تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سعبر]:

صفحة 524 - الجزء 6

  واسْتَعَرَت النّارُ: اتَّقَدَتْ، وقد سَعرْتُها، كتَسَعَّرَتْ.

  ومن المَجَاز: اسْتَعَرَت اللُّصُوصُ، إِذا تَحَرَّكُوا للشَّرِّ، كأَنَّهُم اشْتَعَلُوا والْتَهَبُوا.

  ومن المجاز: اسْتَعَرَ الشَّرُّ والحَرْبُ، أَي انْتَشَرا.

  وكذا سَعَرَهُم شَرٌّ، وسَعَرَ على قَوْمِه.

  ومَسْعَرُ البَعِير: مُسْتَدَقُّ ذَنَبِه.

  ويَسْتَعُور، الذي في شِعْر عُرْوَة⁣(⁣١)، مَوْضِعٌ قُرْبَ المَدِينة، ويقال: شَجَرٌ، ويقال أَجْمَةٌ، ويُقَال: اليَسْتَعُور، وفيه اختلافٌ على طُولِه يأْتِي في فصل الياءِ التّحْتِيَّة إِن شاءَ الله تعالى.

  * ومما يستدرك عليه:

  رَمْيٌ سَعْرٌ، أَي شديدٌ⁣(⁣٢).

  وسَعَرْناهُم بالنَّبْلِ: أَحْرَقْنَاهُم، وأَمْضَضْناهُم.

  ويقال: ضَرْبٌ هَبْرٌ، وَطَعْنٌ نَثْرٌ⁣(⁣٣)، ورَمْيٌ سَعْرٌ، وهو مأْخُوذ من سَعَرْت النّار، وفي حديث عليّ ¥: «اضْرِبُوا هَبْراً، وارْمُوا سَعْراً» أَي رَمْياً سَرِيعاً، شَبَّهَه باسْتِعارِ النّار.

  وفي حديث عائشة: «كان لرسولِ الله وَحْشٌ، فإِذا خَرَجَ من البَيْتِ أَسْعَرَنا قَفْزاً» أَي أَلْهَبَنَا وآذانا.

  وَسَعَرَ اللَّيْلَ بالمَطِيِّ سَعْراً: قَطَعَه.

  وعن ابنِ السِّكّيتِ: وسَعَرَت النّاقَةُ، إِذا أَسْرَعَتْ في سَيرهَا، فهي سَعُورٌ.

  وسَعَرَ القَومَ شَرًّا، وأَسْعَرَهُم: عَمَّهم به، على المَثَل، وقال الجوهريّ⁣(⁣٤): لا يقال أَسْعَرَهم. وفي حديثِ السَّقِيفَة: «ولا يَنَامُ النّاسُ من سُعَارِه» أَي من شَرّه.

  وفي حديثِ عمر: «أَنّه أَرادَ أَن يَدْخُلَ الشّام وهُو يَسْتَعِرُ طاعوناً» استَعَارَ اسْتِعَارَ النّارِ لشِدَّةِ الطّاعون، يريد كَثْرَتَه وشِدَّةَ تَأْثِيرِه وكذلك يُقالُ في كلِّ أَمرٍ شَدِيدٍ.

  والسُّعْرَةُ، والسَّعَرُ: لَونٌ يَضْرِب إِلى السَّوادِ فُوَيْقَ الأُدْمَة.

  ورَجُلٌ أَسْعَرُ، وامرأَةٌ سَعْراءُ، قال العَجّاج:

  أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالاً هِجْرَعَا

  وقال أَبو يُوسف: اسْتَعَرَ الناسُ في كلِّ وَجْهٍ، واسْتَنْجَوْا، إِذا أَكَلُوا الرُّطَبَ، وأَصابُوه.

  وكزُفَر، سُعَرُ بنُ مالِكِ بن سَلَامانَ الأَزْدِيّ، من ذُرِّيّته حَنِيفَةُ بن تَمِيم، شيخٌ لابن عُفَيْرٍ، قديم.

  وسِعْر، بالكسر: جَبَلٌ في شِعْر خُفافِ بنِ نُدْبَة السُّلَمِيّ.

  وسِعِر بالكسر والإِمالة مَقْصُوراً: جَبَلٌ عند حَرَّة بني سُلَيْم.

  وسِعْر بن مالِكٍ العَبْسِيّ، سَمعَ عُمَرَ بن الخَطّاب، رَوَى عنه حَلّامُ بنُ صالح. وسِعْرُ بنُ نِقَادَةَ الأَسَدِيّ⁣(⁣٥)، عن أَبيه، وعنه ابنُه عاصِمٌ. وسِعْرٌ التَّمِيميّ، عن عَلِيّ، الثلاثة من تاريخ البخاريّ.

  وسُعَيْرُ بنُ الخِمْس أَبو مَالك⁣(⁣٦) الكوفيّ، عن حَبِيبِ بن أَبي ثابِت، عن ابن عُمَرَ، روى عنه سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَة.

  ودَيْرُ سَعْرَانَ: موضِعٌ بجِيزَة مِصْر.

  وبَنُو السَّعْرانِ: قومٌ بالإِسْكَنْدَرِيّة.

  [سعبر]: السَّعْبَرُ، أَهمله الجَوْهريّ، وقال ابن الأَعْرَابِيّ: السَّعْبَرُ والسَّعْبَرَةُ: البِئْرُ الكَثِيرَةُ الماءِ، قال:

  أَعَدَدْتُ للوِرْدِ إِذا ما هَجَّرَا ... غَرْباً ثَجُوجاً وقَلِيباً سَعْبَرَا


(١) ورد قوله في معجم البلدان (يستعور):

أطعت الآمرين بصرم سلمى ... فطاروا في بلاد اليستعور

ويروى: في عضاه اليستعور، فقالوا: وعضاه اليستعور جبال لا يكاد يدخلها أحد إلا رجع من خوفها.

(٢) في اللسان: ورميٌ سعرٌ: يلهب الموت، وقيل: يلقي قطعة من اللحم إذا ضربه.

(٣) عن التهذيب، وبالأصل «نثر» بالثاء المثلثة تحريف. قال في اللسان (نتر): «وطعن نتر مبالغ فيه ... ضرب هبر، وطعن نتر».

(٤) كذا بالأصل واللسان، وهو قول ابن السكيت نقله عنه الجوهري في الصحاح.

(٥) ويقال: الأسلمي.

(٦) في تقريب التهذيب: أبو مالك أو أبو الأحوص، والضبط عنه. وفيه التميمي بدل الكوفي.