تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عيب]:

صفحة 270 - الجزء 2

  بمُحَمَّد، وليس هو الشّوَيْعِر الحَنَفيّ. والشّوَيْعِر الحَنَفِيّ اسمُه هَانِئ بن تَوْبَةَ الشَّيْبَانِيّ⁣(⁣١).

  وقال ابنُ مَنْظُور: ورأَيْتُ في بَعْضِ [حواشي]⁣(⁣٢) نُسَخ الصّحاح المَوْثُوقِ بها: العَيْهَبُ: الكِسَاءُ الكَثيرُ الصُّوفِ يقال: كِسَاءٌ عَيْهَبٌ.

  ويُقَال: أَتيتُه في رُبَّى الشَّبَاب وحِدْثَى الشَّبَابِ، بالضَّمِّ في أَوَّلِهِما وعِهِبَّى الشَّبَابِ كالزِّمِكَّى، بالقَصْر ويُمَدُّ أَي شَرْخه وأَوَّله وأَنْشَدَ:

  عَهْدِي بسَلْمَى وَهْي لم تَزَوَّجِ ... على عِهِبَّى عَيْشِها المُخَرْفَجِ

  والعِهِبَّى مِنَ المُلْكِ بالقَصر والمَدِّ، أَي زَمَنُه.

  قال أَبو عَمْرٍو: ويقال عَوْهَبَه وعَوْهَقَه، إِذا ضَلَّله، وهو العِيهَابُ بالكَسْرِ والعِيهَاقُ، وعن أَبي زيد عَهِبَهُ أَي الشيءَ وغَهِبَه بالغَيْن المُعْجَمَة كَسَمِعَه إِذا جَهِلَه وأَنشد⁣(⁣٣):

  وكائِنْ تَرَى من آمِل جَمْعَ هِمَّةٍ ... تَقَضَّتْ لَيَالِيهِ ولم تُقْضَ أَنْحُبُهْ

  لُمِ المَرْءَ إِنْ حَاءَ الإِسَاءَةَ عَامِداً ... ولا تُحْفِ⁣(⁣٤) لَوْماً إِنْ أَتَى الذَنبَ يَعْهَبُه

  أَي يَجْهَلُه. قال الأَزْهَرِيّ، والمَعْرُوفُ في هذَا الغَيْنُ.

  [عيب]: العَيْبُ والعَيْبَةُ والعَابُ: الوَصْمَةُ. قال سيبَوَيْه: أَمالُوا العَاب تَشْبِيهاً له بأَلِف رَمَى؛ لأَنَّهَا مُنْقَلِبَة عن ياء، وهو نَادِر كالمَعَابِ والمَعِيب والمَعَابَةِ تقول: ما فِيه مَعابَةٌ ومَعَابٌ، أَي عَيْبٌ، ويقال: موضِعُ عَيْبٍ. قال الشاعر:

  أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي قد عِبْتُمُوهُ ... وما فيه لعَيَّابٍ مَعَابُ

  لأَنَّ المَفْعَلَ⁣(⁣٥) من ذَوات الثَّلَاثَة - نحو كَالَ يَكِيل - إِنْ أُرِيدَ بهِ الاسم ممْسُورٌ، والمَصْدَر مَفْتُوح، ولو فَتَحْتَهُمَا أَو كَسَرْتَهُمَا في الاسْم والمَصْدَر جَمِيعاً لَجَازَ؛ لأَنَّ العرَبَ تقول: المَسَارُ والمَسِيرُ، والمَعَاشُ والمَعِيشُ، والمَعَابُ والمَعِيبُ.

  وجَمعُ العَيْبِ أَعْيَابٌ وعُيُوبٌ، الأَوَّل عن ثَعْلَب، وأَنْشَد:

  كَيْمَا أَعُدَّكُمُ لأَبْعَدَ مِنْكُمُ ... ولقد يُجَاءُ إِلَى ذَوِي الأَعْيَابِ

  ورواه ابنُ الأَعْرَابِيّ: إِلى ذَوِي الأَلْبَابِ.

  وعَاب الشَّيْءُ والحائطُ عَيْباً وعِبْتُه أَنَا وَعَابَهُ عَيْباً وعَاباً لَازِمٌ ومُتَعَدّ وهو مَعيبٌ ومَعْيُوبٌ الأَخِيرُ على الأَصْل. وقال أَبو الهَيْثَم في قَوْلِه تَعَالَى: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها}⁣(⁣٦) أَي أَجْعَلَهَا ذَاتَ عَيْب، يَعْني السفِينَةَ قال: والمُجَاوِزُ واللَّازم فيه سواءٌ واحد.

  ورجُلٌ عُيَبَةٌ كهُمَزَة وَعَيَّابٌ كشَدَّاد وعَيَّابَةٌ كعَلَّامَة، والهَاءُ للمُبَالَغَة: كَثيرُ العَيْبِ اللنَّاسِ قال:

  اسْكُت ولا تَنْطقْ فأَنْتَ خَيَّابْ ... كُلُّك ذُو عَيْبٍ وأَنْتَ عَيَّابْ

  وقال:

  وَصاحِب لي حَسَنِ الدِّعَابَهْ ... ليس بِذي عَيْب ولا عَيّابَه

  والعَيْبَةُ: زَبِيلٌ كأَمِير مِنْ أَدَم، مُحَرَّكه يُنْقَل فيه الزرْعُ المَحْصُودُ إِلى الجُرْن، في لغة هَمْدَان. والعَيْبَةُ: ما يُجْعَلُ فِيه الثِّيَابُ. وَوِعَاءٌ من أَدَم يَكُونُ فيه⁣(⁣٧) المَتَاعُ. والعَيْبَةُ مِن الرَّجُلِ هو مَوْضِعُ سِرّه، على المَثَل. وفي الحديثِ «الأنْصَارُ عَيْبَتي وكَرِشِي» أَي خَاصَّتِي ومَوْضِعُ سِرِّي.

  ج عِيَبٌ كبَدْرة وبِدَر وعِيَابٌ بالكَسْر وعِيَباتٌ بكَسْر فَفَتْح⁣(⁣٨).

  والعِيابُ: الصُّدُور والقُلوبُ، كِنَايَةٌ أَي أَن العرب تَكْنِي عن الصُّدُورِ والقُلُوب التي تَحْتَوِي على الضَّمَائر المُخْفَاة بالعِياب، وذلك أَنَّ الرجلَ إِنَّمَا يَضَعُ في عَيْبَته حُرَّ مَتَاعِه


(١) انظر معجم الشعراء للمرزباني.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) في المجمل: وأنشد الشيباني.

(٤) عن اللسان، وبالأصل: «ولا تخف».

(٥) عن اللسان، وبالأصل «الفعل».

(٦) سورة الكهف الآية ٧٩.

(٧) اللسان: فيها.

(٨) ضبط الصحاح: عَيْبَات.