تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نحب]:

صفحة 419 - الجزء 2

  فاسأَلْ بِذِي نَجَبٍ فَوارِسَ عَامِرٍ ... واسْأَلْ عُيَيْنَةَ يوْم جَزْعِ ظلالِ⁣(⁣١)

  وقال أَيضاً:

  مِنّا فَوَارِسُ ذِي نَهْدٍ وذِي نَجَبٍ ... والمُعْلَمُونَ صَبَاحاً يومَ ذِي قارِ

  وقال الأَشْهَبُ بْنُ رُمَيْلَةَ:

  وغادَرْنَا بِذِي نَجَبٍ خُلَيْفاً ... عليهِ سَبائِبٌ مِثْلُ القِرَامِ

  واختلفت أَقَاوِيلُهُم في سبب الحرب، ليس هذا محلَّها.

  وأَنْجَبَ الرَّجُلُ: جاءَ بوَلَدٍ نَجِيبٍ، وأَنْجَبَ: ولَدَ وَلَداً جَبَاناً، وهو ضِدٌّ. فمن جعله ذَمّاً، أَخذه من النَّجَبِ، وهو قشرُ الشَّجَر. قال شيخُنَا: وقد يُقَالُ: لا مُضَادَّةَ بينَ النَّجَابة والجُبْن، فإِنّ النَّجابةَ لا تقتضي الشَّجَاعَةَ حتّى يكونَ الجَبَانُ مُقَابِلاً له وضِدَّه، فإِنّ النَّجَابَةَ هي الحِذْقُ بالأَمْرِ والكرَمُ والسَّخَاءُ، وهذا لا يَلْزَمُ منه الشّجَاعَةُ، بل قد يكونُ الشّجَاعُ غيرَ نَجِيبٍ، ويكونُ النَّجِيبُ غيرَ شُجَاعٍ، وهو ظاهر. فلا مُضَادَّةَ. انتهى.

  ونَجِيبُ بْنُ مَيْمُون الواسطيُّ: مُحَدِّثُ هَرَاةَ.

  وأَبُو النَّجِيب عبدُ القاهرِ بْنُ عبدِ الله بنِ محمّد البَكْريُّ⁣(⁣٢) الفَقيه الزَّاهِدُ السَّهْرَوَرْدِيُّ⁣(⁣٣)، إِلى سُهْرَوَرْدَ، قريةٍ بين زَنْجَانَ وهَمَذَانَ: مُحَدِّثانِ وإِلى الثّاني نُسِبَتِ المحلّةُ النَّجِيبيّةُ ببغدادَ، والطَّرِيقَةُ السُّهْرَوَرْدِيّة، وهو عَمُّ الإِمَام شِهابِ الدّين أَبي حَفْصٍ⁣(⁣٤) السُّهْرَوَرْدِيّ البَكْرِيِّ صاحِب الشِّهابيّة؛ ولهما في كتب التّواريخ تراجمُ جَمّةٌ، ليس هذا مَحلَّ ذِكرِها.

  وفاتَهُ: نَجِيبُ بْنُ السَّرِيّ، رَوى عنه محمّدُ بْنُ حِمْيَرْ؛ وأَحمد بْنُ نَجِيبِ بنِ فائزٍ العَطّار، عن ابن المعْطُوشِيّ، ومحمد بْنُ عبد الرَّحمن بْنِ مَسْعُودِ بنِ نَجيبٍ الحِلّيّ، عن ابْنِ قُلَيْبٍ، ونجيبُ بنُ أَبي الحسَن المقري. ذكرهم ابنُ سليم. ونَجِيبُ بْنُ عَمَّارِ بنِ أَحمد الأَمير، أَبو السَّرايا، روى عن أَبي نَصْر. وأَبو النَّجِيب عبدُ الغَفّارِ الأُمويُّ. وأَبو النَّجِيبِ ظليمٌ: تابِعِيٌّ، روى عن أَبي سعيدٍ. وأَبو النّجيب المَرَاغِيّ: شاعِر. ذكرهم ابْنُ ماكُولا.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ على المؤلّف: نَجْبَةُ النَّمْلَةِ، بالفتح: قَرْصُهَا، في حديثِ أُبَيٍّ: «المُؤْمِنُ لا تُصِيبُه ذَعْرَةٌ، ولا عَثْرَةٌ، ولا نَجْبةُ نَمْلَة، إِلّا بذَنْب». قال ابْنُ الأَثِيرِ: ذكرَه أَبو مُوسَى هاهُنا. ويُرْوَى بالخاءِ المُعْجَمَةِ، كما سيأْتي. ونقله ابْنُ الأَثِيرِ عن الزَّمَخْشَرِيّ بالوَجْهيْنِ.

  ومِنْجابٌ، ونَجَبةُ: اسْمانِ.

  وحَمّامُ مِنْجَابٍ: بالبَصْرَة، قال ابْنُ قُتَيْبَةَ: إِلى مِنْجابِ بْن راشِدٍ الضَّبِّيِّ، وقال أَبو منصورٍ الثّعالبيُّ: إِلى امْرَأَةٍ، وفيه يقولُ القائلُ:

  يا رُبَّ قائِلَةٍ يَوْماً وقد تَعِبَتْ ... كَيْفَ السَّبِيلُ إِلى حَمَّامِ مِنْجَابِ⁣(⁣٥)

  قلت: ومِنْجَابُ بْنُ راشِد النّاجي: يقالُ: له صُحْبَةٌ. وأَمّا الّذِي نُسبَ إِليه الحَمّامُ فهو مِنجابُ بْنُ راشدِ بن أَصْرمَ الضَّبِّيُّ، نزل الكُوفَةَ، وعنه ابْنُهُ سَهْمٌ. وكان شريفاً.

  [نحب]: النَّحْبُ: رفعُ الصَّوْت بالبُكاءِ، كذا في الصَّحاح. وفي المحكم: أَشَدُّ البكَاءِ. كالنّحِيبِ، وهو البكاءُ بصوتٍ طويلٍ ومَدّ. وقدْ نَحَبَ، كمَنَعَ، يَنْحَبُ، نَحْباً. وفي المحكم والصَّحاح: يَنْحِبُ، بالكَسر، وانْتَحَبَ انْتِحاباً مثلُهُ. وقال ابْنُ مَحْكَانَ:

  زَيَّافَةٌ لا تُضِيعُ الحَيَّ مَبْرَكَها ... إِذَا نَعَوْها لِراعِي أَهْلِها انْتَحَبَا


(١) بالأصل: «وأسأل عتيبة يوم جوع ظلال» وما أثبتناه عن النقائض. ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى ذلك.

(٢) من ولد محمد بن أبي بكر الصديق.

(٣) كذا بالأصل والقاموس، وفي اللباب: بضم السين نسبة إلى سُهْرُوَرْد بضم أولها ومثله في معجم البلدان.

(٤) واسمه عمر بن محمد السهروردي.

(٥) في معجم البلدان: يا ربّ ... وقد لغبت كيف الطريق ..» قال ابن سيرين: مرت امرأة برجل فقالت، يا رجل: كيف الطريق إلى حمام منجاب؟ فقال: ههنا وأرشدها إلى خربة ثم قام في إثرها وراودها عن نفسها فأبت، فلم يلبث الرجل أن حضرته الوفاة، فقيل له: قل لا إله إلا الله، فأنشأ يقول: وذكر البيت.