «ل ج ن» إن شَاءَ اللهُ تعالى.

  ويقال: سَالَ فَمُه سَعَابِيبِ وثَعَابِيبَ أَي امتدَّ لُعَابُه


(١) اللسان: سبساب، وقال: يحتمل أَن يكون السبساب فيه لغة في السبسب، ويحتمل أن يكون أراد السبسب فزاد الألف للقافية.

(٢) وردت في اللسان مادة مستقلة «سبسب» وليس سبب كما في الأصل.

(٣) في اللسان «سبسب»: السَّباسِبُ والسَّبْسَبُ.

(٤) بالأَصل «عنق» وما أثبتناه عن اللسان. والشاهد فيه على السبسب يقال في السيسبى والسيسبان.

(*) عن القاموس: وتكسرُ.

(٥) زيد في اللسان عن أَبى زيد: المسطبة وهي المَجرةُ.

(٦) عن اللسان والصحاح، وبالأصل «اللزج».

(٧) زيادة عن الصحاح.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله من نسوة الخ شمس أي نافرات من الريبة والخنى ومكره كريهات المنظر.