تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وجن]:

صفحة 567 - الجزء 18

  المُهْمَلةِ، صارَتْ فِرْقَتَيْنِ صِغاراً وكِباراً.

  واسْتَوْثَنَتِ الإبِلُ: نَشَأتْ أَوْلادُها مَعَها.

  وأَوْثَنَ زَيْداً: أَجْزَلَ عَطِيَّتَهُ.

  وأَوْثَنَ من المالِ: أَكْثَرَ منه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [وثنة]: الوَثْنَةُ: الكَفْرَةُ.

  وهي وَثَنُ فلانٍ: أَي امْرأَتُه، وهو مجازٌ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ.

  والوَثَنُ: الصَّلِيبُ؛ ومنه حدِيثُ عدِيِّ بنِ حاتِمٍ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه. قدِمْتُ وفي عُنُقي صَلِيبٌ من ذَهَبٍ، فقالَ لي: «أَلْقِ هذا الوَثَنَ عنك»، وقد سَمَّاهُ الأعْشى كَذلِكَ فقالَ:

  تَطُوفُ العُفاةُ بأبْوابِه ... كطَوْفِ النَّصارَى ببَيْتِ الوَثَنْ⁣(⁣١)

  ووُثِنَتِ الأرضُ فهي مَوْثُونَةٌ: مُطِرَتْ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  [وجن]: وَجَنَ به، كوَعَدَ، وَجْناً: رَمَى.

  ووَجَنَ به الأرْضَ وَجْناً: ضَرَبَها بهِ.

  ووَجَنَ القَصَّارُ الثَّوْبُ وَجْناً: دَقَّهُ، ومنه المِيجَنَةُ.

  والوَجِينُ: شَطُّ الوادِي.

  وأَيْضاً: العَارِضُ من الأرْضِ يَنْقادُ ويَرْتَفِعُ قَليلاً وهو غَلِيظٌ.

  وقيلَ: هو أرْضٌ صُلْبَةٌ ذاتُ حِجارَةٍ.

  وقيلَ: الوَجِينُ من الأرْضِ: مَتْنٌ ذُو حِجارَةٍ صَغيرَةٍ؛ ومنه الوَجْناءُ للنَّاقَةِ الشَّديدَةِ الصُّلْبَةِ؛ وقيلَ: العَظيمَةُ الوَجْنَتَيْنِ. والوَجْنَةُ، مُثلَّثَةً وككَلِمَةٍ ومحرَّكةً، عن ابنِ سِيدَه ما عدا الرَّابِعَة، والأُجْنَةُ مثلّثةً عن يَعْقوب حَكَاه في المُبْدل واقْتَصَرَ على الضمِّ والكسْرِ: ما ارْتَفَعَ من الخَدَّيْنِ، الشّدْق والمحْجِر، وقيلَ: ما انْحَدَر مِنَ المَحْجِرِ ونتَأمنَ الوَجْهِ؛ وقيلَ: مانَتَأ مِن لحْمِ الخدَّيْنِ بينَ الصُّدْغَين وكَنَفَي الأنْف، وقيلَ: هو فَرَقُ ما بينَ الخدَّيْنِ والمَدْمَعِ من العظْمِ الشاخِصِ في الوَجْه، إذا وَضَعْتَ عليه يَدَك وَجَدْت حَجْمَه.

  وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: إنما سُمِّيَت الوَجْنَةُ وَجْنَةً لنُتُوئِها وغلظِها.

  وحَكَى اللّحْيانيُّ: إنه لحَسَن الوَجَناتِ كأنَّه جعلَ كلَّ جزْءٍ منها وَجْنَةً، ثم جمعَ على هذا.

  والمِيْجَنَةُ، بالكسْرِ: المِدَقَّةُ للقَصَّارِ، وهي الكذينق، ج مَواجِنُ ومَياجِنُ على المُعاقَبَةِ.

  وقالَ أبو القاسِمِ الزجَّاجِيُّ: المِيجَنَةُ على لَفْظِها مَياجِنُ وعلى أَصْلِها مَوَاجِن.

  وفي حدِيثِ عليٍّ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه: «ما شَبَّهْتُ وَقْعَ السُّيوفِ على الهامِ إلَّا بوَقْعِ البَيازِرِ على المَوَاجِنِ»؛ وأنْشَدَ أبو زيْدٍ لعليِّ بنِ⁣(⁣٢) طُفَيْلٍ السَّعديّ:

  رقابٌ كالمَوَاجِنِ خاظِياتٌ ... وأَسْتاهٌ على الأكْوارِ كُومُ⁣(⁣٣)

  وتَوَجَّنَ: ذَلَّ وخَضَعَ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  والأوْجَنُ: الجَبَلُ⁣(⁣٤) الغَليظُ، عن ابنِ الأعْرابيِّ؛ ومنه قوْلُ رُؤْبة:

  أَعْيَسَ نَهَّاضٍ كحَيْدِ الأوْجَنِ⁣(⁣٥)


(١) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٩ برواية: «يطوف» والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.

(٢) في اللسان والتهذيب والصحاح: عامر بن عُقيل السعدي، جاهلي.

(٣) البيت في اللسان والصحاح والتهذيب.

(٤) في القاموس: «الحبل» بالحاء المهملة، والمثبت يوافق رواية التهذيب واللسان والتكملة.

(٥) ديوانه ص ١٦١ وقبله:

في خدر مياس الدمى معرجن

والشاهد في اللسان والتهذيب والتكملة.