تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نشغ]:

صفحة 67 - الجزء 12

  ونَسَّغَهُ تَنْسِيغًا، وأَنْسَغَهُ: طَعَنَهُ.

  وَرَجُلٌ ناسِغٌ مِنْ قَوْمٍ نُسَّغٍ: حاذِقُ الطَّعْنِ⁣(⁣١)، قال رُؤْبَةُ:

  إِنِّي عَلَى نَسْغِ الرِّجَالِ النُّسَّغِ

  وانْتَسَغَ الرَّجُلُ: تَحَرَّى.

  وَنَسَغَتْ ثَنِيَّتاهُ: خَرَجَتا مِنَ الفَمِ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وكَذلِكَ بالعَيْنِ.

  وَنَسَغَهُ الكَلامَ: لَقَّنَهُ، لُغَةٌ في الشِّينِ، كما في اللِّسَانِ.

  [نشغ]: نَشَغَ الماءُ في الأَرْضِ كَمَنَعَ: سالَ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: نَشَغَهُ بالرُّمْحِ: إذا طَعَنَ بهِ.

  ومِنَ المَجَازِ: نَشَغَ فُلانًا الكَلامَ نَشْغًا: لَقَّنَهُ وعَلَّمَهُ وَالسِّينُ المُهْمَلَةُ لُغَةٌ فيهِ، كَما في اللِّسَانِ، وقَدْ مَرَّ للمُصَنِّفُ في «ن ش ع» أَيْضًا هذا المَعْنَى، ونَصُّ الصِّحاح. هُنَاكَ: وَرُبَّمَا قالُوا: نَشَغَهُ الكلامَ: لَقَّنَهُ إِيّاهُ وهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: نَشَغَ الصَّبِيَّ نَشْغًا: إِذَا أَوْجَرَهُ قالَهُ اللَّيْثُ وأَبُو تُرابٍ، وقالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: نُشِغَ الصِّبِيُّ ونُشِعَ، بالغَيْنِ والعَيْنِ: إذا أُوجِرَ في الأَنْفِ، والعَيْنُ أَعْلَى.

  ونَشَغَ الماءَ: شَرِبَهُ بِيَدِهِ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

  ونَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغًا، ونَشِيغًا: شَهِقَ حَتَّى كادَ يُغْشَى عَلَيْهِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ ¥: «أَنَّهُ ذَكَرَ النَّبِيَّ فَنَشَغَ نَشْغَةً» أي: شَهِقَ وغُشِيَ عَلَيْهِ، كَتَنَشَّغَ وَمِنْهُ الحَدِيثُ: «لا تَعْجَلُوا بتَغْطِيَةِ وَجْهِ المَيِّتِ حَتَّى يَنْشَغَ، أَوْ يَتَنَشَّغَ» حَكاهُ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ، قال أَبُو عُبَيْدَةَ⁣(⁣٢): وإِنَّمَا يَفْعَلُ ذلِكَ تَشَوُّقًا إِلَى صاحِبِه، أَو إِلَى شَيْءٍ فائِتٍ، أَو أَسَفًا عَلَيْهِ، وحُبًّا لِلِقَائِهِ⁣(⁣٣)، قال: وهذا بالغَيْنِ لا خِلافَ فِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:

  عَرَفْتُ أَنِّي ناشِغٌ في النُّشَّغِ ... إِلَيْكَ أَرْجُو مِنْ نَدَاكَ الأَسْبَغِ⁣(⁣٤)

  والنَّشُوغُ، كصَبُورٍ: الوَجُورُ، قالَهُ أَبو تُرَابٍ، والسَّعُوطُ، والعَيْنُ لُغَةٌ فيهِ، كما تَقَدَّمَ، وهُوَ أَعْلَى. وقَدْ نُشِغَ الصَّبِيُّ، كعُنِيَ: أُوجِرَ في الأَنْفِ، وكَذلِكَ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ، قالهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ.

  وقال أَبُو عَمْرٍو: نُشِغَ بالشَّيْءِ ونُشِعَ⁣(⁣٥) بهِ: إذا أُولِعَ بهِ فَهُوَ مَنْشُوغٌ بهِ، ومَنْشُوغٌ بِهِ.

  والنَّواشِغُ: مَجَارِي الماءِ في الوادِي قالَهُ الفَرّاءُ، وأَنْشَدَ للمَرّارِ بنِ سَعِيدٍ:

  وَلا مُتَدَارِكٍ والشَّمْسُ طِفْلٌ ... ببَعْضِ نَوَاشِغِ الوَادِي حُمُولَا⁣(⁣٦)

  وَقالَ ابنُ فارِسٍ: هِيَ أَعالِي الوَادِي، الواحِدُ ناشِغَةٌ، وَخَصَّ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ بِهَا الشُّعْبَةَ المَسِيلَةَ، أو الشِّعْبَ المَسِيلَ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: النَّواشِغُ: أَضْخَمُ مِنَ الشِّحاحِ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَنْشَغَ الرَّجُلُ⁣(⁣٧): إِذَا تَنَحَّى هذَا هُوَ الصَّوابُ، وقَدْ صَحَّفَه المُصَنِّفُ، فَذَكَرَ في «م س غ» ما نَصُّهُ: مَسَغَ، وامْتَسَغَ: تَنَحَّى، كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْه هُنَاكَ.

  وانْتَشَغَ البَعِيرُ، مِثْلُ انْتَسَغَ، بالسِّينِ، وهُوَ أَنْ يَضْرِبَ بِخُفِّه مَوْضِعَ لَذْعِ الذُّبابِ، وهكذا رَواهُ الأَزْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنشَدَ لِلأَخْطَلِ البَيْتَ الَّذِي سَبَقَ في «نسغ» قال الصّاغانِيُّ: والصّوَابُ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ في اللُّغَةِ وفي الشِّعْرِ، وَقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  النَّشْغُ: المَصُّ بالفَمِ.

  وانْتَشَغَ الصَّبِيُّ الوَجُورَ: أَخَذَهُ جُرْعَةً بعدَ جُرْعَةٍ.

  والمِنْشَغَةُ: المُسْعُطُ، أَوْ الصَّدَفَةُ يُسْعَطُ بِها، وقَدْ أَنْشَغَهُ بِهَا، قال الشّاعِرُ:

  سأَنْشَغُهُ حَتَّى يَلِينَ شَرِيسُه ... بمِنْشَغَةٍ فِيهَا سِمامٌ وعَلْقَمُ

  وَأَنْشَغَهُ الكَلامَ: لَقَّنَهُ، فَنَشَغَ، وتَنَشَّغَ، وانْتَشَغَ، وناشَغَ، قال:


(١) اللسان: حاذقٌ بالطعن.

(٢) في التهذيب واللسان: أبو عبيد.

(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: وحبّا له.

(٤) في الديوان ص ٩٧ من نداك الأسوغ، والأصل كاللسان.

(٥) عن التهذيب وبالأصل «ونشغ به» وزيد في التهذيب: وشُعف به.

(٦) في اللسان «ولا متلاقيًا» وفي مادة طفل، ولم ينسبه فيها: «ولا متلافيا» بالفاء.

(٧) في التهذيب: انتشغ الرجل.